اتخذ المجلس القوى للمرأة بمحافظة الدقهلية خطوات مهمة لحماية المرأة من العنف والإيذاء البدنى والنفسي التى تتعرض له داخل الأسرة خاصة في ظل ما شهدته الفترة الأخيرة من جرائم عنف وتعذيب وقتل الأزواج لزوجاتهم، ومن أبرزها جريمة قتل طبيب أسنان لزوجته طبيية أسنان "٢٦ عاما" في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية عقب طعنها ١١ طعنة وأثارت ضجة إعلامية واسعة.
وعن الخطوات التى اتخذها المجلس قالت الدكتورة أمينة شلبي مقرر فرع المجلس القومي للمرأة بمحافظة الدقهلية لـ"البوابة نيوز"، إنه تم توقيع بروتوكل تعاون مع وحدة "المرأة الآمنة" بكلية الطب جامعة المنصورة، حيث تم تخصيص يوم في الأسبوع يرسل خلاله المجلس القومي للمرأة بالدقهلية إلى تلك الوحدة حالات السيدات اللاتي تعرضن إلى العنف وتتضمن الاعتداء الجنسي والضرب وغيرها".
وأوضحت شلبي أن تلك الوحدة تتضمن أطباء من جميع التخصصات ومنهم أطباء نفسيون، ويتم توقيع الكشف على تلك السيدات، مشيرة إلى أن المجلس يحيل شكوى من يثبت الكشف الطبي الاعتداء عليها إلى النيابة العامة.
وأضافت "شلبي" أن المجلس يوفر ملجأ لبعض حالات السيدات اللاتى لا تمتلكن مأوى أو طردها زوجها من المنزل وذلك لفترة محددة.
وأكدت أن فرع المجلس القومي للمرأة بالدقهلية يضم العديد من المحامين المتطوعين للدفاع عن حالات السيدات.
وأشارت "شلبي" إلى أنه تمت إقامة فعالية "أنتي قوية مؤخرا بنادي جزيزة الورد بالمنصورة وذلك بحضور قيادات المجلس القومي بالدقهلية وعميد كلية الطب جامعة المنصورة وبحضور أطباء متخصصين وممثل حقوق جامعة المنصورة للتوعية بحقوق المرأة وواجبتها، كما ينظم المجلس العديد من الفعاليات والحملات للتوعية ومنها حملات "طرق الأبواب" تحت عنوان احميها من الختان والتي تستهدف منع ظاهرة الختان ومشيرة إلى أن الختان يعد نوعا من أنواع العنف الجسدي ضد المرأة.
صورة المرأة في الإعلام
وكشفت "شلبي" أن ظاهرة العنف ضد المرأة ترجع للعديد من الأسباب أبرزها نمط التربية الخاطئة، ثقافة المجتمع الخاطئة بتفضيل الولد عن البنت والضغط الاقتصادي وتطلعات الزوجات وذلك بالتزامن مع النمط الاستهلاكي.
وتابعت "شلبي" أن سوء تناول بعض الأعمال التليفزيونية والسوشيال ميديا لمشاهد العنف ضد المرأة وكأنها مشاهد عادية، يلعب دورا في انتشار الظاهرة.
وطالبت "شلبي" بضرورة تصحيح صورة المرأة في الإعلام وإظهار المرأة بشكل محترم وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
وأضافت أن سوء الاختيار بين الأزواج، وعدم فهم المقبلين على الزواج لمفهوم الزواج الصحيح، أدي ذلك أيضا إلى حدوث العنف ضد المرأة، مشيرة إلى ضرورة تنظيم دورات توعوية للمقبلين على الزواج، وأكدت أن الأدمان يلعب دورا هاما في حدوث ظاهرة العنف وتسبب في الطلاق في بعض الأسر.
