يبدو المشهد في أفغانستان مرعبا بعض الشيء، فبمجرد غروب شمس اليوم 31 أغسطس تبدو حركة طالبان المسيطرة على البلاد وكأنها توصد الأبواب على الأفغان وغيرهم الموجودين في البلد الآسيوي، وتبدأ رسميا حكم البلاد مع اقتراب إعلان الحكومة الجديدة وتبدأ صفحة أخرى من تاريخ أفغانستان التي أمضت العشرين عاما السابقة، في صراع كبير بين القوات الأمريكية وحركة طالبان، التي بسطت سيطرتها منتصف أغسطس الجاري إثر انسحاب واشنطن من المسرح الأفغاني.
وتتجه أنظار العالم صوب أفغانستان في ترقب حذر لما ستكون عليه الأحوال بعد انتهاء مهلة الإجلاء والانسحاب، حيث ستكون الخيوط جميعها بيد حركة طالبان ورغم التطمينات الصادرة من الحركة إلا أن الصورة الذهنية المرتبطة بطريقة سيطرتها على الشعب الأفغاني بالحديد والنار، وفرض أحكاما متشددة في عدد من الملفات أبرزها بالطبع المرأة والثقافة وغيره من الملفات الأخرى، لا زالت هي المسيطرة على العالم.
وأثير العديد من الأسئلة حول أفغانستان ما بعد انسحاب القوات الأمريكية، وتسنم طالبان للحكم نستعرضها في النقاط التالية:
كيف سيتعامل العالم مع أفغانستان بعد وقوعها في براثن طالبان ؟
تعد العلاقة بين أفغانستان بعد وقوعها في قبضة طالبان، وبين دول العالم إحدى الإشكاليات التي نجد صعوبة في الإجابة عليها خاصة وأنه ليس هناك مواقف واضحة من القوى الكبرى بشأن طالبان، فليس هناك رفضا مطلقا للتعامل مع الحركة، وأيضا لا موافقة إلى الآن وإنما هي مواقف رمادية يبدو من أصحابها وكأنهم ينتظرون إشارات من طالبان لتحديد مواقف واضحة سواء بالاعتراف بها أو اتخاذ موقف آخر.
وكانت بريطانيا في وقت سابق أنه يجب ألا تُبرم أي دولة اتفاقات ثنائية مع طالبان تعترف بها حاكما لأفغانستان.
كيف سيدار مطار كابول بعد نهاية 31 أغسطس ؟
تعد إدارة مطار كابول الدولي، معضلة بالنسبة لحركة طالبان، ويبدو أنها تسعى للاستعانة بقطر وتركيا، لغدارته واستمرار تشغيله وكانت أنقرة هي الموكل إليها إداراته خلال السنوات الست الماضية بتكليف من حلف شمال الأطلسي الناتو.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو يوم الأحد إن مطار كابول بحاجة لإصلاحات قبل إعادة فتحه أمام الرحلات المدنية.
ويعد إبقاء مطار كابول قيد التشغيل أمرا بالغ الأهمية ليس فقط لإجلاء القوات الأجنبية أو الراغبين في مغادرة أفغانستان فحسب وإنما للحفاظ على الإمدادات وعمليات الإغاثة.
ما هو مصير الأمريكان والأفغان في أفغانستان بعد 31 أغسطس ؟
على الرغم من بدء الولايات المتحدة في إجلاء رعاياها في 14 أغسطس الجاري، إلا أن البعض اختار البقاء بأفغانستان، كثيرون منهم فضل ذلك للبقاء مع أفراد أسرته، وهناك عشرات المترجمين الذين تعاونوا مع واشنطن إلى جانب الصحفيين ودعاة حقوق المرأة، الذين ينتظرهم مصير مجهول، ويخشى المسؤولون أن تثأر طالبان منهم.
وأوضحت الإدارة الأمريكية أنها تتوقع أن تواصل حركة طالبان السماح للأمريكيين وغيرهم بمغادرة أفغانستان بأمان بعد إتمام الانسحاب الأمريكي، لكن المخاوف تتعلق بكيفية مغادرة هؤلاء إن لم يكن هناك مطار يعمل، إلى جانب أن قياديي طالبان أعلنوا أكثر من مرة أن موعد الإجلاء المحدد بـ31 أغسطس خطا أحمر ولا تمديد لذلك.
