عقدت مكتبة الإسكندرية، اليوم السبت، ندوة بعنوان "تجارب إبداعية فى أدب الأطفال"، أونلاين ضمن فعاليات معرض الإسكندرية الدولى للكتاب، في دورته السادسة عشر، التي تستمر حتى ٣٠ أغسطس الجاري.
شارك فيها الكاتب والناقد الأدبى مصطفى غنايم، والشاعر وكاتب الأطفال عبده الزراع، وإدارتها الكاتبة إيمان الشيمى مدير مكتبة الطفل بمكتبة الإسكندرية.
دعا كاتب الأطفال والناقد الأدبى مصطفى غنايم، إلى ضرورة استثمار الوسائط المعرفية والتكنولوجية فى تطوير أدب الأطفال، بحيث نخاطب الطفل بأدواته ونقتحم عالمه الافتراضي والواقعى، لغرس حب القراءة والمعرفة وتعزيز قيم الهوية والانتماء وشحذ عقله وتنمية وجدانه وتوسيع مداركه ودخول غمار الخيال العلمى.
وأكد غنايم أنه حاول تحقيق ذلك فى قصصه الموجهة للأطفال فى الآونة الأخيرة مثل: قصة "عم أمين والمصباح السحرى" الصادرة عن المركز القومى لثقافة الطفل، ألقى الضوء فيها على أن التكنولوجيا هى المصباح السحرى لهذا العصر لحل كثير من المشكلات وتذليل العقبات من خلال إبراز دور شباب المتطوعين فى فريق "عم أمين" باستحداث تطبيق إلكتروني يسهل بحث زوار معرض القاهرة الدولي للكتاب على الكتب واماكن الأنشطة وتحديد الخرائط والمواقع والاجنحة بالمعرض لافتًا إلى أنه سرد ذلك بحبكة فنية درامية أبرز من خلالها رحلة إحدى الأسر المصرية لمعرض الكتاب.
وأشار إلى "ولج" عالم التكنولوجيا بشكل أوضح فى قصته الأخرى "سالى والتابلت" الصادرة عن دار منارة العلم بدبي، حيث عقد فيها مناظرة بين "لاب توب" و "تابلت" فى حوار تخيلى قصد منه إبراز إيجابيات وسلبيات التكنولوجيا باعتبارها سلاحًا ذا حدين.
وعن تيسير التراث الشعرى للأطفال وسر دراسته له فى أطروحة الماجستير فى الدراسات الأدبية والنقدية عام 2020 قال غنايم: إنه حاول تقديم التراث الشعرى للاطفال عند أمير الشعراء أحمد شوقى من خلال صياغة بعض القصائد والحكايات الشعرية فى قالب نثرى مسجوع يعتمد على الموسيقى اللفظية ومصحوبا بالرسوم التعبيرية ليجذب الطفل نحو التراث وييسر له فهمه والاقتراب منه بالعودة اليه مرة أخرى كما فعل فى كتابه "حواديت وحكايات من شعر أحمد شوقى للأطفال" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فى ثلاثة أجزاء.
وأضاف غنايم، أنه ومن منطلق افتتان الطفل بالشعر والغناء منذ المهد أراد أن يقترب من دراسته بصورة أكاديمية أعمق فدرس أعمال الشاعر الكبير فاروق شوشة التى نظمها للأطفال فى أخريات حياته فى مستوياتها الصوتية والصرفية والمعجمية ومقارنته بعدد من شعراء الأطفال البارزين وهم :أحمد سويلم، وأحمد زرزور، وأحمد فضل شبلول، تلك الدراسة التى نال بها درجة الماجستير فى اللغة العربية والنقد الأدبى.
فى نهاية الندوة دعا غنايم إلى ضرورة تكاتف جهود كل الوزارات المعنية ببناء الأطفال فى وضع استراتيجية واضحة لثقافة الطفل وعودة تبنى وزارة الثقافة لمهرجان القراءة للجميع وعودة الأنشطة المدرسية والمسابقات وتكثيف حصص المكتبة والقراءة الحرة لترسيخ عادة القراءة وحب المعرفة وتعاون وزارة الشباب والرياضة مع وزارتى الثقافة والتربية والتعليم مع قيام وزارة الاعلام بدورها فى هذا الصدد من أجل بناء شخصية مصرية سوية ومعتدلة تؤمن بالثقافة سلاحا تعبر به كل التحديات وتعزز قيم التسامح والحوار وقبول الآخر ونبذ التطرف والعنف وتؤكد على الهوية والانتماء مع الانفتاح على الثقافات الأخرى لمواكبة التقدم العلمى والتكنولوجي والاتصالى العالمى الهائل.