الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

إقليم مضطرب.. حرائق الجزائر تلتهم العلاقات الدبلوماسية مع المغرب

حرائق الغابات
حرائق الغابات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 فى ظل تحديات صاخبة يعيشها إقليم المغرب العربي الذى بات يستأثر بأكبر قدر من الاهتمام على أثر تداعيات وتحديات المشهد السياسي الليبى الذى يترقب انتخابات فى ديسمبر المقبل يعول عليها الجميع في إنهاء حالة الضبابية التى تخيم على مستقبل الدولة والخوف من تفكاكها فى بعض الأحيان، خطفت تونس الأضواء بعد تصاعد الخلاف السياسي والخروج الشعبى ضد حركة النهضة لسوء إدارتها للبرلمان، ووضع البلاد عند مفترق أزمة دستورية مازالت مستمرة مع تجميد الرئيس قيس سعيد، لعمل البرلمان، وتمديد حالة الطوارىء مع فرض حظر تجوال جزئي خلال الفترة المسائية.. قبل أن تطل أزمة الحرائق فى الجزائر التى سرعان ما انقضت على العلاقات مع الجار المغربي، والتى تشهد حالة فتور مستمرة بين البلدين، منذ حقبة ما بعد الاستقلال فى ستينيات القرن الماضي. 

كانت بداية الأحداث فى يوليو الماضى، عندما أعلنت الجزائر اندلاع عدد من الحرائق في غابة عين ميمون بولاية خنشلة، شمال شرقي الجزائر؛ جاء ذلك بالتزامن مع الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، واتلفت تلك الموجة من الحرائق حتى 15 يوليو ، مساحة 8900 هكتار على المستوى الوطني، حسب تصريح وزير الفلاحة عبد الحميد حمداني.. قبل أن تندلع الموجة الثانية من الحرائق خلال شهر أغسطس الجاري، والتى أمتدت لنحو 20 ولاية، وخلفت عشرات القتلى ومئات المصابين، وسط اتهامات متفاوته بوقوف عدد من الجهات الإجرامية خلف تلك الحرائق، وفق التعليقات الرسميية للدولة الجزائرية، والتى تم بث بعضها على لسان مسؤولي وزارة الداخلية الجزائرية فى البداية.

وجاء التحدى الأول فى تلك الأزمة مواقع الحرائق والتى تم فيها القضاء على المسطحات الخضراء بما فيه من نباتات وأشجار وحتى حيوانات ومنازل، فضلا عن الوفيات والإصابات، ووقوع معظم أماكن الحرائق في تضاريس يصعب الدخول إليها، أو انقاذها بالسرعة المطلوبة.. بينما جسد البعد الزمني، التحدى الثانى بحسب الرواية الرسمية، حيث اشتعلت أغلب المناطق (النباتات، والسهول وأعالي الجبال) في وقت واحد، وهو ما عزز بحسب تصريحات رئيس الحكومة الجزائرية أيمن بن عبدالرحمن، الفعل الإجرامي، والتى أكد أنها تستند على اعترافات عددًا من المذنبين. 

وذلك قبل أن يعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن بلاده قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، اعتبارا من يوم الثلاثاء الموافق 24 أغسطس 2021، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية؛ وقال لعمامرة، إن الجزائر قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما وصفها بـ"أفعال عدائية متواصلة" من المغرب ضد الجزائر.

وكان المجلس الأعلى للأمن الجزائري قد قرر قبل أيام إعادة النظر في العلاقات بين الجزائر والمغرب، وذلك خلال اجتماع استثنائي بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، والذى أعلن لعامرة نتائجه فى بيان إعلان قطع العلاقات مع الغرب، جاء فيه: "لقد ثبت تاريخيا وبكل موضوعية، أن المملكة المغربية لم تتوقف يوما عن القيام بأعمال غير ودية وأعمال عدائية ودنيئة ضد بلدنا وذلك منذ استقلال الجزائر"، وعدد البيان محطات الخلاف بين البلدين والتى تمتد لتاريخ طويل، وفق تصورهم لصياغة الأحداث.

فى تلك الأثناء، نسف التصعيد الجزائري المبادرة التى أطلقها العاهل المغربى محمد السادس حيث دعا إلى العمل دون شروط على حل الخلافات التاريخية وإعادة فتح الحدود بين البلدين؛ حيث قال العاهل المغربي، في خطاب بمناسبة عيد العرش والذكرى الثانية والعشرين لتوليه قيادة البلاد، قبل أيام قليلة، وبالتحديد مطلع شهر أغسطس الجاري: "أدعو فخامة الرئيس الجزائري، للعمل سويًا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك.. ذلك لأن الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول"؛ كما أعرب حينها الملك عن أسفه "للتوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين".

من جهته قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن إقدام النظام الجزائري على قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب كان متوقعا بكيفية تكاد تكون مؤكدة؛ متابعًا: سبق للنظام الجزائري أن اتهم المغرب بدعم الحركتين المطالبتين باستقلال منطقة القبايل "الماك" و"رشاد"، وادعى بشكل رسمي وقوف المملكة وراء الحرائق المهولة التي شهدتها الجزائر وخلفت عشرات القتلى.

أوضح الحسينى أنه مقابل ذلك عرض المغرب على الجزائر المساعدة لإطفاء الحرائق عبر تسخير طائرتين مخصصتين لهذا الغرض، غير أن النظام الجزائري تجاهل المساعدة المغربية وفضل استئجار طائرات من دول أوروبية. 

فيما علق يوسف غربي، رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب المغربي، إن "النظام الجزائري يحاول تصدير أزماته الداخلية بقطع العلاقات مع المغرب".

ووصف "غربي" فى تصريحات صحفية له، قرار الجزائر قطع العلاقات مع المغرب بـ"الموقف العدمي"، مشيرا إلى أن "هدف النظام الجزائري من هذا القرار تصدير أزمته الداخلية، وهي أزمة مرتبطة بالديمقراطية والتنمية أساسا".

وأضاف: "في اللحظة التي ركز فيها خطاب الملك محمد السادس على ضرورة تشكيل اتحاد مغاربي كقوة لا بد منها لتجاوز الصعوبات الذاتية في شمال إفريقيا، اختارت الجزائر مقابلة ذلك بموقف غريب جدا"، معتبرا أن "مبررات القرار الجزائري تظل ضعيفة للغاية".