رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

حوار | أستاذ الحقوق والعلوم السياسية بجامعة سلام بكابول لـ"البوابة": حمزة مؤمن حكيمي: طالبان تبحث عن الاعتراف بها

 ‏‏أستاذ الحقوق والعلوم
‏‏أستاذ الحقوق والعلوم السياسية في جامعة سلام بـ"كابول"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أستاذ الحقوق والعلوم السياسية بجامعة سلام بكابول لـ"البوابة"

  • طالبان تبحث عن الاعتراف بها
  • مستقبل أفغانستان يتوقف على كيفية إدارة حركة طالبان للحكم
  • الحركة لن تعلن شيئًا عن تفاصيل الحكومة إلا بعد إجلاء آخر جندي أمريكي
  • الحكم في أفغانستان سيكون عبر مجلس شورى أغلبه من "طالبان"
  • إذا تخلت أمريكا عن طالبان فستتوجه الحركة إلى الصين
  • طالبان تلعب مع أوروبا بورقة اللاجئين والمخدرات

 

تعيش أفغانستان هذه الأيام في حركة تخبط بين تصريحات حركة طالبان، والتي تطمئن فيها العالم بأسره، إلى أنها ليست كسابق عهدها، وبين محاولات الأفغان بالهجرة؛ مكذبين كل ما تقوله الحركة؛ مؤكدين أنها تحاول بتلك التصريحات تحسين صورتها السياسية.
"الحكم على الحركة لا يزال مبكرًا"... هكذا صرح لنا المحلل السياسي الأفغاني، ‏‏أستاذ الحقوق والعلوم السياسية في جامعة سلام بـ"كابول"؛ حمزة مؤمن حكيمي، والذي أضاف في حوار خاص مع "البوابة"، عبر تطبيق واتس آب، أن الحركة تواجه تحديات كبيرة، تتمثل في الاعتراف بها رسميًا، مما سيسهل عليها الكثير من عمل حكومتها؛ مؤكدًا أنها تسعى الآن لعمل حكومة شورى للبلاد أكثرها من قادة طالبان ولكنها ستضم طوائف أخرى.
مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي..

 

* إلى أين وصلت المباحثات في الحكومة الأفغانية؟


** إلى الآن ليس هناك جديد، فأنا أرى أن طالبان وقادتهم غير متسرعين في الإعلان عن الحكومة المستقبلية، فهم يتحدثون عن أسابيع قادمة، وتكمن العلة في وجهة نظري في وجود القوات الأمريكية في مطار كابل، فلن تعلن الحركة أي تشكيل عن الحكومة إلا بعد الخروج الكامل للقوات الأمريكية الموجودة في مطار كابل، وهذا على الأقل سيكون بعد نهاية شهر أغسطس، كما تم الإعلان أن عملية الإجلاء ستبقى أو تستمر إلى نهاية شهر أغسطس.

* هذا يعني أن المشاورات توقفت مؤقتا أم أنها مستمرة؟


** المشاورات مستمرة، الإعلان عنها فقط هو ما تحتفظ به طالبان لنفسها حتى إجلاء القوات الأمريكية، فالحركة تجري مشاورات ومحادثات وجلسات على قدم وساق مع كل الأطياف السياسية والجهادية والأعيان ورؤساء القبائل الموجودين داخل أفغانستان لتشكيل حكومة تشمل كل أطياف الشعب الأفغاني، وكل العرقيات، وكل الأقليات والفرق السياسية، وما يعرف بالأحزاب الجهادية سابقا، هذه المشاورات تجري لتشمل الجميع، وأرى أن طالبان عزموا على إيجاد حكومة توافقية، تشمل الجميع.

* وماذا عن أبرز الأسماء المطروحة لمنصب رئيس الحكومة؟
** إلى الآن، وحسب مصادر داخل طالبان لا توجد أسماء مطروحة ولا يوجد هناك أي أنباء، ولكن ستكون الحكومة المستقبلية ودولة أفغانستان تحكمها شورى تشكل من عدد من القياديين أكثرهم من طالبان، وستشمل أعضاء من خارج الحركة، وهذه الشورى ستكون تابعة لـ"أمير المؤمنين"، أو قائد طالبان، الملا هيبة الله، هذا ما نعرفه إلى الآن.
أما من الذي سيحكم كرئيس الحكومة ورئيس الجهة التنفيذية لهذه الحكومة هذا غير معلوم إلى الآن، أبرز الأسماء داخل طالبان هو الملا عبدالغني برادر فهو المكلف بحقيبة تشكيلة الحكومة، أما ما يدور حول إذا كان برادر هو من سيرأسها أم لا فهذا غير معلوم حاليا.

