انتهت مسابقة الدوري المصري الممتاز، وأسدل الستار على نسختها الأطول بتتويج فريق الزمالك باللقب، والتي استمرت لفترة طويلة جدًا، بسبب ارتباطات المنتخب الوطني بمشاركاته الدولية، بالإضافة إلى مشاركة قطبي الكرة المصرية؛ الأهلي والزمالك، وكذلك بيراميدز في البطولات الأفريقية للأندية، حيث شارك الأحمر والأبيض في دوري الأبطال الأفريقي، بينما شارك بيراميدز في الكونفيدرالية الأفريقية.
لا شك أن الزمالك فاز باللقب للمرة الثالثة عشر في تاريخه، وذلك بعدما فقد المارد الأحمر نقاط غالية أمام الإسماعيلي بقيادة إيهاب جلال، وكذلك طلائع الجيش بقيادة عبد الحميد بسيوني، والجونة بقيادة رضا شحاتة ليترك الأهلي اللقب إلى أصحاب الرداء الأبيض.
رغم كل الصعوبات التي واجهت تلك النسخة من مسابقة الدوري، إلا أن هذا الموسم شهد العديد من الظواهر والمكاسب للكرة المصرية، نستعرضها في التقرير التالي:
تجربة هيثم شعبان في سيراميكا
لا شك أن تجربة المدير الفني هيثم شعبان مع نادي سيراميكا كليوباترا هذا الموسم، تستحق الوقوف أمامها، فلقد أصر مجلس إدارة النادي على استمرار المدرب الذي حقق حلم الصعود إلى دوري الأضواء والشهرة، وسارت الأمور على خير ما يرام، ولفت شعبان الانتباه إليه بكل قوة، ووضع اسمه في خريطة المدربين الكبار في مصر، على الرغم من أنه يشارك في الدوري الممتاز كرجل أول للمرة الأولى في تاريخه.
المدير الفني الشاب الذي قاد سيراميكا كليوباترا في الدور الأول وقدم مباريات قوية جدا، ونتائج رائعة، ومستوى فني أشاد به الجميع، رحل بعد 20 مباراة، وعاد بعد 9 مباريات، ليقود الفريق إلى نهاية الموسم، ويؤمن بقائه في الدوري الممتاز، ويحصد العديد من النقاط الصعبة والمهمة، من الفوز على مصر المقاصة، والتعادل مع غزل المحلة، والاتحاد السكندري في الإسكندرية، ليثبت هيثم شعبان أنه أهم ظواهر ومكاسب الدوري هذا العام، ليؤكد أن الشباب يكسب.
المال وحده لا يكفي
تجربة فريق البنك الأهلي الصاعد حديثا إلى الدوري الممتاز، وقف عندها الجميع بالاندهاش والتعجب، فالفريق الذي أنفق ملايين الجنيهات، لم يقدم المردود المنتظر منه مع محمد يوسف المدير الفني الذي تولى مهمة عقب صعود البنك إلى الدوري الممتاز، وكون فريقا من لاعبين لديهم أسماء وتاريخ كبير، ولكن النتائج داخل الملعب كانت مخيبة للآمال، ودخل البنك الأهلي دوامة الهبوط إلى الدوري الممتاز.
وأقال البنك الأهلي مديره الفني محمد يوسف، وتعاقد مع خالد جلال، الذي حقق نتائج جيدة ليحسم بطاقة البقاء في الدوري الممتاز، فالمال وحده لا يكفي، الأموال لا تصنع مشروعا كرويا أو رياضيا، بل يحتاج إلى خطة عمل علمية وعملية منظمة ومدرسة، كما أن نادي بيراميدز أنفق ملايين الجنيهات ولكنه اكتفى بمركز أهله للمشاركة الأفريقية الموسم المقبل ولكنه لم ينافس على اللقب.
العمر رقم في البطاقة
كرة القدم لا تعترف إلا بالمجهود المبذول، فكلما أعطتها أعطتك، وكلما اجتهدت كافأتك، وهو ما حدث بالفعل مع أفضل الظواهر في الدوري هذا الموسم، وهو عمرو الحلواني لاعب نادي أسوان، الذي شارك هذا الموسم حتى الآن في 31 مباراة، بالعلامة الكاملة، فلم يغب مباراة واحدة عن صفوف إنبي.
الظاهرة عمرو الحلواني شارك في 14 هدفا من أصل 27 هدفا سجلها الفريق في الدوري حتى الآن، حيث سجل أربع وصنع 10، كل هذا وهو في عمر ال 36 عاما، حيث إنه من مواليد عام 1985.
كما كان النجم محمد عبد المنصف حارس مرمى فريق وادي دجلة إحدى الظواهر التي يقف التاريخ أمامها بعدما حطم كل الأرقام القياسية في مسابقة الدوري الممتاز وشارك للموسم 25 على التوالي في الايجيبشن ليج وواصل أوسة أرقامه المميزة وهو على مشارف عامه الـ45، بعدما سجل في مباراة فريقه أمام الاتحاد السكندري، رقما جديدا عادل به أرقام عصام الحضري، وتخطى به رقم الأسطورة أحمد شوبير في تاريخ الدورى.
وحقق عبد المنصف "أوسة" رقمين مهمين في مسابقة الدوري، الأول بتحقيق الكلين شيت رقم 28 بقميص وادى دجلة في 120 مباراة خاضها بقميص الفريق، معادلا رقم عصام عصام الحضري حارس المرمى المعتزل، كأكثر حارس يحافظ على نظافة شباك وادي دجلة في الدوري.
نجوم سطعت في سماء المحروسة
أفرز الدوري المصري هذا الموسم عددًا من النجوم الذين ينتظرهم مستقبل مبهر في سماء الكرة المصرية، نجوم من مختلف الأندية، فعلى سبيل المثال تألق شادي حسين مع سيراميكا كليوباترا، وأبدع إبراهيم عادل مع بيراميدز، وتلألأ محمد عبد القادر مع سموحة، وأعاد أكرم توفيق اكتشاف نفسه مع الأهلي.