تقول الدكتورة غادة شوشة استشارى المناعة والحساسية أن حمى البحر المتوسط سببها خلل فى الجينات
حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية هى مرض وراثي منتشر بين المصريين وفي بلاد الشام وتركيا واليونان وباقي الدول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، فنسبة حدوثها بين هذه الشعوب هي ١-٣ بالألف، بينما تندر مشاهدتها في الأجزاء الأخرى من العالم، ويورث المرض بصورة متنحية، أي أنه لكي يصبح الشخص مصابًا لا بد من وجود نسختين من المورثة الحاملة للمرض، إحداهما من الأب والأخرى من الأم، أما إن وجدت مورثة واحدة فقط حاملة للمرض لدى الشخص فإنه يصبح حاملًا للمرض لكنه غير مصاب به، وهذا يعني أنه لا بد أن يكون كلا الأبوين مصابين أو يحملان المرض حتى يكون ابنهما مصابًا به. وتحدثنا أكثر عن تفاصيل المرض الدكتورة غادة شوشة استشاري المناعة والحساسية والأمراض الروماتيزمية في الأطفال - مدرس طب الأطفال وحديثي الولادة بكلية الطب جامعة عين شمس:
حمى البحر المتوسط سببها مشكلة في الجينات تجعل خلايا مناعية محددة تنشط تلقائيًا وبشكل متكرر، فتحدث أعراض مثل التهاب في اللوز أو ميكروب داخل الجسم، ووقت التعب لا يوجد صديد في الأذن ولا لوز متضخمة ولا التهاب في مجرى البول ولا أي ظاهرة تفسر الأعراض.
ومع تكرار النوبات، كل أسبوعين أو أكثر ومع عدم وجود تفسير ووجود ارتفاع في نتائج تحاليل صورة الدم ومعامل التفاعل البكتيري وسرعة الترسيب، يتوجه المريض لمستشفيات الأورام مثلًا.
ماهى أعراضه؟
الأعراض تستمر من ٣ إلى ٥ أيام، تزيد أو تقل، لايتم وقفها بمضادات حيوية ولا خوافض حرارة، تتوقف فقط إذا أخذ الطفل بدون قصد كورتيزون.
إذا توافر عرضين من بين الأعراض التالية لا بد العرض على طبيب أمراض مناعية متخصص:
١- حرارة عالية، ٣٩ أو ٤٠، تعلو فجأة وتنكسر في الآخر على اليوم الثالث أو الرابع.
٢- ألم شديد في البطن، شبه ألم الزائدة، يصاحبه في بعض الأوقات قيء، أو فقد الشهية، وفي آخر الدور يمكن حدوث إسهال.
٣- ألم شديد في الصدر وصعوبة في التنفس.
٤- ألم واحتمال تورم في المفاصل.
٥- إحمرار في الجلد.
٦- قرح في الفم.
بمجرد الانتهاء من النوبة الواحدة، الطفل يعود سليم تمامًا وتحاليله سليمة.
ما العلاج المناسب؟
ليس من المناسب تأخير العلاج، من الممكن مع الوقت يحدث مشكلات في الكلى قد تصل إلى درجة الغسيل الكلوي.
وذلك لأن فترة العلاج نفسها من وقت تشخيص المرض تستمر لمدى الحياة من خلال كورس علاجي متكامل لا يجب التهاون في تعاطيه، الجرعات بتزيد حسب استقرار النوبات وحسب الوزن.
تحاليل دورية نطمن منها على الطفل وكليته.
وهناك علاج بيولوجي حديث يعتبر ثورة طبية يعمل على الخلية المناعية المسببة للمرض ويعالجها دون آثار جانبية تذكر، لكنه غالي الثمن جدًا ولا يحمي الكلى من مضاعفات المرض، وفي بعض الحالات يكون الجسم ضده أجسام مناعية تفقده مفعوله، وغير مناسب للتعاطي مدى الحياة.
العلاج البيولوجي لحالات معينة، دكتور الأمراض المناعية يحددها حسب المناسب لكل حالة من خلال تشخيصه.