استعدادات تجرى على قدم وساق عقب إعلان الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، عن اكتشاف أول حالة لفيروس كورونا من نوع دلتا بلس في مصر لسيدة أجنبية فى شهر يوليو الماضى، وزيادة أعداد الإصابة خلال شهر أغسطس، والدخول فى موجة رابعة لفيروس كورونا، حيث أكد أعضاء لجنة الصحة بمجلس النواب وأطباء وباحثين فى الفيروسات التنفسية أن الموجة الرابعة أشد خطورة نظرا لسرعة انتشار متحور دلتا ودلتا بلس بين المواطنين.
وأوضح النواب، أن أعراض متحور دلتا ودلتا بلس تختلف عن أعراض الموجات السابقة حيث تسبب فى اضطرابات كبيرة في الجهازين الهضمى والتنفسى، مطالبين المواطنين بسرعة التوجه لتلقي لقاح كورونا لتخفيف أعراض الإصابة، مؤكدين على الحكومة سرعة الإعلان عن قرارات جديدة لمواجهة فيروس كورونا وعدم التهاون فى تطبيق الغرامات الفورية على المخالفين لتطبيق الإجراءات الاحترازية، مع وقف كافة الحفلات الخاصة فى الساحل الشمالي لمنع أي تجمعات للمواطنين مما يقلل من انتشار الفيروس.
فيما أوصى أطباء وباحثين في الفيروسات التنفسية أن الحل هو فرض الإجراءات الاحترازية المشددة حتى لمن تلقوا اللقاح، ومتابعة ذلك من السلطات المختصة بالإضافة للإسراع في التطعيمات، ويحتاج المصاب إلى عناية مركزة ذات أجهزة تنفس صناعى أعلى من المعتاد.
فى البداية، أكد الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، ضرورة اتباع كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا وعدم التهاون نهائيا، خاصة بعد إعلان الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة عن ظهور أول حالة مصابة بمحتوى دلتا بلس في مصر خلال شهر يوليو الماضي، مشيرا إلى أن اللجنة تتابع بشكل دائم مع وزارة الصحة واللجنة العليا للفيروسات واللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا، مستجدات الملف من خلال التحور الجيني للفيروس ونسب الإصابة، واستعدادات المستشفيات حال زيادة نسب الإصابة، وعدد من تلقوا التطعيم بلقاحات كورونا حتى الآن.
وطالب «حاتم»، فى تصريح خاص لـ«البوابة» الحكومة بسرعة وضع قرارات جديدة لمواجهة الموجة الرابعة لفيروس كورونا، مشيرا إلى أن أهم هذه القرارات هو منع إقامة أية حفلات فى الساحل الشمالي أو غيرها وإعادة النظر فى مواعيد فتح وغلق المحلات وأماكن التجمعات وتوقيع غرامات فورية على المخالفين.
وأكد رئيس صحة النواب، أن الموجة الرابعة لكورونا أشد خطورة من الموجات السابقة نظرا لسرعة انتشار متحور دلتا ودلتا بلس، مشيرا إلى أن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا خلال شهر أغسطس هو الإهمال في اتباع الإجراءات الاحترازية.
وقال «حاتم»، إن أعراض متحور دلتا ودلتا بلس تختلف عن أعراض الموجات السابقة حيث يشعر المصاب باضطرابات فى الجهاز الهضمي مختلفة نسبيا عن أعراض الموجة الثالثة، لافتا إلى أن خطر كورونا ما زال مستمر في العالم كله لحين اكتشاف علاج نهائى له، والحل الأمثل لتخفيف الإصابة به هو اتباع كافة الإجراءات الاحترازية وعدم التهاون فى أى منها.
واستطرد رئيس صحة النواب، قائلا: «حفلات الساحل والتجمعات التي تحدث فى الآونة الأخيرة والأفراح تعد سببا رئيسيا فى زيادة أعداد الإصابة خلال شهر أغسطس».
وطالب المواطنين بسرعة التوجه لتلقي لقاح كورونا لتخفيف أعراض لإصابة في الموجة الرابعة مما يخفف الضغط على المستشفيات، وتقليل رفع درجة التأهب القصوى حال زيادة أعداد الإصابة، كما طالب كافة مؤسسات الدولة العامة والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني بالتعاون لتوفير أماكن بديلة لوزارة الصحة لتلقي لقاح كورونا لتخفيف الضغط على المستشفيات وتركها لتلقى حالات الإصابة الحرجة، مؤكدا على جميع المواطنين ضرورة الاستمرار فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، من خلال ارتداء الكمامات الطبية وغسل اليدين أو استخدام المطهرات، والأهم تحقيق التباعد الاجتماعى.