* وكيف ترى مستقبل أفغانستان تحت حكم طالبان الجديد؟


** هذا يتوقف على كيفية إدارة طالبان لمستقبل الدولة، فإذا قبل طالبان بشراكة الآخرين وإشراك الجميع في مستقبل الحكومة في أفغانستان وقبلوا بالآخر ولم يقصوا أحدا ولم يستفردوا، فهنا الوضع سيكون جيدا جدا وسنكون متفائلين لأنها ستكون بداية استقرار في بلد عانى شعبه منذ أكثر من أربعة عقود من الحرب.
وليس هذا فحسب فهذا الإشراك والتناغم مع كل أطياف الشعب الأفغاني سيمهد للاعتراف الإقليمي الدولي بالحركة، وإذا نجحت طالبان في أن تحترم الحقوق والحريات هذا سيسهل عليهم تسيير الأمور في الجانب الاقتصادي والسياسي.

موضوعات متعلقة

حوار | عبدالجبار بهير رئيس المركز الأفغاني للإعلام والدراسات في حوار مع "البوابة": هناك مخاوف حول طبيعة المشاركة في الحكومة وطبيعة القراءة الدينية المتشددة لطالبان

 

* وهل تغيرت الحركة فكريا في العشرين عاما الماضية؟


** من الواضح أن الحركة قد تغيرت، لأن التغيير هو طبيعة الحياة، فالكل يتغير كما أن شعب الأفغاني قد تغير والأجواء تغيرت والمنطقة المحيطة ببلادنا سياساتها تغيرت، فطالبان الآن يفكرون بعقلية حكومة بعقلية جماعة تدير بلدا ودولة بعقلية الدولة، أما في تسعينيات الماضي كان يفكرون بعقلية جماعة مسلحة.
كما أنها في الماضي كانت الحركة لا يهمها الاعتراف الدولي بل كان مشهورا من قادة طالبان أنه إذا الأمم المتحدة لا تعترف بطالبان، فطالبان إذا لا يعترف بالأمم المتحدة هذه الجملة كانت مشهورة عند طالبان سابقا، أما الآن فقادة طالبان يسعون إلى اعتراف دولي ويسعون إلى تكوين دولة تكون نسبيا على مقاييس المجتمع الدولي أو على الأقل تكون مقبولة في المجتمع الدولي.
لذلك نرى أن طالبان في الحقيقة قد تغيروا، وما رأينا من انفتاح من طالبان ومن سعة صدر من طالبان بعد سيطرتهم فقد عفوا عن الذين قتلوا منهم المئات والآلاف والذين لم نكن نظن أن طالبان سيعفون عنهم لكن قد عفوا عنهم ورحبوا بهم بكل سعة، وهذا يعني مؤشرا إيجابيا جدا لم نكن نتوقعه من طالبان.

* وكيف ترى تعامل الحركة مع المرأة خصوصا بعد ظهور أكثر من واقعة في أيام قليلة؟
** أكد المتحدثون باسم حركة طالبان مرارا وتكرارا أنهم سيحترمون حقوق المرأة وحريتها بما في ذلك حق المرأة في التعليم والممارسة السياسية وحق المرأة في كثير من الأمور، أما إذا أردنا أن نتحدث حول "هل هذه شعارات أو مجرد رسائل طمأنينة مزيفة للمجتمع الدولي وستنعكس في الواقع أم لا؟".
فالحديث في هذا الشأن مبكر جدا لأنه ما زالت الاجواء حتى داخل مدينة كابل شبهة عسكرية، وهذا يعني أنها غير مستقرة بمعنى أن يمارس الجميع حياتهم العادية، فمثل هذه الأجواء لا نستطيع أن نحكم على مصداقية طالبان من عدمها، أما ما نراه ونشاهده أننا نرى مذيعات وسائل الإعلام الأفغانية يظهرن، وحتى يستضيفن قادة من حركة طالبان.
ونرى عددا من المتعلمات أو طالبات المدرسة يذهبن إلى المدرسة وطالبان قد اجتمعوا مع المسئولين في القطاع الصحي وطلبوا من الطبيبات والممرضات الحضور إلى المستشفيات، فهذه مؤشرات تشير إلى أن طالبان في الحقيقة تتعامل مع المرأة وقضية حضور المرأة بطريقة مختلفة عما كانوا يتعاملون معها في السابق.

* لكن ماذا عما قالته المذيعة الأفغانية عن منعها لممارسة عملها، وهناك أيضا قصص عديدة تنفي ذلك؟


** قضية المذيعات التي منعن من دخول المبنى الرسمي كانت واحدة فقط، وفي الحقيقة هذه المذيعة ربما يكون هناك أمر خاص أو شيء خاص فهي المذيعة الوحيدة التي تحدثت في ذلك في التليفزيون الرسمي، وفي الأساس الشعب الأفغاني شعب محافظ وأكثر من 95% من النساء محجبات، فالحجاب لن يمثل لطالبان عائقا لأنه واقع مجتمعي.

