جدل واسع شهدته الأوساط الإعلامية مؤخرا حول إلقاء القبض على سيدة تدير شقة بدون ترخيص فى منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، لإيواء الأطفال التى تم إنجابها سفاحا من علاقات غير شرعية، وذلك دون تقديم رعاية حقيقة للأطفال أو استخراج أوراق ثبوتية تمكنهم من الإلتحاق بالدراسة فيما بعد أو ضمان رعاية الأطفال وعدم استغلالهم، وهو ما يفتح المجال للتساؤل إذا ما كان ذلك بغرض إيواء الأطفال المستضعفين أم أنه شكل من أشكال الاتجار بالبشر. حول تلك القضية التقت «البوابة» عدد من الخبراء وأساتذة علم النفس والاجتماع.
تجارة محرمة
قالت الدكتورة رحاب العوضى، أستاذ علم النفس السلوكى، إنه لا بد من معرفة أعداد الأطفال الذين تتم استضافتهم، وماذا تفعل معهم هذه السيدة؛ لأنه إذا ثبت اتجارها فى الأطفال فسوف تكون جريمة يعاقب عليها القانون، ولا يوجد شخص سوى نفسيا يستطيع التجارة فى أطفال حديثى الولادة لا حول لهم ولا قوة، أما إذا ثبت أنها تفعل هذا لمجرد إيوائهم فقط هنا لا بد من فتحها لهذه المنشأة بشكل قانونى حتى تتمكن من أداء هذا الفعل بصورة قانونية ولكن مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا الأمر قد يساهم فى تعدد حالات أطفال السفاح لذا يجب تقنين هذا الموضوع ووضع شروط وحدود واضحة له لتنظيمه.
جرائم غريبة
وقالت الدكتورة ندى الجميعى خبيرة العلاقات الأسرية، إننا أصبحنا فى زمن عجيب نسمع فيه عن جرائم غريبة ومبتكرة من نوعها غلبت الشياطين بل يقف الشيطان احتراما لعقلياتهم الدنيئة ويتعلم منهم أسوأ الخطط الاستراتيجية لرسم جريمة متكاملة الأركان، وفى الآونة الأخيرة انتشر العثور على أطفال حديثى الولادة داخل صناديق القمامة وتحت الكبارى وأمام البيوت الأمر الذى دعا بعض شياطين الإنس إلى التفكير بشكل جهنمى فى استغلال هذه الأطفال والاتجار بهم، سواء بتربيتهم دون أى تصاريح أو جمع التبرعات واستغلالهم أو تأجيرهم للمتوسلين حتى يستعطفوا الناس ويجمعوا أموال طائلة.
واستكملت الجميعى أن هذا يرجع إلى ظروف اقتصادية واجتماعية، ووجود بعض العلاقات المحرمة أو الزواج العرفى أو الشفهى التى ينتج عنه الحمل، لتظهر الخلافات بين الطرفين ومنها عدم اعتراف الجانى بما فعله مع الفتاة من ناحية، وعدم قدرة السيدة التى حملت على الكشف عن أمرها خشية الفضيحة وخوفا من أهلها، ما يدفعها إلى استكمال حملها ووضع الطفل وتركه فى أى مكان.
وتدعو الدكتورة ندى إلى عمل محاضرات توعوية للفتيات والاهتمام بالدراما وسرد قصص توجيهية للفتيات والاهتمام بالوازع الدينى الذى يوجه الشاب للحفاظ على البنات وعدم التلاعب بهم والسوشيال ميديا التى أصبحت وسيلة لتعارف الشباب على الفتيات مع رسم أحلام وردية لزواج سعيد وهنا تقع الفتاة فى الشبكة تتعود على الحديث معه ثم يطلب منها أن يراها ويعرض الحب الأسطورى ويؤكد أنه سينتهى بالزواج وأنه وقع أسيرا فى هواها وهنا تقع الفتاة ضحية لشاب لا يعرف عن الأصول والأخلاق شيئا، فالسوشيال ميديا أصبحت سلاحا يضرب كل البيوت وتناشد أهالى الفتيات والشباب على ضرورة الرقابة والمصارحة بين الأم والأب وبين أولادهم وعدم ترويعهم وإبداء النصح دون إيذاء نفسى لهم.
وتنصح الجميعى الفتيات بأن من يريد الزواج بهن أن يأتى من الباب وليس الشباك وعليك أن تقولى له قولا واحدا وهو التقدم لأهلك فإن رفض فهو إنسان غير أمين.
وأكدت الجميعى على الأهالى تسهيل أمور الزواج والمهور لعدم تعجيز الشباب مع تسهيل أخذ قروض حسنة للشباب المقبلين على الزواج من قبل الدولة بأقساط شهرية ولمدة طويلة لمنع وجود العلاقات المحرمة وتقليل نسب العنوسة بين الشباب مع وضع نص قانونى يدين الرجل الذى يتلاعب بفتاة ويقيم معها علاقة محرمة ويتهرب من إثبات نسب الطفل بأشد عقوبة.
