تواصل هيئة البحرين للثقافة والآثار الكشف عن تطورات عديدة خاصة بعمل بعثات التنقيب الدولية المختلفة في مملكة البحرين، وذلك من خلال سلسلة من المحاضرات التي يستضيفها متحف البحرين الوطني من خلال تقنيات الاتصال المرئي خلال شهري أغسطس الجاري وسبتمبر المقبل.
وفي محاضرته، ووفقًا لوكالة الأنباء البحرينية، أكد البروفيسور تيمثوي إنسول رئيس فريق التنقيب البريطاني في البحرين أن أعمال التنقيب في مدينة المحرّق كشفت عن وجود أدلة أثرية فريدة واستثنائية تساعد في فهم تاريخ البحرين والمنطقة.
استعرض "إنسول" آخر نتائج عمل الفريق البحريني البريطاني المشترك في مواقع مختلفة في المحرّق منذ عام 2017م وقال إن العمل بالشراكة مع هيئة البحرين للثقافة والآثار أدى إلى كشوفات أثرية كبيرة في قرية سماهيج والمحرّق التاريخية.
وأضاف "إنسول" أن البحث الأثري في التل المتواجد في مقبرة قرية سماهيج كشف عن وجود مبنيين أثريين، الأول لمسجد يعود إلى حوالي 300 عام، والثاني مجمّع يحتوى على أدلة مادية تشير إلى وجود مسيحي يرجع إلى ما بين القرنين السادس والثامن الميلادي.
وتطرق "أنسول" إلى تفاصيل المبنى وقال إن أبعاده تبلغ 17 م × 10 م ، وارتفاع بقايا جدرانه تصل الى 110 سم، وأكد أن المبنى هو أكثر من مجرد كنسية، بل هو على ما يبدو مجمع شبيه بأبنية تم اكتشافها في كل من الكويت والإمارات العربية المتحدة.
وأوضح أن أعمال التنقيب أسفرت عن اكتشاف العديد من القطع الفخارية والنقوش، وأن المكتشفات تشير إلى أن هذا المجتمع المسيحي كان جزءاً من الكنسية النسطورية التي ازدهرت في المنطقة، وأن القرية في ذلك الوقت كانت على علاقة وطيدة مع الأنشطة البحرية وأن المجتمع تمتع بعلاقة متينة مع البحر في ذلك الزمان.
يشار إلى أن المحاضرات التي تنظمها هيئة آثار البحرين تهدف إلى إلقاء الضوء على آخر المكتشفات الأثرية وأهمها في مواقع متعددة حول المملكة والتي تعمل فيها بعثات تنقيب عالمية ومحلية هي البريطانية والدنماركية والفرنسية واليابانية والبحرينية. ويقدّم هذه المحاضرات نخبة من الخبراء في مجال التنقيب عن الآثار في البحرين.