طائر السمان من أشهر الطيور المهاجرة والتى ينتظرها أهالى سيناء بشغف كبير لاصطيادها في موسم الصيد ويتميز طائر السمان بلحم شهى بعشقه أهالى سيناء وطائر السمان هو السلوى الذى ورد ذكره أكثر من مرة في القرآن الكريم أثناء رحلة تيه بنى إسرائيل بسيناء.
والسمان ليس منتجا فقط للحوم لكنه غزير في إنتاج البيض لذلك فهو أحد أهم المشاريع الناجحة التى يلجأ إليها صغار المربين.
وأهالى محافظة شمال سيناء القاطنون على الشريط الساحلى عادة ما ينتظرون كل عام موسم هجرة الطيور حيث يقومون بالاستعداد له مبكرا بوسائل عديدة أشهرها استخدام ما يسمى بالمناصب وهى عوارض خشبية تركب عليها شباك تقع فيها طيور السمان، وغيرها من أنواع أخرى عند وصولها، وينتظرها الصيادون في مكان مخفى، ثم يلتقطها إضافة للصيد التقليدى بنصب الشباك على الأشجار، وتعقب الطيور وإصدار صفير لها لحثها على الدخول في هذه الشباك وهى طرق تستخدم لصيد السمان والمرعى.
وقال المؤرخ السيناوى عبد العزيز الغالى إن أهالى سيناء دائما ما يستبشرون بسماع زقزقة أول طائر المعروف باسم شرقرق فوق سطح مياه البحر المتوسط على شواطئ سيناء وهو طائر التشريفة الذى يسبق ويعلن عن قدوم طائر (السمان).
وأوضح الغالى أن طائر السمان المعروف باسم "الفر" لا يأتى منفردا بل مصاحبا معه طائر المرعة والزرزور واليمام والحمام البرى في هجرة موسمية من خريف كل عام حيث تنصب الشباك ليتم اصطياده من رفح حتى السلوم على امتداد شاطئ البحر المتوسط، ويستمر هذا الموسم قرابة الشهر وبضعة أيام.
كما أنه يرتبط ارتباطا وثيقا وتاريخيا بسيناء حيث ورد ذكرها بالقرآن الكريم حين قدم الإسرائيليون بصحبة نبيهم موسى عليه السلام في عام١٩٤١ق.م. إلى سيناء فارين من بطش فرعون وجنوده بعد ما نجاهم الله سبحانه وتعالى فضرب موسى البحر بعصاه.
قال تعالى في الآية (٦٣) من سورة الشعراء: (فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ).
وقدموا ضيوفا على أرض سيناء وأطعموا الخير فيها وحين استراحوا ساق الله سبحانه وتعالى أليهم موجات متتالية من السمان وأنزل عليهم المن.
كما قال تعالى في الآيات (٨٠- ٨١) من سورة طه: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ * كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ).
فالسلوى هو طائر السمان والمن هو شبيه بالقطن المندوف أو شعر البنات "غزل البنات" عسلى المذاق كانوا يستيقظون من نومهم فيجدونه معلقا بأهداب الأشجار في سيناء ويطلق عليها شجرة "المن".
وكان طائر السمان يرسله الله عليهم قادما من مكانه قاطعا آلاف الأميال معتمدا على بوصلة ذاتية داخلية وحساسية فائقة بمغناطيسية الأرض بصورة غريزية وما إن يصل عندهم يكون قد أنهكه التعب والإجهاد والإرهاق فيجدونه ملقى بين أيديهم صيدا وفيرا ثمينا ولذيذا بدون تعب أو كلل ليأكلوا ويشبعوا.
وأوضح الغالى أنه يعبر حدودنا أكثر من ٣٥٠٠٠٠ طائر سنويا ويصل ما يتم صيده منها نحو ٢٠٠٠٠٠ ليواصل من أفلت من شباك السيناويين مسيره إلى العمق الأفريقي حيث الدفء والغذاء وتعتبر محافظة شمال سيناء رائدة في صيدة ويحرص السيناويين على تذوقه ولو مرة واحدة على الأقل باعتباره فاكهة الطير.