 

موضوعات متعلقة

زكى أنواري.. حلم حاصرته «طالبان» وقتلته طائرات أمريكا

 

* وماذا عن أبرز التحديات التي ستواجهها طالبان في الحكم؟


** الملف الأمني الداخلي هو أبرز ما يواجه طالبان، فبعد هروب الرئيس السابق أشرف غني حدثت فوضى عارمة في البلاد كان على الحركة أن تحكمها في أسرع وقت، وهو ما كان عبئا ثقيلا على الحركة ولكنها استطاعت أن تقضي عليه، ولكن في الجانب الآخر هناك أماكن ما زالت ترفض تسليم الحكم ويصرون على القتال مثل ولاية بنشير.
أما تشكيل الحكومة لا أرى أنها تمثل أي تحدٍ أمام الحركة، ولكن قضية تثبيت جذورها عالميا والاعتراف بها هو ما تسعى الحركة إليه الآن، وهو من أكثر الملفات التي تهمها حاليا وهو الإغراق العالمي لأنهم بحاجة إلى هذا الاعتراف لتيسير حكومتهم ولجلب المساعدات وغيرها من الأمور المالية العالمية.
أما بعد سحب الاعتراف فأنا أرى أن طالبان في سياستهم الخارجية سيركزون أكثر على دول المنطقة المحيطة بهم وعلى التواصل الإقليمي بين دول المنطقة، فأفغانستان ستكون نقطة بين دول الجوار ودول الإقليم، وبذلك سيلعبون على ورقة السياسة الخارجية الإقليمية، وسيركزون على هذا الأمر، لأن دول المنطقة لها مصالح في أفغانستان.
كما أن إيران وباكستان لهما مصالح وتركيا والهند رغم أنهما جارتان بعيدتان، ولكن لهما مصالح في أفغانستان وآسيا الوسطى أيضا، فطالبان سيلعبون على أوراق هذه المصالح الموجودة داخل أفغانستان ويبنون سياستهم الخارجية بناء على العلاقات الاقليمية.

* هذا بالنسبة لدول الجوار، فماذا عن أوروبا وأمريكا؟


** بالنسبة لعلاقاتهم مع الدول الغربية تختلف هذه العلاقات بين أوروبا وأمريكا، فأوروبا ستكون المتأثر الأول من أي موجة نزوح داخل أفغانستان، فمع أول أزمة نزوح ستجد أوروبا نفسها أمام مئات الآلاف من الأفغان يقفون على حدودهم، وكذلك قضية المخدرات ستؤثر مباشرة على أوروبا لأن مخدرات أفغانستان سوقه الأول هي أوروبا، فلذلك نرى أن هذين المجالين سيكونان لعبة طالبان مع أوروبا للاعتراف بها.
أما أمريكا فلها مصالحها في المنطقة، لذلك أرى أن طالبان ستلعب على هذه الورقة، فاذا أرادت أمريكا أن تبقي على شيء من مصالحها فعليها أن تعطي شيئا في المقابل لطالبان من الاعتراف الدولي، ومن المساعدات في المستقبل وأيضا عدم تقوية الجبهة المناهضة لطالبان داخل أفغانستان وأما إذا تعاملت أمريكا بخلاف ذلك مع طالبان فهم سيقتربون أكثر إلى الصين إلى روسيا أكثر دولتين مناهضتين لأمريكا لذلك طالبان ستلعب على هذه الورقة مع أمريكا وشكرا جزاكم الله خيرا.

* وماذا عن الخوف من أن ترعى طالبان الحركات الإرهابية على الأراضي الأفغانية؟


** هذا الملف بالأخص سيكون الضامن الكبير والعامل الرئيسي في الاعتراف بطالبان من قبل أوروبا وأمريكا، فضمان طالبان على عدم استخدام أراضٍ أفغانية من أي جماعة إرهابية في المستقبل وعدم استضافة أي حركات إرهابية هو الضمان الوحيد الذي يتطلع إليه الغرب وأمريكا ودول المنطقة والعالم بأسره، ودول الجوار يتعاملون مع أفغانستان على أساس هذا، فمصداقية طالبان أمام العالم ستكون مبنية على هذا الملف.

* وأخيرًا وماذا عن الواقع الاقتصادي السيئ في البلاد؟


** يمثل الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد تحديا كبيرا أمام أفغانستان، فبعد فرار الرئيس السابق أشرف غني أصيبت الدولة بانهيار اقتصادي تماما وتوقف النظام المالي داخل الدولة بما في ذلك البنوك ونظام الجمارك وغيرها مما أثقل المهمة على عاتق طالبان فمعالجة هذه الأمور سيكلف طالبان كثيرا خصوصا إذا واجه طالبان رفض الاعتراف به من دول العالم.
كما أن ما فعلته أمريكا من تجميد أرصدة البنك المركزي لأفغانستان التي هي في بنوك أمريكا وبنوك عالمية أخرى قيمتها نحو عشرين مليار دولار، فهذه هي بداية العقوبات ولا تؤشر إلى خير.