الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"وادي بانشير".. القصة الكاملة لأخر جيوب المقاومة ضد طالبان في أفغانستان

وادي بانشير
وادي بانشير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تشهد منطقة وادي بانشير معارك عنيفة بين جبهة المقاومة الأفغانية وحركة طالبان التي تسعي من أجل السيطرة على آخر جيوب المقاومة ضدها، وذلك بعد سيطرتها على الحكم في كابل عقب انسحاب القوات الأجنبية وانهيار الجيش الأفغاني.

وبحسب مراقبون فأنه من غير المتوقع أن تكون مهمة طالبان بالسيطرة على بانشير سهلة، فقد عجزت سابقا عن السيطرة على الوادي في معاركها السابقة مع أحمد شاه مسعود بحكم طبيعته الجغرافية الصعبة.

وأدعت طالبان السيطرة على زمام الأمور في بانشير، وقال المتحدث باسم طالبان، بلال كريمي، إن الحركة تمكنت من الاستيلاء على منطقتي خنج وعنابة، ما منح قواتها القدرة على السيطرة على 4 مناطق من أصل 7 في الولاية.

وغرد كريمي عبر منصة التواصل الاجتماعي تويتر قائلا "المجاهدون يتقدمون نحو وسط (الولاية)".

من جهتها، قالت جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية إنها حاصرت "آلاف الإرهابيين" في ممر خواك، وأن طالبان تخلت عن مركباتها ومعداتها في منطقة دشتي رواك.

وقال المتحدث باسم الجبهة، فهيم دشتي، إن "اشتباكات عنيفة" كانت متواصلة في المنطقة.

وفي منشور على فيسبوك، قال زعيم الجبهة، أحمد مسعود “الابن”، إن بانشير "تستمر بالوقوف بقوة"، في وجه الحركة.

من جهته، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركي، مارك ميلي، إن الوضع هش في المنطقة، مرجحا أن تتطور الظروف إلى حرب أهلية.

وأضاف ميلي في حديث إلى قناة "فوكس نيوز" "لا أدري إن كانت طالبان قادرة على ترسيخ سلطتها وتأسيس الحكم".

وأوضح ميلي إنه إذا لم تتمكن طالبان من ذلك فإن الوضع سيتطور "ليقود إلى إعادة تنظيم القاعدة أو نمو داعش أو مجموعات إرهابية لا تحصى" خلال السنوات الثلاث المقبلة.

من جانبها قالت وكالة الإغاثة الإيطالية "إميرجنسي" التي تدير مستشفى في بانشير، إن قوات طالبان وصلت إلى قرية أنابة التي تقع على بعد نحو 25 كلم شمالا داخل الوادي البالغ طوله 115 كلم، حيث تدير الهيئة مركزا للعمليات الجراحية.

وأفادت "إميرجنسي" في بيان أمس بأن "العديد من الأشخاص هربوا من قرى في الأيام الأخيرة"، مضيفة أنها تواصل تقديم الخدمات الطبية. وتابعت: "لم يجر أي تدخل حتى الآن في أنشطة "إميرجنسي".

وأشارت الوكالة إلى أنها استقبلت عددا صغيرا من المصابين في مركز أنابة للعمليات الجراحية".

جدير بالذكر أن وادي بانشير بات مركزا لتجمع كثير من كبار المسؤولين بالحكومة الأفغانية السابقة، من وزراء وجنرالات في الجيش والأمن ومحافظي بعض الولايات، بمن فيهم أمر الله صالح نائب الرئيس الأفغاني، كما نقل إلى بانشير عدد من المروحيات ودبابات ومصفحات الجيش، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر والمعدات العسكرية.

وبرز دور وادي بانشير وقائده التاريخي أحمد شاه مسعود أول مرة عندما سيطرت المقاومة على كابل، بعد سقوط النظام الشيوعي الموالي للاتحاد السوفياتي عام 1992.

ومع ظهور حركة طالبان عام 1994 وتقدمها سريعا على الأرض إلى أن وصلت أبواب كابل، التي كانت تحت سيطرة المقاومة، أوائل عام 1996، وبعد فشل المحادثات المباشرة بينهما في مدينة "ميدان شهر" نشب القتال بين المقاومة، بقيادة مسعود، وحركة طالبان، أدت في النهاية إلى سيطرة الحركة على كابل أواخر العام نفسه.

بعد سقوط كابل بأيدي طالبان عام 1996، انتقل مسعود بقواته إلى بانشير، وأسس تحالف الجبهة الإسلامية المتحدة "تحالف الشمال" مع الأحزاب والجهات المناوئة لحكومة طالبان، وتصدى بقواته لمقاتلي الحركة الذين لم يتمكنوا من السيطرة على وادي بانشير، إلى أن وقع اغتيال مسعود في 9 سبتمبر 2001، أي قبل يومين من هجوم 11 سبتمبر بالولايات المتحدة، والذي قاد إلى غزو واشنطن لأفغانستان وإنهاء حكم طالبان في نوفمبر 2001.