بين 30 أغسطس 2021، ومغادرة وجلاء آخر جندي أمريكي لمطار كابول في أفغانستان بعد ما يقرب من ٢٠ عامًا من الاحتلال، و15 فبراير 1989، عندما غادر آخر جندي روسي بعد احتلال دام العشرة أعوام، ترى ماذا يدور في الأذهان الآن.. أعتقد أن الجميع يتساءل: ماذا سيحدث في مقبرة الإمبراطوريات بعد ذلك؟
آخر عسكري أمريكي يغادر مطار كابول
ومع مغادرة الجنرال في الجيش الأمريكي، كريس دوناهيو، قائد الفرقة (المحمولة جوا) الـ 82، لمطار كابول، انتهى رسميا الوجود الأمريكي في أفغانستان، وتم استكمال المهمة الأمريكية لإجلاء المواطنين الأمريكيين، والأفغان من حاملي تأشيرة الهجرة الخاصة، بالإضافة إلى الأفغان المعرضين للخطر.
انسحبت أمريكا وتركت أفغانستان، إلا أنها خلفت وراءها كارثة كبيرة قد يدفع ثمنها الكثيرون، فبعد أن كان يعاني مقاتلو طالبان من قلة السلاح، تبدل الحل في غمضة عين، وخلفت أمريكا وراء آخر خطوة من جنودها كنز عسكري بات في يد "طالبان".
ولعل هذا يذكرنا بما حدث بالعراق في 2014، عندما استولى تنظيم داعش على مدنية الموصل، وآلت الأسلحة الامريكية للتنظيم الرهابي، ساعدته لاحقا في التوسع داخل العراق وسوريا.
كنز عسكري بيد طالبان
المعركة في أفغانستان لم تنته، بل تكون تلك البداية، فبعد دخول طالبان القصر الرئاسي، وهروب الرئيس الأفغاني أشرف غني، دون مواجهات عسكرية بين الحركة والجيش الأفغاني، آلت الأمور بمقاليدها إلى مقاتلي طالبان، لكن أهم ما آل إليهم ولعله أهم من مقاليد الحكم، الكنز العسكري الذي استولت عليه بعد الانسحاب الأمريكي.
وبالعودة بالذاكرة إلى شهر يوليو الماضي، نتذكر أن بايدن أعلن عن تخصيص 3.3 مليار دولار لدعم قوات الأمن في أفغانستان، وهو ما لم يظهر في مواجهة مقاتلو طالبان للجيش الأفغاني الذي سلم تمركزاته دون مقاومة تذكر.
ما الأسلحة التي استولت عليها طالبان؟
عقب السيطرة على كابول، ظهر مقاتلو حركة طالبان، وهم يحملون البنادق الأمريكية ويلتقون الصور بجانب أسلحة مختلفة الأنواع والمهام وطائرات أمريكية تركتها واشنطن جميعها عقب الانسحاب.
ويحتل الجيش الأفغاني المركز الـ75 بين جيوش العالم، بتعداد بشري يقارب من 325 ألف مجند، منهم 175 ألف جندي عامل، مع أسلحة مختلفة جوية وبرية، وميزانية دفاعية تقدر بـ 4 مليارات دولار، ولعل أهم سلاح أفغاني هو السلاح الجوي، إلا أن كل هذا أصبح في حوزة حركة طالبان، فما هي تلك الأسلحة.
ومن بين الأسلحة التي استولت عليها حركة طالبان، 270 طائرة، وأهمها الطائرات المقاتلة القاذفة من طراز super tucano، برازلية الصنع، علاوة على مجموعة كبيرة من طائرات النقل، إضافة إلى مروحيات mi 17 ، ومروحيات Black Hawk.
أما القوية البرية، فتشتمل على دبابات وسيارات هامر، وراجمات صواريخ جراد ومدافع هاون من عيارات مختلفة، إضافة لسيارات مدرعة أمريكية من نوع M2 BRADLEY، تشكل عماد السلاح البري الأفغاني.
كما استولى مسلحو طالبان على أسلحة الجيش الأفغاني ومعظمها أمريكي الصنع مثل طائرات BLACK HAWK، وأسلحة رشاشة من طراز M- 16
ويقدر بعض الخبراء ما استولت عليه حركة طالبان من أسلحة أمريكية متنوعة بـ 88 مليار دولار، ومنها مركبات تكتيكية وكميات من الذخيرة، وأربعون دبابة من طراز T55 و T62، وآلاف من سيارات الهامر، و50 راجمة صواريخ، و200 مدفع مختلفة الأنواع.
ويبقى السؤال..
وبعد أن ورثت حركة طالبان الأفغانية ترسانة أسلحة ضخمة أمريكية الصنع، وفي تقرير لشبكة "إيه بي سي"، قال مسؤولون بـ"البنتاجون": إنهم ليست لديهم فكرة واضحة عن كمية المعدات أمريكية الصنع الموجودة الآن في أيدي طالبان، لكن التقارير الحكومية تقدم أدلة على ما يمكن أن تمتلكه الحركة الآن في ترسانتها.
ويبقى السؤال.. ماذا ستفعل حركة طالبان بتلك الترسانة؟، ومن سيدفع ثمن امتلاكها لتلك الأسلحة؟