غيب الموت صباح اليوم الأحد، المحامية هناء فوزي شحات، والتي توجت بلقب الأم المثالية بمحافظة الأقصر، عن عمر يناهز 60 عاماً، وتم تشييع جثمانها في مسقط رأسها بمدينة أرمنت جنوب غرب الأقصر، وذلك بعد مرور 5 شهور على تكريمها في حفل الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية.
وكانت وزارة التضامن الاجتماعي، قد أعلنت في شهر مارس الماضي عن فوز "هناء فوزي شحات صهيون" من مواطنات مركز أرمنت بلقب الأم المثالية الأولى على مستوى المحافظة لعام ٢٠٢١، وذلك خلال المؤتمر الإعلامي السنوي لإعلان نتيجة مسابقة الأم المثالية، تقديرا لتضحياتها بعد وفاة زوجها، وهي حاصلة على ليسانس حقوق 1984، وتبلغ من العمر 60 عاما وتوفي زوجها بعد 8 سنوات من الزواج لتصبح أرملة لمدة 27 عاما ورفضت مجرد التفكير في مسألة الزواج مرة أخرى وتفرغت لتربية وتعليم أبنائها ليصبحوا مثلما كان يحلم أباهم، وانتقلت الأم من القرية للمدينة للبحث عن عمل لسد احتياجات أبنائها خاصة وأن معاش الأب لا يكفي وكان الأبناء في مراحل التعليم المختلفة، وقامت بدور الأب والأم معا وظلت بجوار أبنائها تساندهم، حيث تخرجت ابنتها الكبرى من كلية الطب البيطري، فيما حصل الابن الأصغر على بكالوريوس الطب ودرجة الماجستير.
وكانت "البوابة نيوز" قد التقت بالسيدة الراحلة، لدى عودتها من التكريم بالقاهرة في مارس الماضي، حيث بدأت حديثها قائلة "أنا مواليد 1961، وأعمل محاميةوكنت الابن الوسطى لأسرتي، تم تجهيزي مبكرا لحمل المسئولية فقد كنت أقوم بشئون البيت لأنه لم يكن يكبرني ولد، وجاء المرحوم والد أولادي ليخطبني وكان يعمل مدرسا، وتزوجنا وانتقلنا للعيش في عزبة الدكر بالرزيقات بحري بأرمنت، وعشنا 8 سنوات زواج من 1986 حتى عام 1994، حيث توفي زوجي في هذا العام، وفي يوم وليلة وبدون مقدمات لقي مصرعه في حادث سير ووجدت نفسي أم وأعول ولد وبنت، ولا توجد وظيفة براتب ثابت، ولا استطيع ممارسة مهنة المحاماة ولا افتح مكتب حتى أربي وأعول الطفلين، البنت لحظة الوفاة كانت 6 سنوات والولد 3 سنوات، وأنا كنت 30 سنة ومعي طفلين في هذا السن المبكر، ومن هنا بدأت مشوار الكفاح لحظة وفاة زوجي، وقابلت صعوبات كثيرة وعقبات ولكن ربنا وحد اللي كان بيسهلها".
وأضافت هناء قائلة "أصعب لحظة مرت علي كانت وقت وفاة زوجي، تبدلت حياتي رأسا على عقب ولم يكن يشغل بالي حينها غير أبنائي، وكيف أصل بهما إلى بر الأمان وحدي، واحنا في مجتمع صعيدي والأرملة دائما تحت الميكرسكوب وخطواتي محسوبة والسيدة التي يتوفى زوجها مفيش حاجة بتفرحها أو تزعلها سوى فرحة وزعل أولادها فقط، وهذا ما كان يحدث معي، أكتر حاجة بتفرحني هي نجاحهم، وقت امتحاناتهم كنت بصلي بالدموع والشموع عشان ربنا يوفقهم، وهما كانوا على قدر المسئولية وأسعدوني وبدأت أحصد ثمار ما زرعته، البنت واسمها "ريتا" دخلت كلية الطب البيطري وأصبحت دكتورة تحاليل، والولد "ريمون" التحق بكلية الطب وتخصص طبيب نساء وتوليد بمستشفى أرمنت التخصصي وتمر الأيام والبنت تزوجت وأنجبت ولد وبنت ربنا يبارك فيهم ويخليهم ليا، ولكن الفرحة الكبيرة عندما فكر أولادي في تكريمي من غير ما يقولوا وقدمولي في مسابقة الأم المثالية، واتصل بيا شخص من الرقابة الإدارية، ليزف إلي خبر تكريمي.
وأشارت السيدة، إلى أن لحظة تكريمها وحصولها على لقب الأم المثالية عوضتها عن سنوات الألم وقسوة الأيام بعد وفاة زوجها، قائلة "لحظة لا يمكن وصفها، يكفي شعوري بأن أولادي قدروا تعبي معاهم طول السنين الماضية ولما عرفت إن فوزت في مسابقة الأم المثالية شعرت بفرحة هزتني ومكنتش مصدقة، كون إنك تبقى أم مثالية هذا شئ طبيعي وليس جديد لأن كل سيدة هي أم مثالية بتضحياتها وبما تقدمه لأبنائها حتى لو لم يتم تكريمها، وللكن أن تكون أم مثالية ويتم تكريمها من قبل الرئيس والوزيرة دا كان حلم بالنسبالي ودموعي نزلت لما شوفت الرئيس بعد ما كنا بنشوفه في التلفزيون، وأدعو من الله أن يجبر بخاطر الرئيس مثلما جبر بخاطرنا وأعلى شأننا وكرم المرأة في كل المحافل.
وأشادت هناء فوزي بتصريحات الرئيس السيسي حول ارتفاع تكاليف تجهيز العروس، مؤكدة أنها تتمنى أن يتم تعميم قرار بتحديد مصاريف الزفاف، لأن هناك بذخ وإسراف لا مبرر له في تكاليف العروس، وأنه لا مبرر للمغالاة، كما وجهت هناء الشكر للرئيس السيسي وللسيدة حرمه على اهتمامهما بالمرأة المصرية في كل المجالات، مؤكدة أن رسائل الرئيس الدائمة أكبر حافز للأسر على تحقيق ذاتهم، وأن المرأة تلعب دورا بطوليا في المجتمع على كافة الأصعدة، فهي طبيبة ومهندسة ومحامية ومديرة وغزت العمل المحلى محققة طموحاتها، وطالبت كل الأمهات بعدم البخل في التضحية، وبتقديم المثل لإخراج جيل قادر على نهضة مصرنا العزيزة في كل المجالات وتنمية الأقصر .