بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة، ووصول نسبة نجاح الطلاب هذا العام لـ 74%، وتصدر 47 طالبًا قائمة أوائل الثانوية العامة، والذي أجريت بمزيج من الامتحان الإلكتروني والورقي بنظام «البابل شيت»، بهدف التيسير على الطلاب، تحدث الدكتور رمضان محمد رئيس المركز القومي للامتحانات عن هذا النظام، مؤكدًا أنه يهدف لإخراج طالب قادر على حل مشكلاته وتغيير أسلوب الدراسة والمذاكرة، وبناء شخصية مصرية تستطيع المنافسة في السوق العالمية.
وأكد الدكتور رمضان محمد، في تصريحات تليفزيونية، أمس، أن الهدف من بناء الامتحانات أن تقوم على أسس علمية سليمة، فمع متطلبات التقدم العلمي حاليًا والمنافسة العالمية، هناك حاجة لأن تكون الشهادة المصرية قوية، مما يتطلب وجود اختبارات قوية وحقيقية تعتمد على قياس القدرات العقلية العليا للطلاب، لافتًا إلى أن بنك الأسئلة وعاء يتضمن آلاف الأسئلة ذات مواصفات معينة وتكون الاختبارات متوازنة ومتكافئة، حيث أن «البابل شيت» ورقة يؤدي الطالب اختباراته من خلالها، تمتاز بسهولة تصحيحها عن طريق الأجهزة التكنولوجية، وتركز الأسئلة على مستويات عليا من التفكير، اعتبارًا من الفهم ثم التطبيق والتحليل والإبداع، بعيدًا عن نظام الحفظ كما هو كان في الامتحانات السابقة.
نظام البابل شيت
يتميز نظام «البابل شيت» باعتماده على الأسئلة الاختيارية وليست المقالية، تقيس مستوى الفهم وليس الحفظ لدى الطلاب، يتكون من ورقتين، ورقة أسئلة وأخرى للإجابة مدون بها أرقام الأسئلة، ويقوم الطالب باختيار الحل من خلال التظليل على الدائرة، يسمح بدخول الامتحان بالكتاب المدرسي مع كتابة الملاحظات، ولكن لن يسمح بدخول أي أوراق أخري، حيث أنه يكافح الغش ويعتمد في تصحيحه على النظام الإلكتروني الحديث.
وبدوره، يقول الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية، إن وزير التربية والتعليم أعلن أن المجاميع الكبيرة في الثانوية العامة لن تكون موجودة في عام 2021، وتم تطبيق نظام لقياس الفهم والإبداع والتحليل لدى الطلاب، وذلك وفقًا لمجموعة من المعايير اللازمة لتطبيق النظام التعليمي الحديث، والأمر ليس بسيط أن مجهود الطالب يتم تحصيله وفقًا لمعايير معينة تعتمد على قياس قدرات الطالب العقلية والفكرية، وتأهيله لسوق العمل وتحقيق المنافسة العالمية، موضحًا أن كانت امتحانات هذا العام بها نوع من الاضطراب ما بين النظام الورقي والإلكتروني وتطبيق النظام اللازم، ولكن هذا الأمر سيزول خلال الامتحانات المقبلة، حيث يعتمد الامتحانات على اختيار من متعدد فقط وليس أسئلة مقالية، الأمر يتضمن جزء من الاحتمالات والتخمين.
ويواصل عبد الحميد، لـ«البوابة نيوز»، أن تأهيل الطفل منذ سنواته الأولى في التعليم وحتى نهاية مشواره التعليمي أن يكون هناك أمر صواب وآخر خطأ، لا يرى إلا حقيقة مطلقة، مشيرًا إلى أنه تم تغيير أساليب الامتحان تمامًا وليس فلسفة التعليم نفسه، وإخراج طالب مؤهل، في ظل افتقار تكوين مواطن متمكن من خلق فرص عمل لنفسه، والتعامل الإنساني مع الآخرين، وأن يكون مبدع ومنتمي، وهذا ما تفتقره المنظومة التعليمية في الوقت الراهن، وتم اختزال المنظومة في المعلومات فقط دون المهارات وتشكيل الخبرات، كما أن اختبارات القبول داخل الجامعات الأهلية الجديدة أمر جيد جدًا في الوقت الراهن، على غرار الجامعات على مستوى الجمهورية، وأن مهما حصول الطالب على مجموع في الثانوية العامة مهما كان مستواه الحقيقي، يتم اكتشاف هذا المستوى من خلال اختبارات القبول.
كما يوضح الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، أن امتحانات الثانوية العامة هذا العام كانت تعتمد على قياس قدرات الطالب الحقيقية الفكرية والعقلية، حيث أنها تعتمد على قياس الفهم والتحليل والتطبيق، وليس الحفظ، الأمر الذي أدى إلى تراجع درجات النجاح هذا العام، مضيفًا أن سوق العمل في الوقت الحالي يحتاج إلى المهارات الفكرية والتكنولوجية واللغات الأجنبية المتعددة، لتحقيق المنافسة الخارجية.
ويؤكد شحاتة، لـ«البوابة نيوز»، أن سوق العمل يتطلب في الوقت الحالي دراسة البرامج التعليمية المتقدمة الجديدة، التي تعتمد على استخدام التكنولوجيا وامتلاك المهارات الفكرية واللغوية أيضًا.