حذر خبراء جيوسياسيون من أن الأزمة في أفغانستان تشكل مخاطر كبيرة لروسيا وآسيا الوسطى، وذلك علي الرغم من سعى الكرملين إلى إعلان انتصار دعائي على الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت قناة "سي ان بي سي" الأمريكية اليوم الاثنين.
وفي البداية، بدا أن رد روسيا على تمرد حركة طالبان الإرهابية احتفال بهزيمة الحكومة الأفغانية المدعومة والمدربة من قبل الولايات المتحدة، وكذلك رحيل الولايات المتحدة عن البلاد.
وأشاد السفير الروسي لدى أفغانستان دميتري جيرنوف، بسلوك طالبان وقال إن الحركة ساعدت في جعل العاصمة الأفغانية أكثر أمانًا في أول 24 ساعة بعد خروج الولايات المتحدة من البلاد. هذا على الرغم من اعتراف روسيا رسميًا بطالبان كمنظمة إرهابية.
وقالت كيت مالينسون، الباحثة في برنامج روسيا وأوراسيا في معهد تشاتام هاوس البريطاني، خلال ندوة عبر الإنترنت: "يشعر الروس وكأنهم حققوا انتصارًا كبيرًا إنهم يشعرون أنهم سيعيدون تأكيد نفوذهم في آسيا الوسطى،" مشيرة إلى أنه من المرجح أن تحاول روسيا ترسيخ مكانتها كضامن رئيسي لأمن المنطقة.
وتتمتع موسكو بنفوذ عسكري واقتصادي كبير على الجمهوريات السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى، بما في ذلك طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان، وكلها بلدان تقع مباشرة على الحدود مع أفغانستان.
وشددت مالينسون على أن هذا النوع من الانتصار الدعائي لا يعتبر انتصارًا حقيقيا".
وقالت أولجا أوليكر، مديرة قسم شؤون أوروبا وآسيا الوسطى في مجموعة الأزمات الدولية البلجيكية، إن روسيا "تدرك جيدا" العواقب الأمنية نتيجة للأزمة الأفغانية، والتي تشكل خطر علي روسيا وآسيا الوسطى.
وأوضحت أوليكر أ الروس يخشون من تدفق اللاجئين مما يزعزع الاستقرار في المنطقة، ويخشون من تحول أفغانستان لملاذ آمن للجماعات الإرهابية التي قد تهاجم روسيا، كما أنهم يخشون، كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا، أن المسلحين قد يختبئون بين اللاجئين."
وبدأت روسيا يوم الأربعاء خطط الإجلاء الخاصة بها، حيث أرسلت أربع طائرات عسكرية لإجلاء 500 مواطن روسي ومواطني حلفائها الإقليميين من أفغانستان. وكان الأمر الذي أصدره الرئيس الروسي، بمثابة تحول مفاجئ في موقف الكرملين من سيطرة طالبان.
وجاء ذلك وسط جهود انسحاب مكثفة في مطار كابول، حيث تتدافع الدول لإخراج مواطنيها من أفغانستان التي تسيطر عليها طالبان قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن لإجلاء القوات الأمريكية وحلفائها من الأفغان من البلاد في 31 أغسطس.
وكان عشرات الآلاف من الأشخاص قد تجمعوا في حالة من الفوضى في مطار حامد كرزاي الدولي بكابول في الأيام التي تلت سيطرة طالبان على العاصمة، في سعي يائس لتأمين ممر آمن إلى خارج البلاد.