انتقد رئيس حلف شمال الأطلسي مقترحات الاتحاد الأوروبي لتشكيل قوة عسكرية أوروبية، محذرًا من أنها قد تضغط على "الموارد الشحيحة" التي يمتلكها الناتو بالفعل.
تحذيرات من تشكيل قوة عسكرية أوروبية
وحسبما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أعادت الأزمة الأفغانية إشعال دعوات من بعض المسؤولين في بروكسل للكتلة لتشكيل قوة الرد السريع الخاصة بها، لكن ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الناتو، قال إن مثل هذه الخطوة ستضعف القدرات المشتركة على العمل.
و أثار انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان تساؤلات جديدة حول قدرة دول الناتو الأخرى على التصرف من جانب واحد على المسرح العالمي.
ودفع الاعتماد المفرط على واشنطن البعض في الاتحاد الأوروبي إلى تصعيد دعواتهم لتشكيل قوة دفاع أوروبية.
وتشير التقارير إلى أن هذه القوة يمكن أن يصل قوامها إلى 20 ألف جندي يمكن نشرهم في أي مكان في العالم في أي لحظة، ويُعتقد أنه يمكن تقديم مقترحات رسمية في بروكسل قبل نهاية هذا العام.
في مقابلة مع صحيفة صنداي تليجراف، رحب ستولتنبرغ بفكرة زيادة التركيز الأوروبي على القدرات الدفاعية، لكنه حذر من السير في طريق تشكيل قوة تابعة للاتحاد الأوروبي حيث قال إنها قد تضر بالعلاقات مع الولايات المتحدة.
منع تضافر الجهود والعمل
وقال: "أي محاولة لإنشاء هياكل متوازية من شأنه أن يضعف قدرتنا المشتركة على العمل معًا لأنه مع الموارد الشحيحة، ونحتاج إلى منع الازدواجية وتداخل الجهود".
وأضاف ستولتنبرغ إن الجهود الأوروبية المتزايدة "لا يمكن أن تحل محل الناتو على الإطلاق ونحن بحاجة للتأكد من أن أوروبا وأمريكا الشمالية تتحدان معًا".
وحذر من أن إضعاف الروابط بين الولايات المتحدة وأوروبا "لن يضعف الناتو فحسب، بل سيؤدي إلى تقسيم أوروبا".
كان الناتو قد حذر من أن متشددون قد ينضمون إلى المهاجرين الفارين من أفغانستان، وهو الأمر الذي يمكن أن يزيد من التهديدات الأمنية لأوروبا والولايات المتحدة بعد الانسحاب الأمريكي من كابول في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء الجمعة، عن كبير المندوبين المدنيين للناتو في أفغانستان سيتفانو بونتيكورفو في مقابلة الجمعة الماضية حيث قال إنه يتم وضع إجراءات لتجنب ذلك، لكن الأعداد كبيرة، وهذا خطر"،
وأشار إلى أن متشددين يحاولون استخدام تدفق اللاجئين للتسلل إلى دول غربية. وقال: "أنا واثق من أن هذا هو الوضع".
ويتوق الاتحاد الأوروبي إلى وقف الهجرة من أفغانستان، مشيرا إلى خطر أمني محتمل.
وقال بونتيكورفو، الذي شارك في جهود إجلاء مدنيين أفغان من كابول في أغسطس، إن من المتوقع أن يطلق انتهاء الوجود الأمريكي العنان لمطالب جماعة داعش - خراسان بالسيادة على أراض في البلاد.