تمثل النقلة التي شهدها الملف الإعلامي إحدى إنجازات ثورة 30 يونيو بعد أن عادت مصر لمكانتها على مسرح الإنتاج الدرامي وشهد البث الإذاعي والتلفزيوني قفزة نوعية في الكم والكيف
وقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر مداخلة هاتفية أجراها مع الإعلامية عزة مصطفى عبر قناة "صدي البلد" الاهتمام برفع الوعي العام وتوجيه كلماته إلى المفكرين والمثقفين والمخرجين والاعلاميين والصحفيين المنتجين والمخرجين.
وقال الرئيس السيسي إن الدولة مستعدة لتقديم دعم للأعمال الفنية لخلق الوعي المصري موضحا أن الحديث عن التاريخ ودمجه بفكرة معينة هو شيء مهم ويقوم بدعمها في عملهم فالمهنة تهدف إلى الربح وهذا أمر طبيعي فهناك قضية الفهم أي فهم التحدي وتحدى إسقاط الدول وليس الأنظمة
ويعتبر الإعلام من أهم أدوات القوة الناعمة التي تستخدم لكسب العقول وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي رأس حربة حروب الجيل الرابع لما لها من تأثير هائل ومتزايد وتضطر وسائل الإعلام التقليدية إلى إطلاق حملات توعية للمواطن بمدي خطورة استقاء المعلومات من مواقع التواصل والاجتماعي لما تحمله من أخبار كاذبة وفيديوهات أحيانا مضللة
مناقشات أكاديمية
ويقول الدكتور عصام عبد السلام، أستاذ الإعلام، إن وسائل الإعلام التي تشغل الكثير من وقت الفرد في المجتمع تعتبر إحدى أهم الأدوات التي تخلق الوعي الاجتماعي وتبني الواقع محذرا من بعض هذه الوسائل التي اضحت تلفيقا للواقع وفق آليات وأطر محددة لتحقيق أهداف مدروسة مسبقا.
وأكد عبد السلام أن أزمة الوعي أصبحت الآن ضرورة ملحة للنقاش بين خبراء الإعلام والأكاديميين مع الأخذ في الاعتبار أن وسائل الإعلام المصرية يجب أن تدافع باستمرار عن دورها في الأزمات الحالية من خلال توعية الجمهور المصري بها وكافة أبعادها لتجنب الوقوع في أزمة المعلومات المضللة مما يؤدي إلى انتشار صور كاذبة ومضللة تعود إلى تظليل الرأي العام.
وأشار أستاذ الإعلام، أن أزمة الوعي تنبع من عدم إنتاج محتوى إعلامي يفند المعلومات الكاذبة والأخبار الكاذبة حول قضايا تتعلق برجل الشارع وهذا ما يدعمه الرئيس السيسي منذ ثورة 30 يونيو.
وسائل الاعلام والترويج للوعي
وقالت الدكتورة سعاد عبدالرحيم، مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن الترويج للوعي هو أهم خطوة لوسائل الإعلام التي حاولت في الفترة الماضية أن تتخذها ولكن ليس إلى حد كبير مشيرة إلى أن وسائل الإعلام المصرية حاولت خلق الوعي الصحيح بصورة المرأة
مؤكدة أننا بحاجة إلى الثقافة التي تعطي نظام واسع من الوعي من مرحلة الطفولة ولزيادة كفاءة ما هو متاح من الأجيال الحالية ويساعد على سد الفجوة العميقة ما بين الاجيال وشددت على أن لدينا جميعا مسؤولية أخلاقية ووطنية التي يجب أن تصاغ بطريقة غير تقليدية
وأشارت إلي أن الدول تحميها شعب متنور ومستنير يتمتع بمستويات عالية من الوعي شعب يبني ولا يدمر موضحة أن الإعلام شريك أساسي في التوعية والدفاع عن الدولة القومية وهويتها وثوابتها ونجاح رسالتها يعتمد على حماية الدولة والحريات العامة
