أصبح الخطف حيلة"الجياع" فى كوريا الشمالية، للحصول على المال الذى يمكنهم من شراء الطعام، ومكافحة أمراض سوء التغذية، ومواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد ١٩"، فى البلد الأسيوى المغلق منذ يناير ٢٠٢٠.
وقالت صحيفة"ديلي ميل" البريطانية فى تقرير لها، إن الكوريين الشماليين الجائعين يختطفون أبناء العائلات الثرية، ويطالبون بفدية حتى يتمكنوا من الحصول على الطعام، حيث تم الإبلاغ عن أربع حالات اختطاف أطفال على الأقل فى الأسابيع الأخيرة فى الدولة التى تكافح فى ظل العقوبات الدولية المفروضة على نظام الزعيم كيم جونج أون.
وتسبب الإغلاق الذى فرضه النظام الحاكم فى كوريا الشمالية، فى يناير ٢٠٢٠ في محاولة لمجابهة انتشار فيروس كورونا، على إمدادات الغذاء والأدوية والوقود والضروريات اليومية الأخرى، ويخشى النظام من انهيار نظام الرعاية الصحية القديم وغير المجهز فى البلاد إذا انتشر فيروس كورونا بين السكان.
ووفقا للبيانات الرسمية، فإن كوريا الشمالية لم تسجل أى إصابة بفيروس كورونا حتى الآن، فيما يرى الخبراء أنه من المستحيل ألا يصل الفيروس إلى كوريا الشمالية، على الرغم من كونها أول دولة فى العالم تغلق حدودها لمواجهة لفيروس كورونا.
وقالت "ديلى ميل"، إن "كيم" ألمح إلى أن وطنه المعزول قد يكون على شفا كارثة، مشبها الوضع الحالي فى كوريا الشمالية، بالمجاعة المدمرة التى دامت أربع سنوات فى منتصف التسعينيات من القرن الماضى، والتى أشار إليها الكوريون الشماليون بـ"المسيرة الشاقة".
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن"التقديرات تشير إلى أن ما يصل إلى ثلاثة ملايين شخص، لقوا حتفهم خلال هذه الفترة، من الجوع الناجم عن سوء الإدارة الاقتصادية المزمن، وانهيار نظام توزيع الغذاء والدول الشيوعية الأخرى التي أوقفت إمدادات المساعدات".
وأوضحت الصحيفة، أن"هناك تقارير انتشرت على نطاق واسع عن السرقات، حتى بين المجندين الذين يعانون من سوء التغذية والذين يشكلون الجزء الأكبر من جيش البلاد، كما أن المدنيين أصبحوا أكثر يأسًا".
حوادث متكررة للخطف
وذكرت إذاعة آسيا الحرة أن فتاة تبلغ من العمر ست سنوات اختفت الشهر الماضي بينما كانت تلعب بجوار نهر خارج منزلها في مقاطعة سونجتشون شمال بيونج يانج، حيث اختطفها رجل في الثلاثينيات من عمره وأخذها كرهينة في قرية بعيدة عن بلدها".
وأضافت"كان الخاطف يعلم أن عائلتها ميسورة الحال وحصل حتى على رقم الهاتف الخلوى لوالديها قبل أن يأخذها للحصول على فدية"، وأشاتر إلى أن "الخاطف حبس الفتاة في غرفة بمنزله وطالب والديها بمبلغ ٥٠٠ ألف وون (أقل من ٥٥ جنيهًا إسترلينيًا)".
وتمكنت الشرطة فى كوريا الشمالية من تتبع الهاتف الذي استخدمه الخاطف واعتقاله، أعيدت الطفلة بسلام إلى والديها والخاطف ينتظر المحاكمة.
وفي حالة أخرى؛ خطف طفل يبلغ من العمر ١٠ سنوات، من محافظة يانجدوك الوسطى، حيث وقف رجل يبدو أنه في الأربعينيات من عمره إلى جانب الطفل على دراجته النارية وعرض عليه توصيله إلى المنزل، إلا أن الثبى أدرك أنه يتعرض للاختطاف.
وتمكن من الفرار وإبلاغ الشرطة التي تمكمنت من الوصول للمتهم، الذى اعترف خلال تحقيقات بأنه استعار دراجة نارية من صديقه لنسخ مشهد من فيلم أجنبى احتجز فيه الممثلون رهينة للحصول على فدية"، وأوضح أنه ليس لديه طعام يأكله وكان يعانى من الجوع.