كشف الدكتور محمد معيط، وزير المالية، في حوار لـ«البوابة نيوز»، كيفية بداية مشوار العمل في نفس اليوم الذي تخرج فيه من كلية التجارة بجامعة القاهرة.
وقال وزير المالية: قررت البحث عن عمل فور ظهور النتيجة، لم أكن حينها أعرف أحد ولم أود أن أكون عبء على أحد، فعزمت النية أن أبحث وتوكلت على الله، قطع المسافات سيرا على قدمي أقرأ اللافتات وأسال عن الوظائف الشاغرة، يحدوني الأمل ولدي يقين بأن فضل الله وكرمه يلازماني، سمعت كلمة شُكرا لسنا محتاجين لموظفين كثيرا وكنت في كل مرة أبتسم وأواصل السعي وطرق الأبواب قطعت شارع الدقي ودلفت منه إلى جامعة الدول العربية، العديد من الشركات أخرج من إحداها أدخل الأخرى دون كلل ولا ملل.
وتابع: وصلت إلى إحدى الشركات وأخبروني أن أنتظر لأنني سأعقد مقابلة مع أحد المسؤولين، الذي قال لي وهو يبتسم: «غريبة إنك جاي من غير واسطة»، فقلت له أنا من أوائل دفعتي، وفيما يبدو أن المدير العام لمح مناقشتنا سويا فاتصل بهذا المسؤول يستدعيه، ولربما حكى له ما كان بيننا لأنه عاد إلي وقال: «المدير العام هيقابلك، وعندما قابلته أخبرني أن معظم العاملين بالشركة لديهم واسطة، قلت له أنا من أوائل دفعتي وتناقشنا سويا وكانت علامات القبول تبدو على وجهه.
وأكمل: في نهاية المقابلة قام بتوظيفي في الشركة، ليس هذا فحسب بل إنه سلمني العمل في نفس اليوم وقال لي يمكنني تقديم الأوراق في أي وقت بعد ذلك، وتعلمت من هذا الموقع درس في حياتي وهو السعي، حيث ألهمني الله أن أذهب للبحث عن وظيفة في نفس اليوم الذي علمت به بنتيجة تخرجي من الجامعة.
وقال معيط: كنت أضع أمامي هدف التفوق وليس النجاح العادي، لذا كنت أضبط حياتي على الساعة وأتحرك بالأرقام أتابع دروسي ولا مجال للراحة وليس وارد في مسودة الأولويات أي إهمال، لدرجة أنني كنت أظل جالسا في الفصل ولا أتركه حتى لو لم يأت المدرس، كنت أخشى الخروج مع زملائي فيأتي ويفوتني شيئًا من الدروس، أو يأخذ أستاذي عني انطباع أنني غير ملتزم، شعاري كان المذاكرة فوق كل الأشياء، وهذا الالتزام في تحصيل دروسي جعلني ملتزم في عملي بعد التخرج وحتى الآن، ميعاد الحضور للعمل مُقدس لا أجازات طالما هناك مسؤوليات، أعمل 15 ساعة ويزيد بكل سعادة وحب فأنا أشعر بأن هذا واجب تجاه وطني وأن إتقان العمل عبادة.