عَلَّقَ الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، على ظاهرة انتشار تحسين الصور الشخصية عبر الفلاتر أو تطبيقات الموبايل وإعادة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: إنها ظاهرة تمثل رفضًا للواقع المعيش، ورغبة في التعويض النفسي، ورفع الإحساس بالذات إلى جانب الشعور بالارتياح النفسي. حتى لو تظاهر اصحابها أنهم يفعلونها من باب التسلية واللعب أو لفت النظر لكنها في حقيقتها مغايرة لما يقولون.
ويعتقد "فرويز" خلال تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن ظاهرة نشر الصور الشخصية المُعدلة والخالية من العيوب عبر الفيسبوك ترتبط بالكذب الحياتي والعالم الافتراضي الذي نتعايش معه.
وأضاف "فرويز" أن هذه الظاهرة ليست بعيدة عن حالة بعض الأفراد الذين يغرقون صفحاتهم بأدعية دينية وابتهالات وأحاديث ومأثورات في المناسبات الدينية، لكنهم في واقعهم يتعاملون بعكس هذا الوعظ الديني، ففي حياتهم اليومية يسرقون ويكذبون ويحتالون، لذا فهذه الممارسات نوع من التجميل والكذب.
وتابع استشاري الطب النفسي، أن البعض يستغل الفيس بوك في رسم صورة تجميلية مخالفة للواقع، لذلك نجده يستمر في نشر القيم والحث على الأخلاق والتمسح في النصوص الدينية، ولكن رسائلهم الخاصة فيما بينهم بها مراوغات وتحرش ومحاولات اصطياد وإيقاع بالآخرين، وهي ازدواجية دينية غريبة على الشعب المصري، ليست أصيلة فيه، إنما تم تصديرها للناس مع انتشار الجماعات الوهابية في أوائل السبعينيات.
يشار إلى أن البعض يسارع بنشر صوره الشخصية المُعدلة عبر فلاتر تحسين الصور أو عن طريق بعض التطبيقات التي تُنتج صورة شخصية خالية من أي عيوب وقريبة من معايير جمالية مطلوبة لهؤلاء الأفراد الذين يدمنون نشر صورهم التي يتم تحسينها بشكل مستمر وخيالي.
وربما يؤثر انتشار هذه الصور على مقاييس الجمال وتحولها من صورتها النسبية إلى تثبيت معايير تتدخل في صنعها تطبيقات الموبايل، ولكن: ما معنى لجوء جمهور الفيسبوك لنشر الصور الشخصية الخالية من العيوب؟ وعلاقتها بتجميل أو تشويه الواقع؟ وتأثيرها على رفض الواقع والتخلي عن صورنا الشخصية الحقيقة؟ فهل تستثمر شركات وأطباء التجميل الصور الخالية من العيوب المنتشرة على الفيسبوك؟ وما نتيجة الخلل في مفاهيم الإنسان المتعلقة بالنظرة الإيجابية لذاته ولجسده تحديدا؟