شهد مسرح قصر السينما، أمس الجمعة، العرض العالمي الأول لفيلم الخيال العلمي المنتظر “Dune” للمخرج دينيس فيلنوف، ضمن عروض خارج المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في نسخته الـ78، والمقامة حتى السبت المقبل.
وقد أثار الفيلم عقب عرضه انقسام في أراء النقاد الذين رأى عدد كبير منهم أن رواية فرانك هربرت الكلاسيكية لا تزال عصية على التناول البصري، ليظل السؤال هل استطاع المخرج الكندي أخيراً انصاف قصة هربرت “سينمائيا”؟!
بحسب سكوت كولرا، الناقد بموقع "IGN"، فإنه لسوء الحظ، الجواب ... ليس تمامًا. على الرغم من التصوير السينمائي المذهل وقائمة نجوم الدرجة الأولى والتناول الرائع للجوانب الأكثر ذكاءً في رواية هربرت، فإن هذا الإصدار الفيلمي من "Dune" لا يعمل بشكل متكامل.
يرى كولرا، أن فيلنوف بمساعدة فريق الكتابة إريك روث وجون سبايتس، اتخذوا قرارًا سليمًا على ما يبدو بتقسيم الرواية إلى فيلمين منفصلين، لذلك فالفيل يعتبر الفصل الأول من جزئين في هذه القصة. وعلى الرغم من ذلك، فإن المعالجة لا تسمح بظهور اللحظات الصغيرة في الرواية أو جعل الشخصيات الداعمة تتنفس بحرية أكثر، وأن أكبر خطأ وقع فيه فيلنوف هو مدى تشوه وتثاقل النصف الأول وهو ما أثر على الجزء الثاني وجعله كما لو أن الفيلم لا يعرف كيف وأين ينتهي.
أما زان بروكس، الناقد بموقع "الجارديان"، والذي منح الفيلم العلامة الكاملة، يرى أن السينما التجارية في أفضل حالاتها من التألق والابهار، وأن ملحمة فيلنوف الخيالية ذات الميزانية الكبيرة لا يجب بالضرورة أن تكون غبية أو مفرطة النشاط، وأنه من الممكن السماح بمرور هادئ وغريب.
لكن في الوقت نفسه يجد “بروكس” أن فيلنوف غير قادر على الاحتفال بالنصر حتى الآن. والسبب في ذلك يعود إلى أن المخرج يغطي في فيلمه النصف الأول فقط من الرواية، وإذا ما لم يصل هذا للجمهور، فمن المرجح أن تظل قصته غير مكتملة.
وذكر أوين جليبرمان، الناقد بموقع "Variety"، أن نسخة فيلنوف مذهلة وجذابة وتتميز باتساع مهيب، ومعظم جوانبها منطقية بالفعل، ويمكننا القول بأنها تحفة فنية مقارنة بنسخة لينش، فلقد نجح في بناء عوالم مذهلة ولكن لم يوفق على مستوى رواية القصة التي تفتقد للنبض.
وأشاد تيم جريسون، الناقد بموقع "Screen Daily"، بتصميم الإنتاج الجرئ والتصوير السينمائي للمشاهد الملحمية وخصوصية الموسيقي التصويرية لهانز زيمر، ما جعله يؤكد على أهمية خوض تلك التجربة بشكل مسرحي للإستمتاع بكافة تفاصيلها.
وأشار ديفيد روني، الناقد بموقع "Hollywood Reporter"، إلى أن محاولة دينيس فيلنوف لترويض الرواية التي تشتهر بصعوبتها لا تفتقر إلى المشهد السينمائي، من المناظر الطبيعية المهيبة إلى الهندسة المعمارية الضخمة والأجهزة الأنيقة والمركبات الفضائية الرائعة. ومجموعة كاريزمية يقودها تيموثي شالاميت مثل المسيح الشاب الذي يقود المظلومين للخروج من الاستبداد. لكنها لم تنهي على الادعاء المتكرر بأن الرواية لا يمكن تصويرها.
أما ديفيد إلريش، الناقد بموقع "Indiewire"، قال إن الفيلم يمثل خيبة أمل كبيرة للجمهور، وجزء كبير من الأزمة يتمثل في السيناريو الذي يتعمق في رواية هربرت بشكل سطحي ومحبط خاصة في النصف الأول.
ويدور فيلم "Dune" حول رحلة أسطورية مشحونة عاطفيًا، يحكى خلالها قصة بول أتريديس، شاب لامع وموهوب ولد في مصير عظيم يتجاوز فهمه، لذا يجب أن يسافر إلى أخطر كوكب في الكون لضمان مستقبل عائلته وشعبه، وبينما تنفجر القوى الخبيثة في صراع حول الإمداد الحصري للكوكب لأغلى مورد في الوجود، وهى سلعة قادرة على إطلاق العنان لأكبر الإمكانات البشرية، فقط أولئك الذين يمكنهم التغلب على خوفهم هم الذين سيبقون على قيد الحياة.
ويشارك في بطولة النسخة الجديدة كوكبة من نجوم هوليوود أبرزهم: خافيير بارديم، تيموثي شالاميت، شارلوت رامبلينج، زيندايا، أوسكار إيزاك، ديف باتيستا، ريبيكا فيرجسون، ستالين سكارسجارد؛ جايسون موموا.