ومن جانبها أرجعت الدكتورة أميرة الشافعي عضو مجلس القومي للمرأة بالدقهلية حدوث تلك الظاهرة إلى الشعور بالقهر مما يدفع الواقع عليه القهر إلى التخلص من المتسبب في ذلك سواء كانت الزوجة أو الزوج أو أي فرد من أفراد الأسرة، ومشيرة إلى أن تعليق السوشيال على جرائم المرأة بشكل أكبر يعود إلى أن فكرة المجتمع السائد عن المرأة هي المستضعفة وذلك بالرغم من أن تلك الجرائم متبادلة. وأكدت "الشافعي" أن المجلس القومي للمرأة يعمل على قضايا العنف ضد المرأة منذ سنوات طويلة، وأشارت إلى أن "الختان" يعد جريمة ضد المرأة وهو عنف أيضا وتابعت أنه يؤدي إلى وفاة الفتيات في بعض الحالات وأبرزها وفاة الطفلة "بدور في عام ٢٠٠٧ بمحافظة المنيا، وتابعت أنه عقب وفاتها: أعلن هذا اليوم أنه اليوم الوطني لمكافحة الختان في مصر، وأكدت "الشافعي" أن التنمر، والتمييز بين الرجل والمرأة في العمل يعد أيضا من أنواع العنف ضد المرأة، وتابعت أن المجلس أقام ندوات متنوعة للتوعية بكافة أنواع العنف ضد المرأة.
العنف الأسرى
جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية قد أصدرت بيانا مؤخرا، أوضحت فيه أن هناك امرأة واحدة من كل ثلاث نساء، أي نحو ٧٣٦ مليون امرأة، تتعرض أثناء حياتها للعنف البدني، أو الجنسي من قِبل الشريك الحميم.
وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس، أن المنظمة تلقت تقارير من عدة دول وحكومات تؤكد تزايد حالات "العنف الأسري" مع استمرار بقاء جميع الأشخاص في المنازل منذ تفشي فيروس كورونا، عن تنفيذ البلدان تدابير الإغلاق لوقف انتشار فيروس كورونا، اشتد العنف ضد المرأة وبخاصة العنف المنزلي في بعض البلدان.
وفي نفس السياق ركزت حملة" اتحدوا" التابعة للأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء العنف ضد المرأة، إلى منع العنف ضد المرأة والفتاة والقضاء عليه، والتركيز على تعزيز الدعوة إلى اتخاذ إجراء عالمي لضمان الخدمات الأساسية للناجيات من العنف خلال أزمة فيروس كورونا "كوفيد ١٩" على الوقاية وجمع البيانات التي يمكن أن تحسن الخدمات الرامية لصون المرأة والفتاة.
شكاوى
وشهدت الفترة الأخيرة في مصر وقوع جرائم العنف ضد المرأة والتعذيب وقتل الأزواج لزوجاتهم وتلقي مكتب شكاوي المرأة ومتابعتها بالمجلس القومي للمرأة في يوم الخميس الموافق ١٥ شهر يوليو الجارى، شكوى من سيدة متزوجة من محافظة الإسماعيلية، وقالت خلالها إنها تعاني من تعذيب زوجها المستمر لها وبطشه بها وضربه المبرح لها مما دفعها للإقدام على الانتحار هربا منه، ونجح المكتب في الحصول على حكم بمعاقبة الزوج المتهم باستخدام العنف ضد زوجته وإحداث جرح عمد لها بالحبس لمدة ثلاث سنوات مع الشغل.
بيئة آمنة
يذكر أن صندوق الأمم المتحدة للسكان والمجلس القومي للمرأة قد عقد اجتماعا في شهر مارس العام الجارى لمتابعة جهود وحدات العنف ضد المرأة، التي أنشأها صندوق الأمم المتحدة للسكان والمجلس القومي للمرأة في الجامعات الحكومية، وأعلنت خلاله شيماء نعيم مدير عام الإدارة الإستراتيجية، بالمجلس القومي للمرأة أن عدد وحدات مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعات وصل إلى ٣٢ وحدة، والتي أُنشئت بهدف ضمان بيئة تعليمية آمنة للمرأة والفتاة داخل الحرم الجامعي، كما أعلنت منى الغزالي المنسق الوطنى لوحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالمجلس القومي للمرأة أن استدامة وحدات مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعات هدف أساسى، وتابعت تحقيق حماية المرأة في الأماكن العامة يتماشى مع أهداف الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية ٢٠٣٠.