اعترف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، بخطأ التواصل مع حركة طالبان خلال إجلاء الرعايا الأجانب والموظفين الأفغان الذين عملوا مع الجيش الألمانى والسفارة خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أنه كان الخيار الصعب، وإلا ترك الموظفين الأفغان يواجهون المجهول، مؤكدا فى الوقت نفسه صعوبة إجلاء كل الأفغان قبل نهاية أغسطس، وإنما ستكون الفرصة سانحة لإعادة الألمان قبل هذا الموعد، حيث جرى نقل 351 من الألمان خلال الفترة الماضية، وجار الاستعداد لنقل 100 شخص، حيث هناك تواصل معهم وسيتم نقلهم لمطار كابول بأمان ثم نقلهم على الطائرات العسكرية للجيش الألمانى.
نوه ماس خلال مؤتمره الصحفي بالخارجية الألمانية بحضور عدد قليل من الصحفيين – وشاركت فيه "البوابة نيوز"- إلى أنه يجري التنسيق مع الولايات المتحدة وإنجلترا بخصوص كيفية تقديم يد العون للمواطنين الأفغان الراغبين فى ترك البلاد، حيث لن تتوقف عملية إجلاء الجنود الأجانب والموظفين فقط، وترك الناس يتواجدون فى مطار كابول، بل يجري التنسيق حول كيفية نقل هؤلاء إلى مكان آمن، ربما دول مجاورة، على أن يتم الخطوة التالية إعادة التوطين فى دولة أجنبية، ولكن سلامة الناس هناك له الأولوية، ويجري التشاور بخصوص الحفاظ على سلامة الأفغان من بطش حركة طالبان.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يواصل فيه الجيش الألمانى عملية إجلاء الدبلوماسيين والموظفين من كابول، وسط ظروف صعبة ومعاناة نفسية، وأكد الجيش الألمانى أن جنوده يواجهون ضغوطا نفسية صعبة بسبب سوء الوضع الإنساني فى المطار، ومحاولة آلاف الأفغان الفرار ودخول منطقة المطار لضمان نقلهم من البلاد إلى بلد آخر، وبالرغم من عملية تبادل مواعيد تواجد الجنود، إلا أن الظروف التي يعملون بها صعبة للغاية، ويتم محاولة تخفيف هذه الضغوط، على أن يتم وضعها فى الحسبان عند إعادتهم إلى ألمانيا مجددا كي يتمكنون من مواصلة حياتهم بحرية دون التأثر بهذه المشاهد المروعة والخبرات الجديدة التي يواجهونها.
وعلى الرغم من دعوات استقالة الحكومة الألمانية على خلفية الوضع فى أفغانستان، وعدم القدرة على توقع الأحداث كما ينبغى، إلا أنها سيكون لها نتائج على تشكيلة الحكومة الجديدة المنتظر اختيارها عقب الانتخابات البرلمانية المقررة فى 26 سبتمبر المقبل، وستكون أول الضحايا وزيرة الدفاع انجريت كرامب كارنباور – الاتحاد المسيحي الديمقراطي -، التى تعرضت لانتقادات شديدة على خلفية عدم قدرة الجيش الألمانى على تنفيذ خروج الجنود من هناك قبل استيلاء طالبان على الحكم، واعترفت بأنها لن تقبل أى منصب مستقبلا إلا بعد أن تقوم بتقييم المسئولية وحجمها، ومدى قدرة القرارات التى اتخذتها خلال الفترة الماضية، خاصة وأنها تتحمل بطء اتخاذ قرار عودة الجنود.
كذلك ربما يغيب عن المشهد هايكو ماس وزير الخارجية – حزب الاشتراكي الاجتماعي -، الذى كان يطمع فى الحصول على فترة جديدة فى هذا المنصب، إلا أن بطء عملية إجلاء الموظفين والدبلوماسيين الأفغان صب هجوم النقد عليه، معترفا بأن مهمته الحالية إجلاء الدبلوماسيين والموظفين والأفغان، ثم بعد ذلك سيقوم بتقييم المرحلة الراهنة والاعتراف بالخطأ إن وجد.