تستعد أسرة مسرحية "ياما في الجراب يا حاوي" للعودة إلى القاهرة بعد نجاح عرضها في مدينة الإسكندرية، ليكون أول عمل مسرحي كبير يتم افتتاحه بعروس البحر المتوسط منذ فترة طويلة.
والعمل مأخوذ عن رائعة بيرم التونسي، والموسيقار أحمد صدقي "ليلة من ألف ليلة"، من إنتاج "كايرو شو"، وإخراج مجدي الهواري، بمعالجة جديدة، وبأحدث التقنيات.
يشارك في بطولتها عدد كبير من النجوم، يجتمعون في عمل واحد للمرة الأولى؛ وهم: يحيي الفخراني، إياد نصار، ونجما الغناء محمد الشرنوبي، وكارمن سليمان، والنجم شريف الدسوقي، ونجوم المسرح؛ سماء إبراهيم، لبنى ونس، ناصر سيف، علاء قوقة، رضا إدريس، وإسماعيل فرغلي.
تدور أحداث المسرحية حول الشحات (يحيى الفخراني) الذي يتسول من خلال الغناء في الشوارع، حيث يتولى الخليفة الحكم في سن صغيرة بعد مقتل أبيه، ويقع الخليفة في حب ابنة الشحات، يتنكر الخليفة في شخصية ابن الجنايني وتقع الفتاة في حبه دون أن تعرف حقيقة منصبه الكبير.
وقال المخرج مجدي الهواري، إنه وجد صعوبة في قبول الفنان يحيي الفخراني، العمل في الملك لير، أكثر من مسرحية "ياما في الجراب ياحاوي"، وقال: في "الملك لير" لم يكن يعرف كايرو شو، ولكن هنا أصبح هناك ثقة بيني وبينه.
وأضاف الهواري: عندما تحدثت معه عن "ياما في الجراب يا حاوي" كان بعد تقديمه مسلسل "نجيب زاهي زركش"، الذي تم عرضه في رمضان الماضي، وكان مجهدًا، والمسلسل بياخد من طاقة الممثل كتير، خاصة لو كان حد قدير مثل يحيى الفخراني، مهتم بكل مشهد بيقدمه.
وتابع الهواري: قال لي في البداية مش هقدر، فتركته فترة من الوقت، ودت إليه مرة أخرى، اقتنع بالفكرة، ولعبت على جزئية الممثل لما بيحب دور، ويريد تقديمه، وبالفعل قمنا بتسجيل الموسيقى في أوركسترابودابست، وكنت مهتم إننا نرجع الأوبريت الغنائي بشكل مختلف وإنتاج قيمته عالية".
وأشار إلى إنه منذ أن افتتح مسرح كايرو شو، كان يضع في خطتها افتتاح فرع له في مدينة الإسكندرية، وقال: هذا العمل مختلف في حضور كل هؤلاء النجوم، في عرض واحد، وتسجيل الموسيقي في بودابست، والإضاءة والمناظر، كلها تكنولوجيا جديدة تستخدم في المسرح، ربما قدمنا مثلها في مسرحية علاء الدين، ولكن بشكل مختلف.
وأوضح الهواري، أنه يحترم أي مسرح ناجح، له جمهور، حتى لو كان نوعية العروض التي يقدمها لا تعجبه هو شخصيا، وقال: أنا أحب تقديم نوعية محددة من العروض التي تحترم الجمهور، فلا أحب الاستسهال في الفن، فنقدم عروضا جادة حتى لو كوميدي.
قال الفنان إياد نصار، إن العودة للمسرح كان يحتاج إلى تجهيزات مختلفة؛ بدنية ونفسية، وكان يجب اختيار دور يتناسب مع شخصيته.
وأضاف "نصار"، لـ"البوابة نيوز": عندما عرض عليّ العمل شعرت أني أحب أن أكون متواجدا في هذا النوع من الأعمال، وأن هذا هو المشروع هو المناسب للعودة للمسرح، "صبرت ونلت" مثل ما يقال في الأمثال، حيث إنه كان يعرض عليّ الكثير من الأعمال المسرحية، خلال الفترة الماضية، لكنها لم تكن مناسبة لي، حتى جاء "ياما في الجراب يا حاوي".
