ربما كان البيع على الأرصفة، وإشارات المرور متعب وقاسي علي الفتاة صاحبة الـ 17 عاما والتي تدعي «مروة» فتعب جسدها واسمرار بشرتها أفضل وأشرف لها من وقوعها في براثن الرذيلة التي أدت الي هلاكها.
علي أحد أرصفة ميدان السيدة عائشة بالقاهرة كانت “مروة” تجلس في الشارع وتبيع المناديل وكان يومها طبيعيا كالذي قبله، ولكن ثمة أمور تغيرت عندما صافحتها أحدي السيدات بإبتسامة ذائفة تعكس ما تخفيه داخل قلبها، مرتدية عباءة الشيطان.
بدأت تللك السيدة والتي تدعي «صفاء» بالحديث معها عن طبيعة عملها، وأهلها، ومسكنها، لتجيبها الفتاة أنها تركت أسرتها من أجل ضيق المعيشة، وأنها تعبت من العمل بالشارع، واستغلت ظروف الفتاة وطموحها في العيش في حياة أفضل من تلك التي كانت تعيشها.
فمدت لها يدها فوافقت الصغيرة، لتأخذها الي شقتها بمنطقة المقطم.. وما أن دخلت إلى الشقة، لتبدأ “ صفاء” في إكمال رسم خطتها الشيطانية بمساعدة زوجها الا وهي "استغلال تلك الفتاة التي استقطبوها في أعمال الدعارة وبيع عذرية الفتاة الصغيرة من أجل الأموال".
بدأت الواقعة بعد مرور بضعة أيام من استضافة “ صفاء وزوجها” لمروة، ليخبراها بأنهم سوف يعطوها مبالغ مالية كبيرة إذا وافقت علي بيع عذريتها وممارسة الدعارة مع أشخاص أثرياء، تلك الكلمات وقعت كالصاعقة علي أذان الفتاة الصغيرة التي ارتجف قلبها عن سماعها ذلك الكلام لترفض تمامًا.
ما جاء في تحريات المباحث أن قوادة المقطم وزوجها كان ينتويان بيع عذريتها إلى ثري نظير حصولهما على مبلغ كبير، ولكن المجني عليها رفضت وتوسلت لهما لتركها تغادر المنزل.
وأضافت التحريات أنه عندما احتجازها حاولت الفرار من الباب والاستغاثة بالجيران ولم يستجب لها أحد، فقررت الهروب من البلكونة عبر المواسير فسقطت وأصيبت بكسور وتهشم في الرأس، ولقيت مصرعها بعد يومين من الحادث، وقررت النيابة تشريح جثة المجني عليها، لبيان سبب الوفاة وما تعرضت له من تعذيب، والتأكد من عذريتها.
"وقبل وفاتها بساعات".. أدلت المجني عليها بتفاصيل الواقعة، وهي أن المتهمة “صفاء” قامت باصطحابها من ميدان السيدة عائشة إلى مسكنها في المقطم، واتفقا فيما بينهما على ممارسة أعمال الدعارة في مقابل يقتسمونه ، كما أن زوج المتهمة كان يجلب رجال مجهولين لممارسة علاقات جنسية غير شرعية معها بدون رضاها، وذلك في مقابل مبالغ مالية تدفع للمتهمة وزوجها، حيث إنها حاولت الهرب عن طريق باب الشقة، إلا أنه كان مغلقا فقامت بالقفز من الشباك وحاولت التشبث بالمواسير إلا أنها سقطت من الدور الخامس.
كما قرر قاضي المعارضات بمحكمة جنوب القاهرة، قبل وقت سابق، تجديد حبس المتهم وزوجته لإجبار الفتاة على ممارسة الدعارة ، ١٥ يوما علي ذمة التحقيقات، وكانت النيابة قد وجهت للمتهمين تهم اختطاف فتاة واحتجازها، وتسهيل ممارسة الدعارة.
كانت بداية الواقعة بورود إشارة من أحد المستشفيات بوصول “ مروة.م 17 عاما” مصابة بكسور وكدمات وادعاء سقوط من علو، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن لمكان الواقعة وتبين أن المجنى عليها فتاة فى العقد الثانى من العمر ودلت التحريات انها تقطن مع قواد وزوجته وكان يجبرونها على العمل فى الدعارة وتم ضبطهما، وتم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
