بالتزامن مع مرور عام على اختفاء ابن قرية العشي بمحافظة الأقصر الشاب "محمد أبو الحسن شفيق"، في ظروف غامضة داخل أرضه، لجأ أهالي الشاب، إلى حل أخير بعد أن استنفذوا جميع محاولاتهم في البحث عنه والعثور عليه طوال عام كامل، حيث أصبح أثراً بعد عين ولم يتبق شئ يؤكد دخوله زراعات القصب سوى شهادة الأنفار من العمال، وموقع الموتوسيكل الذي تركه في الخارج.
ونشر أهل الشاب خلال الساعات الماضية، إعلاناً مفاده: "تخصيص مكافأة مالية ضخمة لمن يعثر علي ابن العشي.. عشان لسه متمسكين بكل خيط أمل يساعدنا إننا نلاقي ابننا، وأملنا في ربنا كبير إنكم تساعدونا ومن باب قوله تعالى ( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) مكافأة مالية ضخمة لمن يعثر علي ابننا الغالي محمد أبو الحسن شفيق يوسف إبن قرية العشي المختفي من 6 سبتمبر 2020 ويقوم بتسليمه لينا يداَ بيد لأهله آل شفيق عرنوط".
بداية الواقعة، كانت في شهر سبتمبر العام الماضي، عندما استيقظ أهالي قرية العشي التابعة لمركز الزينية شمال الأقصر، على خبر اختفاء الشاب محمد أبو الحسن شفيق، 25 سنة، وهو شاب بسيط ذو أخلاق عالية وأدب جم، ومن أسرة محبوبة، وينتمي لإحدى العائلات العريقة بالقرية، ويُشهد له من قبل أهالي القرية بالسيرة الحسنة والأخلاق الطيبة، حيث خرج من بيتهم يوم الأحد الموافق 6 سبتمبر 2020، خرج صباحا كعادته متجها إلى أرضه ليباشر عمله في أرضه الزراعية، حيث تقابل مع «الأنفار» العاملين داخل الأرض، وأبلغهم بأنه سيتوجه لتفقد محصول القصب والعودة مرة أخرى، ومر الوقت ولم يظهر الشاب مرة أخرى، وحينما عاد عمال الأرض الزراعية أكدوا لأسرته أنهم لم يشاهدوه، وانتظروا عودته ولكنه لم يعد حتى اليوم، حيث اختفى بدون مقدمات أو أثر وأُغُلق هاتفه المحمول، والشئ الوحيد الذي تركه خارج أرضه هو الدراجة البخارية الخاصة به على أمل أنه يخرج من الأرض ليعود بالموتوسيكل إلى منزله، ولكنه لم يعد منذ ذلك التاريخ تاركاً خلفه حالة من الحزن والأسى خيمت على أسرته وقريته بأكملها.
وعلى إثر ذلك، قام أهل الشاب بكل الإجراءات اللازمة في تلك الحالات، من اللجوء إلى الشرطة وتحرير محضر بالواقعة، حيث تم تمشيط زراعات القصب والأراضي المجاورة، للبحث عن أي متعلقات خاصة به قد تكون سقطت منه، وفي جميع المناطق التي يُمكن أن يكون قد ذهب إليها، حتى المصارف والترع، تحسباً لإصابته بمكروه، ولكن لم يتم التوصل أو العثور على أي أثر له، كما تم البحث عنه ونشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي وفي كل مكان في القرى والمحافظات البعيدة والقريبة، ولكن لا توجد أي معلومة عنه وأهله وأصدقائه، وشباب العشي لم يبخلوا بأي جهد في سبيل البحث عنه بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بمركز شرطة طيبة.
واستمرت محاولات البحث طوال عام كامل، دون جدوى ولم تفقد أسرته الأمل في العثور عليه وعلى رأسهم والدته التي تنتظر عودته يوميا حيث كان "محمد" يتمتع بشخصية اجتماعية، كما كان محبوباً من الجميع، ويتميز بشخصيته القوية، وكان ينتظر عقد قرانه قريباً، على إحدى فتيات القرية، ولم يكن هناك أي أسباب تجعله يحاول الابتعاد عن العائلة، كما لا توجد بينه وبين أحد من أفراد أسرته أو عائلته أي عداوة من أي نوع، ولكن لم تسفر محاولات البحث عن أي نتيجة، كما تلقى أهله العديد من المكالمات الهاتفية عن أماكن تواجده، وكانوا يذهبوا خلف تلك المعلومات، دون التوصل إلى أي شيء كذلك، إلى أن قرروا توسيع دائرة البحث، وعرض مكافأة مالية لمن يعثر على محمد، أو يساعدهم في العثور عليه.
وطالب أهالي العشي بعد واقعة الاختفاء، بتركيب كاميرات بمداخل ومخارج القرية، زيادة أفراد الشرطة السرية، وإيجاد حلول سريعة وفورية لظاهرة تعدد حالات اختفاء المواطن، وابتكار آليات جديدة لتفعيل المنظومة وفرض السيطرة الأمنية وتوفير الأمن والأمان للمواطن وسرعة ضبط مرتكبي الجرائم.