في العام 1981 زار الراحل الدكتور سيد البحراوي سجن النساء لمقابلة الدكتورة أمينة رشيد، المحبوسة ضمن عدد من المثقفين على خلفية الاحتجاجات ضد الرئيس السادات وأزمة اتفاقية كامب ديفيد، والمفاجأة أن "البحراوي" لم تكن زيارته للاطمئنان على "أمينة" بل لشيء آخر، ففي مكتب المأمور وبعد مجيئها طلب البحراوي منها الزواج فوافقت بدورها فأخرج من جيبه دبلتين وتبادلا لبسهما.
أمينة رشيد، التي رحلت مساء اليوم الجمعة، ولدت في العام 1938 لأسرة مثقفة تتحدث اللغة الفرنسية، وتمتلك تاريخًا سياسيًا كون جدها لأمها هو رئيس وزراء مصر إسماعيل باشا صدقي، تعلمت العربية وعملت كباحثة في المركز القومي للبحث العلمي الفرنسي، ثم أستاذا للأدب المقارن بجامعة القاهرة.
ناضلت "رشيد" ضمن التيار اليساري الذى انتمت إليه، حيث انحازت إلى العدالة الاجتماعية بعدما تخلت عن امتيازات الطبقة المرفهة التي تنتمي إليها، وبعدما غادرت باريس تاركة مسارها الوظيفي المختلف لتقرر الحياة في مصر ولتتجه إلى الأدب المقارن والعمل كأستاذة جامعية.
التقت "رشيد" الدكتور البحراوي في ستينات القرن الماضي، بعد عودتها من فرنسا وضيقها من الحياة في باريس، كانت تكبره بحوالي 15 عامًا، ظلا أصدقاء لمدة طويلة، يساعدها في قراءة الأدب العربي والتعرف عليه، بينما اكتنفت فكرة الزواج بعض الجوانب الغامضة لعدة أسباب أهمها تباين الخلفية الحياتية لكليهما، فهي حفيدة الباشا بينما هو دائما ما يردد لها أنه ابن فلاحين معتزًا بمصريته للغاية، لكن بعد تحذير عدد من الأصدقاء من هذا الزواج لأنه ربما لن يكتمل فإن موقف السجن أنهى كل هذه التحذيرات وتجاوزها بعدما أثبت عدم قدرته في الابتعاد عنها.
يشار إلى أن أمينة رشيد، مترجمة وناقدة أدبية، رحلت عن عالمنا مساء اليوم الجمعة بعد معاناة مع المرض عن عمر 83 عاما.
تزوجت الناقد الأدبي الراحل الدكتور سيد البحراوي، وعملت أستاذا للأدب المقارن بجامعة القاهرة، وصدر لها: قصة الأدب الفرنسي. تشظى الزمن في الرواية الحديثة. الأدب المقارن والدراسات المعاصرة لنظرية الأدب.
ولها في مجال الترجمة: الأيديولوجيا وثائق في الأصول، ميشيل فاديه ترجمة أمينة رشيد وسيد البحراوي. المكان، رواية، آني إرنو، ترجمة أمينة رشيد وسيد البحراوي. الأشياء، رواية، جورج بيريك ترجمة أمينة رشيد وسيد البحراوي. النقد الاجتماعي نحو علم اجتماع للنص الأدبي، بيير زيما، ترجمة عايدة لطفي، مراجعة أمينة رشيد وسيد بحراوي.