ارتفعت حصيلة الإصابات والوفيات جراء فيروس «كورونا» المستجد على مستوى العالم خلال هذه الفترة، حيث كشفت الإحصائيات، أمس، ارتفاع عدد الإصابات لـ 217 مليونا و920 ألفا و243 إصابة، وارتفاع عدد الوفيات لـ 4 ملايين و524 ألفا و9 حالات وفاة، وبلغت حالات الشفاء 194 مليونا و796 ألفا و320 حالة، أكدت منظمة الصحة العالمية على أهمية الجرعة الثالثة من لقاح «كورونا».
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن الجرعة الثالثة من لقاح «كورونا» ليست رفاهية، محذرة من ارتفاع الإصابات بالفيروس في أوروبا، حيث أكد «هانز كلوج» المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، أن الجرعة الثالثة تنشيطية وليست مأخوذة من شخص آخر ينتظر جرعته الأولى، بل أنها وسيلة للحفاظ على حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر من الفيروس، حيث يعتبر زيادة معدلات العدوى بالفيروس في أنحاء أوروبا على مدى الأسبوعين الماضيين، إضافة إلى انخفاض معدلات التطعيم في بعض الدول أمرًا مقلقا للغاية.
بدأ الحديث عن إعطاء الجرعة الثالثة من لقاح كورونا، عندما أوصى مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة باستخدام معززات لبعض الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل متلقي الزرع وبعض مرضى السرطان، كما أجمعت المنظمات الصحية الكبرى حول العالم على ضرورة تعزيز المناعة بمنح الجرعة الثالثة من اللقاح.
بدء إعطاء الجرعة الثالثة في أمريكا 20 سبتمبر المقبل
بدوره، يوضح الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أنه من واقع تجارب بعض الشركات المنتجة للقاحات، خاصةً «فايزر» و«موديرنا» فهناك دراسات لهذه اللقاحات أنه مع الجرعة الثالثة بعد 8 أشهر من الجرعة الثانية يكون مستوى الأجسام المضادة ضد «كوفيد 19» أفضل، أما لقاح «جونسون» فإن الجرعة الثانية له تزيد من الأجسام المضادة بشكل أفضل، وبناءً عليه فإن أمريكا ستبدأ من يوم 20 سبتمبر المقبل إعطاء الجرعة الثالثة لمن مضى على أخذ الجرعة الثانية 8 أشهر، بشرط أن يكونوا من أصحاب الأمراض المزمنة أو الفئات الأكثر عرضة للمخاطر مثل كبار السن ومرضى السرطان وغيرهم ممن تزيد مضاعفات الفيروس لديهم في حال إصابتهم.
ويتابع عز العرب، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الجرعة الثالثة من اللقاحات سيتم تطبيقها على كافة اللقاحات التي تم تصنيعها، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيؤثر سلبًا على إتاحة اللقاحات في الدول النامية «الفقيرة»، وكان هذا الأمر تحذير من منظمة الصحة العالمية بعد إعلان أمريكا إعطاء الجرعة الثالثة وتوصيات بعض الشركات المنتجة للقاحات، وأن هذا الأمر قد يؤدي إلى عدم إتاحة اللقاحات للدول النامية «الأقل دخلًا» على مستوى العالم، وفقًا لتصنيف البنك الدولي هم 91 دولة، ومجموعة الدول الأقل والمتوسطة هم 156 دولة على مستوى العالم، وبالنظر إلى خريطة اللقاحات حوالي 90% من إتاحة اللقاحات فإن العالم أجمع أعطى أكثر من 5 مليار مع اقتراب الوصول إلى 500 مليون، فإن التخوف من إعطاء الجرعة الثالثة سيؤثر على الدول النامية، مطالبًا بضرورة عمل دراسات مصرية على المواطنين لمعرفة الأجسام المضادة بالنسبة للقاحات التي يتم توفيرها لهم ومستوى الأجسام المضادة بعد 3 أشهر وبعد 6 أشهر وصلت النسبة لكام، مما يتيح إمكانية وضع الخريطة المصرية بالنسبة لإعطاء اللقاحات.