وفى نفس السياق، أعلنت النائبة إيناس عبدالحليم، عضو اللجنة عن تقديمها طلب إحاطة المستشار حنفى جبالي بشأن عدم اتخاذ اللازم مع المخالفين لاتباع الإجراءات الاحترازية سواء فى المطاعم أو الكافيهات أو السينمات أو الحفلات، مشيرة إلى أن هذه الأماكن يوجد بها الكثير من التجمعات مما يساعد على انتشار فيروس كورونا في غياب الرقابة على اتباع كافة الإجراءات الاحترازية.
وأوضحت «عبدالحليم» فى تصريح خاص لـ«البوابة» أنه يوجد إهمال كبير من قبل المسئولين عن متابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية في أماكن التجمعات والمغلقة كالمحلات والمولات والمطاعم والكافيهات ووسائل المواصلات المختلفة، مشيرة إلى أن الإهمال سبب رئيسي في زيادة أعداد الإصابة فى الموجات السابقة. وتابعت عضو صحة النواب، أن الموجة الرابعة أشد خطورة من الموجات الثلاثة الأولى، نظرا لأن متحور دلتا ودلتا بلس سريع الانتشار، مطالبة الجميع باتباع كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة وعدم التواجد في تجمعات ترفيهية مثل الحفلات والأفراح دون اتباع اللازم لمنع انتشار الفيروس.
واستطردت عضو مجلس النواب قائلة: «فيروس كورونا سريع الانتشار ويستغل أي تجمع في نشر العدوى لعدد أكبر ووجود الحفلات التى تجمع أعداد كبيرة من المواطنين سيكون سبب رئيسي فى نشر العدوى سريعا».
وتساءلت عبدالحليم عن دور الحكومة تطبيق الغرامات المعلنة على المطاعم والسينمات ووسائل المواصلات التى لم تطبق الإجراءات الوقائية اللازمة.
سرعة انتشار الفيروس
فى السياق نفسه أوضح الدكتور فايد عيطه، الباحث فى الفيروسات الطبية، أن متحور دلتا بلس أحد الطفرات الجينية لفيروس كورونا المستجد وأصبح سائد عالميًا بنسبة تفوق ٨٥ ٪، وما تم تداوله بشأن إصابة الفئات العمرية الأصغر سنًا كالأطفال بمتحور دلتا الجديد غير صحيح، فهو يصيب كل الفئات العمرية، ويتميز عن غيره من الأشكال التي ظهرت سابقًا في سرعة انتشاره، ويحتاج المصاب إلى عناية مركزة ذات أجهزة تنفس صناعى أعلى من المعتاد حيث إنه يتسبب في نقص حاد فى الأكسجين داخل الدم على حسب تصريح مدير منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط.
وقال الباحث فى الفيروسات الطبية في تصريح خاص لـ«البوابة»، إنه كان هناك مقترح بشأن تلقيح الأطفال والحوامل ضد كورونا، ولكن لم يكن هناك تجارب دقيقة أُجريت من قبل منظمة الصحة العالمية على هاتين الفئتين للوقوف على الآثار الجانبية التى قد تحدث، حيث إن بعض اللقاحات تؤثر بالسلب أحيانًا على الفئات الأخرى. وطالب «عيطة»، بتوفير اللقاحات للفئات العمرية الأكبر وأصحاب الأمراض المزمنة ووضعهم فى الاولويات، والأطفال لديهم مناعة قوية واحتمال الإصابة لديهم ضئيلة، مضيفًا، أن أخذ اللقاح لا يمنع الإصابة بمتحور دلتا ويجب اتباع الإجراءات الاحترازية والإرشادات الطبية، وتتزايد الأعداد المصابة مع بداية ديسمبر المقبل، وهناك معلومات غير مؤكدة أنه يؤثر على فاعلية اللقاح.
الإسراع فى التطعيمات
من جانبه قال الدكتور إيهاب الطاهر، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، أن متحور دلتا الجديد هو أسرع انتشارًا عن السلالات الأخرى بدرجة كبيرة، كما أنه يصيب الشباب والأصغر عمرًا بدرجة أكبر من السلالات الأخرى.
وأضاف "الطاهر" في تصريح خاص لـ«البوابة»، أنه يمكن أن يصيب من تلقوا اللقاحات ولكن بدرجة أقل في الشدة، والحل هو فرض الإجراءات الاحترازية المشددة حتى لمن تلقوا اللقاح، ومتابعة ذلك من السلطات المختصة بالإضافة للإسراع في التطعيمات، وسيظل هناك احتمال خطر لعودة انتشار الوباء اذا استمر التهاون الحالى في الإجراءات الاحترازية ومتابعتها بقوة القانون، وعلينا العمل على سرعة تطعيم ٧٠٪ من الشعب حتى تكون هناك حماية معقولة.