قال العميد مهندس هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار للمشروعات والمشرف العام على القاهرة التاريخية، إن مشروع ترميم وتطوير وكالة الجداوي الأثرية بمدينة إسنا، استمر تنفيذه ما يقرب من العامين بالتعاون مع شركة تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة.
جاء ذلك خلال افتتاح الوكالة التي تم ترميمها بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، بحضور الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، والسفير الأمريكي بالقاهرة جوناثان كوهين، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، وعدد من أعضاء مجلس النواب.
وأضاف سمير، أن المشروع تضمن أعمال ترميم وتدعيم الأساسات والأعمدة والحوائط والأسطح والأسقف الخشبية وتنفيذ أعمال الأرضيات الداخلية وإحلال التربة، وترميم العناصر الخشبية من أبواب وشبابيك بالإضافة الى ترميم و تدعيم الواجهة وتركيب نظام إضاءة متطور و تطوير الموقع العام والمرافق الخارجية والداخلية وجاري الإعداد لمشروع إعادة توظيف الأثر.
من جانبه، قال الدكتور أسامة طلعت، إن وكالة الجداوي تشكل بانوراما أثرية مع معبد إسنا الروماني ومأذنة الجامع العتيق وأيضا النموذج الفريد لبقية آثار إسنا. وهي منشأة تجارية شيدها حسن بك الجداوي سنة 1207 هـجريا، 1792 ميلاديا، والذي سمي بالجداوي لأنه تولى إمارة جدة في عهد على بك الكبير سنة 1184هـجريا.
وبنيت الوكالة من طابقين من الطوب الأحمر المعروف بالآجر، ويوجد بالطابق الأرضي مجموعة من الحوانيت لعرض السلع، أما الطابق العلوي فكان يستخدم لمبيت التجار ويمكن الوصول إليه عن طرق سلمين أحدهما بالجهة الشمالية والأخر بالجهة الغربية والشمالية الشرقية، تطل واجهة الوكالة الرئيسية على معبد الإله خنوم الشهير بمعبد إسنا ويتوسط كتلة المدخل الذى يعلوه عقد مدبب بداخلة ثلاثة عقود مدببة ويزخرف كوشتيه مداميك من الطوب الآجر.
ويوجد بإسنا العديد من المباني والمساجد الأثرية ذات الطابع الخاص، منها المسجد العمري وهو أول مسجد بني في المدينة وتنتمي إليه المئذنة والذي سمي بالمسجد العمري نسبة إلى عمر بن الخطاب وفقا للعهدة العمرية.
وتم هدم المسجد وأعيد بناؤه مرة أخرى على الطراز الحديث إلا أنه تم الإبقاء على المئذنة على وضعها القديم دون المساس بها، وقد سمي أيضا بالمسجد العتيق والجامع الكبير.
ويوجد بمدينة إسنا اثنان من أقدم الأديرة وهما دير القديس "متاؤس الفاخوري" نسبة إلى عمله في صناعة الفخار وهو يقع بمنطقة توماس، ويسكنه الرهبان الأرثوذكس. أمّا الدير الثاني فهو دير الشهداء، كما تزخر المدينة بالعديد من واجهات المدينة التاريخية التي تعكس مدى التنوع الثقافي ومنها منطقة القيسارية.