قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه من دواعي السرور الترحيب بالرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس في القاهرة ضيفا عزيزا على مصر وشعبها، في إطار الحرص المستمر على التشاور وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، والعمل على تعزيز علاقات التعاون بين مصر وقبرص وبما يحقق مصالحنا المشتركة، ومواجهة التحديات في منطقتنا ويسهم في التحقيق الاستقرار والأمن.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بنظيره القبرصي، أنه لا يخفى عليكم مدى الاهتمام بالروابط بين البلدين، التي تقوم على أرضية ثابتة نابعة من التمازج الحضاري الذي ميز علاقات الشعبين تاريخيا.
وأكد الرئيس أنه فخوز بالعمل الذي قمنا به على مدار السنوات الماضية لتقوية الصداقة الراسخة بين البلدين، التي شهدت تناميا ملحوظا في التنسيق بين البلدين حيال عدد من الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية، سواء على المستوى الثنائي بين البلدين، أو في إطار العلاقات الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، بما جعله نموذجا فريدا يحتذى به على المستوى الإقليمي.
ولفت الرئيس إلى أنه في إطار الالتزام بتقوية أواصر الصداقة، فإنه يعلن عن خطوة مهمة وأكثر تقدما، فقد ترأس مع نظيره القبرصي الاجتماع الأول لتدشين اللجنة الحكومية العليا بين البلدين لتصبح إطارا لمتابعة التعاون الثنائي بين البلدين، بما يحدث نقلة نوعية في هذا التعاون، وسيكون له انعكاس إيجابي ملحوظ.
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أناستاسياديس، مؤتمرا صحفيا في قصر الاتحادية.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، بقصر الاتحادية الرئيس القبرصي، وذلك للمشاركة في أعمال اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص في القاهرة، والتي تعقد للمرة الأولى على المستوى الرئاسي.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات ثنائية، تلاها اجتماع اللجنة الحكومية العليا، حيث رحب الرئيس بالرئيس القبرصي والوفد الوزاري المرافق له في بلدهم الثاني مصر، مؤكداً أهمية العمل على استثمار ما يتوفر لدى البلدين الصديقين من إمكانات كبيرة لتحقيق مصالحهما المشتركة بما يمثل نموذجاً يحتذى به على المستوى الإقليمي في الترابط والتعاون.
كما ثمن الرئيس حرص مصر وقبرص على ترفيع الإطار العام للعلاقات الثنائية من خلال تدشين اللجنة العليا للتعاون الثنائي بين البلدين على المستوى الرئاسي، وهو ما يعكس الاهتمام بتعزيز ودفع العلاقات لمستوى متقدم، ويؤكد على الرغبة السياسية المشتركة لتفعيل وتطوير المشروعات القائمة، وإطلاق مجالات جديدة للتعاون بين البلدين، ومتابعة تنفيذها على أعلى مستوى وبشكل دوري، وبما يتسق مع العلاقات السياسية المتميزة التي وصلت مؤخراً إلى مستوى غير مسبوق من الشراكة.
من جانبه، أعرب الرئيس القبرصي عن سعادته بزيارة القاهرة، موجهاً الشكر للرئيس على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ومؤكداً ما يجمع الشعبين المصري والقبرصي من روابط حضارية واجتماعية وطيدة ممتدة عبر التاريخ، واعتزاز بلاده بعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر، والحرص على مواصلة تعزيز تلك العلاقات والارتقاء بمحاورها المختلفة.
كما أكد الرئيس القبرصي أن تدشين اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص على المستوى الرئاسي من شأنه أن يمثل خطوة جديدة على طريق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والتي باتت ركيزة من ركائز الاستقرار الإقليمي، وبما يعظم استفادة الجانبين من الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون الثنائي، ويضيف مزيداً من الزخم إلى هذا التعاون المثمر في القطاعات المختلفة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اجتماعات اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص شهدت استعراض مختلف أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، خاصةً في عدد من المجالات التي تحمل فرصاً واعدة كمسارات للتعاون المستقبلي، وعلى رأسها مجال الطاقة بأطره القائمة مثل مشروعات الربط الكهربائي، أو أطر جديدة ممكنة في هذا القطاع مثل مشروعات الطاقة المتجددة، مع التأكيد على في هذا السياق على أهمية الإسراع في خطوات تنفيذ مشروع خط الأنابيب الذي سيربط حقل "افروديت" القبرصي بمحطتي الإسالة المصرية في إدكو ودمياط تمهيداً للتصدير للأسواق الأوروبية.