نشر المؤرخ بسام الشماع فيديو حديث من قصر توفيق باشا أندراوس بمحافظة الأقصر، مؤكدًا أن هذا الفيديو قد تم تصويره اليوم الثلاثاء، وذلك قبل إتمام عمليات الإزالة التي تنفذها محافظة الأقصر للقصر.
وطالب الشماع خلال حديثه بدعم المبادرة التي أطلقها للحفاظ على القصر، والتي جاءت بعنوان "أوقفوا هدم قصر توفيق باشا أندراوس" وهي الحملة التي تهدف إلى إعادة التفكير في قرار الهدم، والذي له جذور تاريخية، ومتعلق بأحد أهم الشخصيات التي كان لها أثر في التاريخ المصري.
وعلى الرغم من صدور قرار الإزالة وبدء عمليات التنفيذ منذ الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، إلا ان "الشماع" أكد أن الأمل مازال موجودًا في أن يتم ترميم القصر والاستفادة منه وعمله كمتحف للسائحين.
وأكد أن مبنى قصر توفيق باشا اندراوس هو مبني نادر فريد من نوعه ويجب الحفاظ عليه وترميمه وتحويله إلى متحف يحي ملحمة توفيق باشا أندراوس وسعد باشا زغلول الوطنية في تلك الفترة.
يذكر أن قصر توفيق باشا أندراوس والذي بدأت سلطات محافظة الأقصر، والموجود داخل حرم معبد الأقصر، والمطل على كورنيش النيل بمدينة الأقصر التاريخية، والذى بناه "يسى باشا أندراوس" والد توفيق باشا الزعيم الوفدي والشخصية الوطنية المعروفة والمشهود له بالأعمال الوطنية الجريئة.
ويعود بناء القصر لعام 1879 عند نزوح عائلة أندوراس باشا من مدينة "قوص وهو يطل على نهر النيل ويتكون من طابقين، يوجد بكل طابق العديد من الغرف المبنية على" الطراز الإيطالي" الفريد ويحتوى القصر على عددًا كبيرًا من الكنوز والقطع الأثرية النادرة من أهمها سيارة مطلية بالذهب وهي تعود لـ" جميل بك" ابن توفيق باشا وحفيد يسي باشا.
كما شهد القصر العديد من الأحداث التاريخية والمأساوية أيضا فكان القصر - وفقا للدراسات العلمية-- شاهدًا على تفاصيل حكاية (توفيق باشا) مع الزعيم سعد زغلول ففي عام 1921 بعد أن تحدى توفيق باشا مدير الأمن العام ومنع الباخرة التي يستقلها مدير الأمن من أن ترسو على أي شاطئ من شواطئ المدن بحجة المحافظة علي الأمن العام وقع اختيار توفيق باشا نائبًا عن دائرة الأقصر فى انتخابات مجلس الأمة وفاز بأغلبية ساحقة ثم أعيد انتخابه مرات عديدة وفاز بها لمحبة أهل الأقصر له وتقديرهم لشهامته وشجاعته، وشهد وفاة توفيق باشا عام 1935 وكان حينئذ جنديًا مدافعا عن حقوق مصر وأبناء الأقصر فبكاه الأقصريون وفي ذكرى الأربعين حضر الزعيم مصطفى النحاس رئيس الحكومة المصرية آنذاك حفل التأبين بالقصر وألقى خطبة عصماء في تأبينه وفي العقود الأخيرة نشبت خلافات ونزاعات بين ابنتى توفيق والحكومة من أجل انتزاع القصر وإعادته إليهما وقد حكمت المحكمة فيما بعد بإعادته إليهما لكن العجيب أنه فى 7 يناير عام 2013.
كما شهد القصر أبشع جريمة قتل مرت بها فقد عُثر على جثتي "لودي وصوف" ابنتي توفيق باشا وهما ملقاتان بجوار سلم بالقصر بعد أن تم قتلهما بآلة حادة على رأسهما وكانتا حينها في العقد الثامن من عمرهما وهي القضية التي تم تأييديها ضد مجهول ولم يتم العثور على الجناة حتى الوقت الحالى
وظل قصر "توفيق باشا أندراوس" الواقع فوق معبد الأقصر فى الواجهة المطلة على النيل مباشرة مكان يحيطه الغموض لسنوات طويلة خاصة بعد قيام ثورة 1952م ورحيل معظم أفراد عائلة يسى أندراوس شقيق توفيق باشا اندراوس عن المنزل المجاور لمنزل توفيق أندراوس فى حين ظللن بنات توفيق فى القصر رافضات الرحيل عنه حتى تم اغتيالهما ويبلغ سعر القصر الذى طلبه الورثة لبيعه للمتقدمين للشراء حوالى 75 مليون جنيه