تحل اليوم الأحد، الذكرى السادسة عشر لشهداء محرقة مسرح "بني سويف" الشهيرة، التي راح ضحيتها ٥٠ شهيدا، بسبب "شمعة، بالإضافة إلى إصابة ٢٣ مسرحيا آخرون، الذين ضحوا بحياتهم من أجل اسعاد جمهور المسرح، تلك الحادثة التي اهتز لها الوسط الثقافي بأكمله، ويتذكرها الجميع من حين لآخر.
يظل شبح المحرقة يهدد المسرحيين حتى وقتنا هذا، حينما رفع الستار عن العرض المسرحي "من منا" الذي قدم على خشبة مسرح قصر ثقافة بني سويف، ضمن فعاليات مهرجان نوادي المسرح، وتحولت القاعة في لحظات إلى كتلة من النيران والصراخ، والفرار بحثا عن طوق النجاة، حتى التهمت العديد من المبدعين الحاضرين، وأصبحوا جثثا متفحمه، تسببت هذه النيران في تشويه الناجين منها أيضا، حتى تركت هذه الذكرى أثرا كبيرا ومدويا في قلوب وأذهان المسرحيين.
تجاهلت وزارة الثقافة اقتراحها بتخصيص يوم 5 سبتمبر من كل عام ليكون الاحتفال بيوم المسرح المصري، وذلك تخليدا لهؤلاء الشهداء، على أن تتضمن هذه الاحتفالية كلمة يوم المسرح المصري، وتكريما لهؤلاء المبدعين؛ وعُود كثيرة حملتها الوزارة من قبل الوزراء السابقون بداية من عهد الدكتور عماد أبو غازي حتى وقتنا هذا، ولكنها محاولات بائت بالفشل لتصبح في طي النسيان.
في حين اقترح مجموعة من المسرحيين في مثل هذا اليوم، تنظيم احتفالية سنوية وتكريم أسماء هؤلاء المبدعين، بالإضافة إلى إطلاق أسماء الشهداء على قاعات مسارح قصور الثقافة، والبعض الآخر اقترح تخصيص قاعة فنية تضم بورتريهات لهؤلاء الشهداء، وبعض أعمالهم الإبداعية، إلى جانب مشاريع أخرى.
واحتفى قصر ثقافة بني سويف تزامنا مع هذه الذكرى الوقوف بالشموع أمام القصر، بمشاركة مجموعة من المسرحيين، نوعا من الوفاء لزملائهم الشهداء واحياء لذكراهم، في حين نظم أيضا مجموعة من المسرحيين وقفة أخرى بالشموع في ساحة دار الأوبرا المصرية أيضا في ذلك الوقت.
وفي العام الماضي احتفى مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، على هامش دورته السابعة والعشرين، والذي تنظمه وزارة الثقافة، بتخصيص احتفالية بعنوان "يوم المسرح المصري"، وكانت يوم 5 سبتمبر ٢٠٢٠ تزامنا مع هذا الحدث، حيث شهدت عرضا قصيرا تضمن لمحات فنية سريعة على تاريخ المسرح المصري، من تأليف الدكتور مصطفى سليم، وإخراج ناصر عبد المنعم.
شارك في هذا العمل محمد عادل، سامية عاطف، غناء فاطمة محمد على، فارس، ديكور محمود صبري، موسيقي والحان كريم عرفة.
كما شهدت هذه الاحتفالية أيضا تكريم كوكبة من رموز المسرح وهم: المخرج فهمي الخولي، الذي رحل عن عالمنا هذا العام، والمخرج عبد الرحمن الشافعي، وتسلمها عنه نجله الدكتور محمد الشافعي، والفنانة رجاس حسين، والمخرج خالد جلال، رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، والمخرج حمدي طلبة، اسم الكاتب الدكتور محسن مصيلحي، ومصمم الديكور الراحل د. حسين العزبي، والمخرج حسين محمود، واسم الدكتور الراحل على الراعي؛ فهل تواصل وزارة الثقافة الاحتفال بيوم المسرح المصري هذا العام مثلما حدث في العام الماضي، أم تكتفى بذلك وتظل في طي النسيان.
وفي هذا العام احتفى المسرحيون على صفحاتهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورة مجمعة لشهداء محرقة مسرح بني سويف مدون عليها كلمة "لن ننساكم"، احتفاء بزملائهم الشهداء.
تظل أسماء شهداء محرقة مسرح بني سويف الآتي أسمائهم: "إبراهيم الدسوقي، أحمد عبد الحميد، أحمد السيد أبو القاسم، أحمد محمد جودة، أحمد عزت عبد اللطيف، أحمد محمد فيومي، أحمد عرفة محمد - مجند بالدفاع المدني، أحمد على سليمان، أسماء محمد السيد، أشرف جابر سعيد، أشرف محمد عبد ربه، السيد رجب سعيد، أميرة حسين محمد، أيمن محمد الجندي، بهائي الميرغني، حازم شحاتة، حسن عبده حسن، حسن محمد أبو النصر، حسنى محمدي أبو جويلة، خالد طه محمود، رائد محمد أبو المجد، ربيع محمد رمضان، رشا محمد ربيع، سامية جمال، سيد معوض عثمان، شادي منير الوسيمي، والدكتور صالح سعد، صلاح حامد مهدلي، عبد الله محمد عبد الرازق، مازن محمد قرني، محسن السيد كامل، والدكتور محسن مصيلحي، والدكتور مدحت أبو بكر، محمد أحمد إبراهيم علي، محمد أحمد حسن، محمد أشرف حسنى، محمد السيد أيوب، محمد رجب جاب الله، محمد شوقي الغريب، محمد صلاح حامد مهدلي، محمد علاء الدين المصري، محمد على منصور، محمد مصطفى حافظ، محمد يحيى صلاح، مؤمن عبده، نزار محمود سمك، نصر حسن جودة الذي يعمل بمطافئ بنى سويف، هناء أحمد عطوة، ياسمين محمود نبيل صالح، ياسر ياسين"، حاضرون في أذهان الجميع رغم رحيلهم.