ضمن فعاليات الدورة الحادية عشر من مهرجان مسرح بلا إنتاج الدولي، استضافت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "مركز الإبداع مصنع نجوم المستقبل" تحدث فيها المخرج خالد جلال، وأدارتها الناقدة والصحفية هند سلامة.
من جانبه حرص الفنان خالد جلال على التطرق إلى مسرح الشباب باعتباره النواة التي صنعت مركز الإبداع فيما بعد حيث قرر وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني تعيينه مديرا لمسرح الشباب خلفاً للأستاذ عبدالهادي ذكي؛ آملاً في تغيير الأوضاع بالمسرح، وكان يعد “جلال” أصغر مدير فرقة مسرحية في هذا الوقت.
فقرر خالد جلال عمل ورشة أطلق عليها ورشة مسرح الشباب بمساعدة سامي خشبة رئيس البيت الفني للمسرح حينها، واستطاعت الورشة تقديم أفضل عرض في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، وذكر جلال الإشادة القوية للفنان الراحل نور الشريف الذي كان عضواً للجنة التحكيم في هذه الدورة، كما عرض العرض في أكثر من 56 دولة عربية ودولية مثل الأردن والأرجنتين.
أكد خالد جلال على حرصه على نقل تجربة مسرح الشباب إلى مركز الإبداع الفني والذي تولى رئاسته في عام 2002 بدعم كامل من وزير الثقافة فاروق حسني الذي أراد لمركز الإبداع أن ينافس مسرح الهناجر الذي كان يمثل قوة ضاربة في هذا الوقت، والحقيقة أن مركز الإبداع كان صانعاً للنجوم بكل ما تحمله الكلمة من معنى منذ دفعته الأولى التي أخرجت كلاً من بيومي فؤاد ونضال الشافعي وإيمان السيد وياسر الطوبجي وسامح حسين وغيرهم، من النجوم الذين تربعوا على عرش الساحة الفنية حيث تم إنتاج أكثر من 55 عرضا مسرحيا من خلال مسرح الشباب.
عرض الفنان خالد جلال فيلم تسجيلي بعنوان الاستوديو وفي نهاية اللقاء عرض فيلما آخر "الأستاذ" عن تخرج دفعة قهوة سادة من تعليق صوتي للراحل العظيم الفنان محمود ياسين، الدفعة التي استمر تدريبها ثلاث سنوات منذ عام 2003 الدفعة التي وصلت بمركز الإبداع إلى ذروة الإبداع، الدفعة التي اثبتت أن المسرح قادر على القيام بدوره الأساسي، ومن الجدير بالذكر أن هذه الدفعة هي التي أخرجت لنا درراً فنية مثل محمد فراج ومحمد شاهين ومحمد ممدوح ومحمد سلام وحمزة العيلي وأمير صلاح الدين ومحمد فهيم ومحمد ثروت وعلا رشدي وغيرهم من النجوم،
وأكد خالد جلال أن عرض قهوة سادة سيظل هو العلامة الفارقة دائماً ليس لكونه مصنعاً لنجوم هذا الجيل ولكن عروضه دائما تعتمد على ميزانيات ضئيلة على سبيل المثال "قهوة سادة" كانت ميزانياتها 22 ألف جنيه فقط؛ العمل نتاج عمل وجهد لأيام وشهور؛ لدينا أقسام أخرى بجانب التمثيل مثل الإخراج بقيادة المخرج عصام السيد والذي اخرج من هذا المركز العديد من المخرجين المبدعين مثل هاني عفيفي وريم حجاب وإسلام إمام، و أساتذة الرقص بقيادة الفنان ضياء شفيق والفنان محمد مصطفى أو التدريب على الإلقاء من خلال الدكتورة نجاة علي.
ثم بدأت المداخلات مع الحاضرين من الجمهور وتم فتح دائرة من النقاش حول أهم الشخصيات التي ساهمت في خلق شخصية خالد جلال الفنية، ليؤكد جلال أن الفنان كرم مطاوع بلا اي شك ، وأنه سبباً في كل ما وصل إليه ، وأنه الشخصية التي ستظل عالقة في أذهانه ووجدانه طوال حياته، وكان السؤال التالي عن تفضيل جلال للإخراج عن التمثيل برغم أنه ممثل وكوميديان كبير؛ ليجيب أن الإخراج أخذه دون أن يشعر وأنه يعشق التمثيل ليعلق أنا بالأساس ممثلا ، فالتمثيل جزء لا يتجزأ من كياني، لا أعلم متى اختلق الفرصة الماسية ولكنها ستاتي يوماً ما بالتأكيد ، واختتمت فقرة المداخلات بإفصاح جلال علي أن أفضل عروضه والمحببة إلى قلبه هي التي عرضت على مسارح الإسكندرية كما أكد على أن أكاديمية الفنون ومركز الإبداع يعملون تحت هدف مشترك وهو إخراج جيل من الفنانين المثقفين والمؤثرين لخدمة قضايا الوطن، وأنه لا يوجد أي نوع من أنواع اتضارب.
كما حرص المخرج الكبير خالد جلال عن الحديث بصورة مطولة عن الفنان محمد رمضان ، حيث أكد أن رمضان مثالاً للإلتزام والتمسك بالحلم، فقد كان شغوفاً وحافظا على شغفه للنهاية، وأنه مجتهد لأقصى درجة، على عكس الصورة المتداولة عنه نتيجة لتصريحاته المثيرة للجدل التي لم يراعيها في الكثير من الأوقات.
وتتطرق جلال للحديث عن مسرحية أهلا رمضان والتي كانت من بطولة الفنان محمد رمضان وإخراج خالد جلال، ليؤكد أنه فوجىء بكل ما تحمله الكلمة من معنى من التزام رمضان وانضباطه في المواعيد رغم أن هذه الصورة ليست المعتادة عن نجم العمل، إلا أنه كان أول الحاضرين دائما في كل البروفات وأن شغفه لا حدود له فهو لا يكل ولا يمل ولا يعرف معنى الراحة داخل العمل يسعى دائماً للكمال، كما أكد أن مسرحية أهلا رمضان كانت مفاجأة للجميع لأنها كانت تعتبر بمثابة تغيير جذري في أعمال رمضان ولا تمثل جميع أدواره السابقة وأنها خالية من كل معاني الإسفاف أو الإبتذال، كما صرح بوجود اتجاه لإعادة عرضها لايف مرة أخرى وشجع الجمهور الحاضر على مشاهدتها على منصة شاهد.