صدر حديثا عن سلسلة الدراسات الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، كتاب "كان ياما كان.. احك لأولادك" للأستاذ الدكتور أحمد علي مرسي، أستاذ الأدب الشعبي.
يدرك د. مرسي مخاطر العولمة الثقافية، وهيمنة التكنولوجيا الحديثة وانحسار دور الفلسفة، من خلال تجربته الكبيرة مع الأدب الشعبي دراسة وجمعًا، وعمله في المؤسسات الدولية ذات الصلة؛ ولذلك يقدم دعوته في هذا الكتاب إلى صون التراث الثقافي غير المادي المصري -ضمان استمرار هذا التراث وانتقاله من جيل إلى جيل- في مجال التقاليد وأشكال التعبير الشفهي، من حكايات (حواديت) وأغانٍ وألغاز ونكات، متوجهًا إلى القارئ العادي صاحب الحق في هذا التراث، وعلى ذلك فهو ليس معنيًا بسرد التعريفات والمصطلحات والنظريات المتعددة التي تناولت الحكاية الشعبية بالدرس والتفسير والتحليل وما إلى ذلك أو مناقشتها، إلا بالقدر الذي يتيح للقارئ العادي أن يدرك أهمية موضوعه، وما يجب عليه أن يقوم به إذا اقتنع بما يقدمه من أهمية "الحكي"، خاصة بالنسبة للأطفال في تشكيل وعيهم وهويتهم ونسقهم القيمي الذي يريد المجتمع تأكيده والتنشئة عليه.
ويرى أن الحكي هو الحضور الإنساني الذي يصنع التواصل بين الإنسان والإنسان بما يمثله؛ لأن الحاكي يكشف عن طبيعته الإنسانية وحضوره المباشر، وبخاصة بالنسبة لمرحلة الطفولة التي تشكل أهم المراحل في تكوين الإنسان وإعداده لمواجهة الحياة ومساعدته على أن يفهم ذاته، وأن يفهم الآخرين الذين يشاركهم الحياة، واكتشاف العالم الذي يعيش فيه، شيئًا فشيئًا وأن يحدد موقفه منه، كما يساعد الطفل على تنمية مخيلته بما يتيحه له من آفاق واسعة تتجاوز آفاق الحياة اليومية وأحداثها وعلاقاتها، ويقدم له منابع ثرية غير تقليدية للمعرفة، ولهذا يضمن الكتاب مجموعة من الحكايات الشيقة، منها: حكاية "الصياد والعفريت" من حكايات "ألف ليلة وليلة"، وحكاية "ست الحسن والجمال والملك برق الإزاز"، وحكاية "كشكول ذهب"، ومجموعة من الحواديت المجموعة من الميدان، وحواديت الفوازير وبعض النوادر.
سلسلة الدراسات الشعبية يرأس تحريرها الباحث حسن سرور، ويدير تحريرها محمود أنور، وسكرتير للتحرير محمد السيد.