ويضيف الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن لقاحات كورونا لا تحمي بنسبة 100%، فإن لها معدل فعاليتها يقارب 90% إلى 95%، تقل الاستجابة المناعية في الذين يعانون من نقص المناعة، وربما يحصل الذين يعانون من نقص المناعة على استجابة بنسبة 30% فقط، وهم المصابون بأمراض مزمنة مهملة العلاج، والمصابون بفيروس نقص المناعة البشرية أو الذين خضعوا للإشعاع، أو عمليات لزرع الأعضاء، أو كبار السن، تحفز لقاحات كورونا الاستجابة المناعية لفيروس كورونا المستجد المسبب للفيروس، مشيرًا إلى أن لقاحات كوفيد-19 توفر الحماية من مضاعفات المرض بتحفيز المناعة ضد الإصابة بالمرض الناتج عن العدوى بفيروس كورونا المستجد، التطعيمات المتاحة ضد فيروس كورونا المستجد تحمى المحيطين بالمطعمين أيضًا من العدوى والمرض، وتقلل من احتمالات نقل العدوى إلى الآخرين.
ويواصل بدران، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن التطعيمات تحمى المعرضين لمخاطر الإصابة بالمضاعفات الشديدة لمرض كوفيد-19، مثل الأطقم الطبية والمسنين والمصابين بأمراض مزمنة، اللقاحات الواقية من كوفيد -19 هى الأمل لإنهاء الجائحة، لافتًا إلى أن جرعة التطعيم المنشطة تعزز المناعة بتدريب الجسم على التعرف على الفيروس وحماية الجسم منه، والجرعات المنشطة روتينية فى أغلب لقاحات الأطفال المعتادة، فإن لقاح الأنفلونزا الموسمية يعطى للأطفال والبالغين كل عام، والجرعات المعززة تحسن الاستجابة المناعية لتحقيق أفضل النتائج في الوقاية، معظم اللقاحات تحتاج لجرعة ثانية حتى توفر حماية كافية من العدوى، عندما يتلقّى عدد كبير من أفراد المجتمع التطعيم، يصعب على فيروس كورونا الانتشار لأن معظم الأفراد الذين يتعرضون له يتمتعون بالمناعة، كلما زاد عدد الذين يتلقون التطعيم، قل احتمال تعرض أفراد المجتمع غير المطعمين باللقاحات لخطر كورونا، ونصل إلى المناعة المجتمعية، فإذا تفاقمت الأوضاع وظل فيروس كورونا معنا للأبد، سنحتاج فعلًا لجرعات تنشيطية من لقاحات كورونا، ومن المحتمل أن يكون هناك حاجة ليتم تطعيم الناس ضد كورونا سنويًا خاصة لو تحول فيروس الكورونا المستجد لفيروس موسمى أو متوطن، أو أصبح قابلا للتغيير كل سنة.
ويؤكد، أنه بالنسبة لبعض الأمراض التي تقلل المناعة، قد يحتاج المصابون بها فعلًا إلى جرعة منشطة لبناء مناعة قوية، وقد تتلاشى أو تقل المناعة المكتسبة من التطعيم بمرور الوقت، كما أن توقيت الجرعة الثالثة للقاح كورونا تحت الدراسة، سيتم تحديده حسب ما يكفى لتنشيط جهاز المناعة، والتربص بخطر سلالات كورونا المتحورة، ربما تكون الجرعة الثالثة بعد فترة تتراوح بين 6-12 شهرًا، وربما يتم دمجها مع تطعيم الأنفلونزا السنوى، وهناك كثير من الدول تدرس إعطاء جرعة ثالثة للتطعيم ضد فيروس كورونا تحسبا للتحورات التي طرأت عليه عالميا في بعض البلاد، مشددًا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية.