التعليم ليس له سن وبحلم بالدكتوراه، وفشلت مرتين في الثانوية العامة، والثالثة زفّت الفرحة إلى قلبي وأنا في عامي الـ73،هكذا عبر "قرني محمد شعبان برعي"، أحد أبناء مركز سنورس، بمحافظة الفيوم، والحاصل على الثانوية العامة لعام 2021 بنسبة 56٪ بنظام "البوكليت"، رغم كل التحديات والظروف التي مر بها طوال حياته، فظل الحلم يراوده قبل 40 عامًا حتى حقق ما حلم به.
ولسه الأماني ممكنة
قال "برعي" في لقائه مع "البوابة نيوز": "أحلم بالتحاقي بكلية الحقوق، وأسعى لهذا الطموح منذ سنوات طويلة، وإن شاء الله لو ليا عمر سألتحق بالدراسات العليا، وأسجل الماجستير ثم الدكتوراه"، وطموحي سعيت إلى أن أحققه بعد أن أكملت مشواري مع أولادي، بعد أن اتحالت إلى سن المعاش، فأنا من مواليد 1948، وبهذا أكون أول مسن على المعاش على مستوى مصر، حصل على الثانوية العامة، الشعبة الأدبية، بمجموع 229 درجة بما يعادل 56 %، بنظام المنازل، وذلك بعد تجربتين سابقتين خلال السنوات الماضية.لم أوفق بهما، ولم أيأس وحاولت حتى حققت حلمي".
حياته العملية
وعن حياته العملية كشف "برعي" بأنه كان موظفا بمجلس مدينة سنورس، وبعد العمل كموظف يعمل بحقله ومنحله الخاص، ويذاكر ليلا بصحبة ابنته لمدة 3 ساعات، مشيرا إلى أن لديه 4 من الأبناء بينهم 3 فتيات وشاب، حصلت إحداهن على بكالوريوس الزراعة، والثانيه حصلت على بكالوريوس تجارة، وابنتي الصغرى كانت زميلتي فى الثانوية العامة "الشعبة الأدبية"، وحصلت على 269 درجة وكنت أشجعها وأوجهها في دراستها وكيفية تحصيلها العلمي، وكنت أعتمد على حضور الحصص بالمدرسة والكتاب المدرسي، ومعلمي المدرسة ساعدوني في تحصيل المعلومات، رغم عدم تمكني من المعرفة الكافية لوسائل التكنولوجيا.
كنت خايف من الإحباط والتنمر
وكشف الطالب السبعيني في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن التحاقه وحصوله علي الثانوية العامة لم يعلم به أحدا من جيرته أو أقاربه أو المقربين منه، تخوفا من ملاحقته بأساليب الإحباط والتنمر والسخرية، كوني في هذا السن وأكمل تعليمي، مؤكدا بأن أسرته لم تعلم بخبر دخوله امتحانات الثانوية العامة خشية رسوبه مرة ثالثة، قائلا: "تحديت نفسي ودأبت حتى أكون مثال فخر لأبنائي الحاصلين علي مؤهلات عليا فكنت حريص علي أن أكون أمامهم علي قدر الثقة والتقدير كما كنت أفعل معهم وأوجههم، وخشيت نظرتهم لي أمام نفسي.
وعن تحقيق حلمه تمنى بأن يلتحق بكلية الحقوق بمجموعه الـ56%، ودون ذلك لن أكمل مسيرتي، فلا أرى سوى دراستي للحقوق، وفي حال عدم التمكن سأقدم طلب التماس لوزير التعليم العالي كي يحقق حلمي باستثنائي كنموذج من تعليم الكبار الذي يسعى إلى التعلم والتنوير، وتسليط الضوء لمثل هذه النماذج من الكبار وتشجيعهم.
