السلاح التقليدى يكون تأثيره فى نطاق محدد وينتهى أثره بعد زوال الانفجار ومحو أثاره، وذلك على عكس أسلحة الدار الشامل التى تمتد إلى مناطق واسعة وأزمان ممتدة وتتعدد أسلحة الدمار الشامل بين النووى والإشعاعى والكيميائى والبيولوجى ومن حيث سرعة وسهولة التجهيز والأقل فى نفقات إعداده تعتبر الأسلحة البيولوجية هى الأهم فى هذا الإطار، ويمكن القول أن الأسلحة البيولوجية هى أسلحة الغدر، كما أنها من أشد أسلحة الدمار الشامل فتكا وتدميرا لأنها تتكون من كائنات حية معدية وسريعة الانتشار تعيش وتأكل الأخضر واليابس، وتظهر خطورتها بمرور الوقت والزمن، فخطورتها من إمكانية قيام أى جهة بصناعة ترسانة من الأسلحة البيولوجية فى خلال وقت قصير وإمكانيات مادية وتكنولوجية بسيطة بالإضافة إلى إمكانية تحويرها بزيادة قدرتها على العدوى ومقاومة الأدوية المعروفه وعلى مر التاريخ كان هناك استخدام لسلاح الغدر البيولوجى ففى عام ١٧٦٣ كان سير ( جيفرى امهيرست ) هو القائد العام للقوات البريطانية فى أمريكا الشمالية التى كانت فى حالة حرب مع الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة وثار الهنود ثورة عارمه ضد قوات الاحتلال البريطانى شكلت خطورة كبيرة على حياة الجنود البريطانيين ولما لم يكن هناك وسيلة لطلب العون من بريطانيا فى ذلك الوقت نظرا لبعد المسافة وصعوبة المواصلات فقد عمل السير ( امهيرست ) على استغلال انتشار مرض الجدرى بين جنوده حتى أنه اضطر إلى بناء مستشفى لعزل المرضى منهم حتى لا ينتشر الجدرى بين باقى قواته.
ولجأ إلى نشر مرض الجدرى بين الهنود الحمر بإعطائهم هدية عبارة عن بطاطين ومناديل يد ملوثة بميكروب الجدرى من مخلفات الجنود المرضى لديه، وكان ذلك سببا فى نشر العدوى وقتل العديد من الهنود الحمر. وكان القرن الثامن عشر هو بداية معرفة الناس بالأمراض المعدية ثم جاء القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ليحمل معه معرفة كبيرة واكتشافات هائلة للميكروبات وأسرار علم البكتيريولوجى الذى وسع مدارك الدول ولفت نظرهم إلى أهمية استخدام الميكروبات كسلاح فى الحروب المختلفة، وتم استخدام أنواع مختلفة منه فى الحرب العالمية الأولى والثانية ووصلت البشرية إلى حد تجريب الميكروبات القاتلة على أسرى الحروب وقتلهم بمنتهى البساطة بهدف تطوير هذه الأسلحة.
وعلى الرغم من قناعة الدول فى نهاية القرن العشرين أن السلاح البيولوجى ليس السلاح الاستراتيجى فى ميدان المعركة فى ظل وجود السلاح النووى والكيماوى، وبدأت دول العالم المتقدم عقد الاتفاقات للاستغناء عن هذا السلاح إلى أن جاءت حرب الخليج لتشير إلى خطورة هذا السلاح حيث تبينت الدول العظمى أن دول العالم الثالث لديها إمكانيات أسلحة الدمار الشامل من خلال الأسلحة البيولوجية وأطلقوا عليها قنابل الفقراء الذرية.
والعالم بالطبع لا ينسى فترة انتشار الأنفلونزا الإسبانية وضحايا انتشار هذا الوباء كانت بالملايين حيث ضرب هذا الوباء القارة الأوروبية وقتل منها ملايين حتى توفيت عائلات بالكامل ولم تجد من يرث ما لديها من مزارع ومصانع وبعد انحسار الوباء تحولت القارة إلى قارة من الأغنياء، وأصبح من الصعب وجود عمال للعمل أو جمود محاربين وهذا النوع من الأنفلونزا أمكن تطويره كسلاح بيولوجى وتظهر منه أنواع تستخدمها بعض القوى العظمى فى صورة حرب خفية لها أهداف اقتصادية ومخابراتية حفظ الله مصر وحفظ شعبها العظيم.
آراء حرة
تاريخ السلاح البيولوجى
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق