أول مباراة كرة قدم تحت حكم طالبان
- صلوا العشاء بين الشوطين.. ومنعوا الموسيقى
- حبيب أهادي، أحد اللاعبين لـ"البوابة": أحلامنا وطموحاتنا تحطمت
- الجميع يساعد اللاعبات النساء للهجرة فقط أما الذكور فلا ملجأ لهم
- قبل المباراة كانت هناك أصوات قتال أزعجت اللاعبين
- رئيس اتحاد ولاية هرات لكرة القدم لـ"البوابة": لا نعرف ماذا سيحدث في الأيام المقبلة
- مصور المباراة: أقيمت تحت علم طالبان الجديد وبحضور قيادات الولاية
يبدو أن طالبان تعلمت الدرس، فعلي عكس الماضي ظهر قيادات الحركة في ملعب كرة القدم، في ولاية هرات، لحضور المباراة النهائية في الدوري الأفغاني، وهي أول مباراة تقام بعد استيلاء الحركة على السلطة، وسط مخاوف من اللاعبين، خصوصا بعد وفاة زكي أنواري، أحد لاعبي المنتخب الوطني الأفغاني، سقوطا من فوق أجنحة الطائرة الأمريكية، بعد محاولة هروب باءت بالفشل.
فكيف كانت أول مباراة كرة قدم في عهد طالبان الجديد؟
بعد إعلان حركة طالبان استيلاءها على السلطة بـ4 أيام أعلنت مدينة هرات- غربي أفغانستان- إقامة أول مباراة لكرة القدم وذلك في التاسع عشر من شهر أغسطس حيث تم تحديد لقب الدوري الأفغاني الممتاز في ملعب ولاية هرات الذي تم تجديده مؤخرا أمام حشد من المئات من المشجعين.
تلك المباراة والتي فاز فيها فريق "أتاك إنريجي" على فريق "هارت موني تشارجر"، بنتيجة 1 - 0 بهدف من ركلة جزاء، كانت من المفترض أن تقام الشهر الماضي ولكن تم تأجيلها بسبب الانفلات الأمني في أفغانستان حيث كانت المباراة النهائية لدوري هرات الممتاز، ولكن بعد سيطرة طالبان على المدينة، أعلن نائب حاكم هرات أن طالبان ليست لديهم مشكلة مع كرة القدم، وأن المباراة يمكن أن تقام بدون أي مشكلات.
وحضر حفل الاختتام والمباراة، مولوي شير أحمد، نائب حاكم ولاية هرات من حركة طالبان والإمارة الحاكمة، وتم تسليم كأس البطولة لقائد الفريق فيصل حميدي.
موضوعات متعلقة
واستطاعت "البوابة"، أن تتواصل مع اثنين من لاعبي الفريق الفائز "اتاك إنريجي"، للحديث حول كيف كانت الأجواء العامة للمباراة، في وجود قادة طالبان، وما إذا كانت هناك شروط معينة قد وضعتها الحركة وكيف كانت.
قبل دقائق من المباراة، كان الوضع حول الملعب سيئًا للغاية، فكان صوت الضربات الجوية لطالبان وأصوات القتال والنزاع أزعجتنا كثيرا كلاعبين " هكذا بدأ حسيب أهادي أحد اللاعبين في فريق أتاك إنريجي حديثه معنا عبر تطبيق واتس آب.
"حتى الآن لم يتم تعيين شروط معينة، ذهبنا ولعبنا بكل ملابسنا المعتادة، كان تدريبنا مستمرًا كما كان من قبل، لكن في الوقت الحالي، تم إغلاق التدريب بسبب انتهاء الألعاب".. هكذا كان رد حسيب على سؤال ما إذا كان هناك أي تغيرات قد فرضتها الحركة.
وتابع بصوت حزين: "قضيت حياتي كلها ألعب كرة القدم وأحلم أن أكون بطلا عالميا، الآن أصبح كل شيء في مهب الريح، فبعد طالبان أؤكد لك أننا لن نحقق أي تقدم بعد الآن، فمنتخبنا الوطني لم يعد وطنيا".
ويؤكد "حسيب"، أنه حاول مغادرة أفغانستان مرارا وتكرارا، ولكن محاولاته كلها باءت بالفشل فهو يشعر أن بعد طالبان لا عيش له في هذا البلد، يقول حسيب " لقد أرسلت رسائل بريد إلكتروني إلى كل موقع من كل دولة وقدمت القضية على أمل أن يتم قبولها لأتمكن من مغادرة وطني، للحفاظ على أحلامي".
موضوعات متعلقة
زكى أنواري.. حلم حاصرته «طالبان» وقتلته طائرات أمريكا
ويعلق "حسيب" على فشل محاولاته قائلا: "للأسف لم أنجح، فكل باب طرقته كان مغلقًا، فالجميع يتحدث عن اللاعبات النساء فقد يقدمن لهن المساعدة في كل الدول لكن نحن كذكور لم نجد من يقدم لنا المساعدة في الهجرة، فهل لي أن أبذل قصارى جهدي لأتمكن من الخروج مثل الفتيات ومتابعة أحلامي، لكن لم يفعل أحد شيئًا من أجلنا وكانت كل الدعوات مخصصة للفتيات فقط".
ويختم "حسيب" حديثه حزينًا بقوله: "أشعر بخيبة أمل كاملة في الحياة وأجلس في المنزل الآن بقلب مكسور فقد دفنت كل أحلامي وأمنياتي".
موضوعات متعلقة
خاص| رئيس اتحاد الصحفيين الرياضيين في أفغانستان: "طالبان طلبت من اللاعبات البقاء في المنزل"
وكان المصور إلياس نيازي الحاضر والمسئول عن تصوير الحدث، والذي أكد لنا في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن مسئولي اتحاد الكرة في ولاية هرات، حصلوا على إذن من الإمارة الإسلامية لإقامة فعالياتهم الرياضية، وأكدوا أن أنشطتهم الرياضية ستستمر دون انقطاع.
وأضاف "إلياس": "أقيمت المباراة دون أي مناوشات ولكن ببعض الضوابط وتحت العلم الأفغاني الجديد، كما أن الحاضرين أقاموا صلاة العشاء أثناء الراحة بين الشوطين داخل الملعب وكان هذا يحدث للمرة الأولى".
موضوعات متعلقة
على جانب آخر؛ قال فرزاد عطايي، لاعب أتاك إنرجي، في تصريح خاص لـ"البوابة": "إلى الآن لم يكن هناك أي شروط كبيرة، فقد مارسنا المباراة مثلما كنا في السابق، لكن بدون موسيقى، بخلاف ذلك لم يكن هناك أي عقبات حتى الآن".
وفي تصريح خاص مقتضب، لصعوبة الظروف السياسية الجديدة للدولة، قال لنا شاه رسول أحراری، رئيس اتحاد هرات لكرة القدم: "إلى الآن جميع خطط العمل، تسير على ما يرام، وليست هناك أي مشكلات، ولكن لا نعرف ماذا سيحدث في الأيام المقبلة".
وتأسس اتحاد أفغانستان لكرة القدم عام 1922، وانتسب إلى فيفا عام 1948، وكان أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في عام 1954.
وتأسس أول نادٍ لكرة القدم في البلاد (فريق المحمودية)، في عام 1934، بعد 3 سنوات سافر الفريق إلى الهند وشارك في 18 مباراة، فاز في 8 منها وخسر في 9 وتعادل في واحدة.
وشارك منتخب أفغانستان في دورة الألعاب الأولمبية عام 1948 عندما لعب ضد لوكسمبورغ وخسر بنتيجة 6-0، ثم لم تلعب أفغانستان أي مباراة دولية من الفترة الممتدة من 1984 حتى 2002، بسبب الغزو السوفيتي ثم الحرب الأهلية وسيطرة "طالبان" على الحكم.