وتابع: بدأت البحث مع المخرج مجدي الهواري عن شكل شخصية "المعتصر"، حتى وصلنا إلى هذا الشكل، الذي ظهر فيه خلال العمل، حيث أجسد شخصية وزير ظالم وحاقد ومغرور ويعامل الشعب بقسوة، ويحقد على الخليفة الجديد ويرى أنه أحق منه بالمنصب ولهذا يفكر فيقتله.
وأشار "نصار"، إلى أن الجمهور متشوق لمشاهدة المسرح، وقال: تقديم عرض مثل "ياما في الجراب يا حاوي" يعد مغامرة، وهو الأمر الممتع،فنحن من نخوف أنفسنا من أن الجمهور ابتعد عن المسرح، وأنه لا يستطيع الجلوس لمدة ساعة ونصف الساعة لمشاهدة عرض واحد، لكن هذا الكلام غير حقيقي، وتجربة ياما في الجراب يا حاوي أثبتت أن الجمهور يحب المسرح، ويحب خروجة المسرح التي لم تعد موجودة. وبسؤاله عن الغناء داخل العرض؛ قال: أنا قمت بالغناء والرقص والتمثيل في العرض، لكن ليس غناء مثل محمد الشرنوبي، بل قمت بالأداء بشكل يناسب مساحة صوتي، ردود الأفعال عن الأغنية جاءت رائعة جدا، لأنها بمثابة الإفيه، وهو ما جعلها قريبة للجمهور.
وأوضح إياد نصار، أنه أحب هذا النوع من الأعمال المسرحية، وقال من الممكن أن أعيد تجربة المسرح مرة أخرى ليس في هذا الوقت، ولكن من الممكن تقديم عرض استعراضي غنائي بعد فترة من الوقت.
وبسؤاله عن تحضير مشروع مسرحي جديد من بطولته؛ قال: المسرح عمل جماعي، والعروض المونودراما لم تعش كثيرا، فأنا أرى أن المسرح عمل جماعي، وليس عرضا لشخص واحد يكون فيه البطل، فمن الممكن أن أعيد التجربة مرة أخرى مع المخرج مجدي الهواري لأني ارتحت في العمل معه، ورأيت مدى اجتهاده في خروج العمل في أفضل صورة.
أعرب الفنان يحيي الفخراني، عن سعادته بتحقيق العرض نجاح كبير، في مدينة الإسكندرية، وقال: الجمهور السكندري متذوق للفن، ونجاح العرض هنا يعني أنه جيد، لأن الجمهور هنا لا يعرف المجاملة.
وأكد "الفخراني"، أن الأعمال الجيدة أصبحت قليلة، وأنه يسعى دائما لتقديم أعمال مكتوبة بشكل جيد، وأنه قدم هذا العمل مرتين من قبل، لكن العمل مع القطاع الخاص مختلف، من حيث الإمكانيات والاهتمام بالتفاصيل.
وأوضح الفخراني أنه عندما كان يريد تغيير أحذية الراقصين في المسرحية أثناء عرضها على خشبة المسرح القومي كان يضطر إلى الاتصال بوزير الثقافة لكي يقوموا بصرف الأموال اللازمة.
وقال: الفن لا يوجد به بيروقراطية لأنها تقضي على الإبداع، وسبق أن طالبت أن تكون ميزانية كل مسرح منفصلة من مسارح الدولة، لكي يتم الاهتمام بالمنتج الذي يقدم، فلا يمكن ان يتم التعامل مع العروض المسرحية بهذا الشكل، وهذا من الأسباب التي دفعتني للعمل مع القطاع الخاص، الذين يوفرون كافة الإمكانيات للعرض.
وأشار إلى أنه لم يكن يريد العمل بالمسرح بسبب كبر سنه، وقال: عندما تحدث معي المخرج مجدي الهواري، عن تقديم العمل، قلت له إن صحتي لم تعد تتحمل العمل على خشبة المسرح، لكنه اقنعني بأنني سوف اتوقف عن العرض وقتما أريد، وأن أقدم على قدر المستطاع، وبالفعل بدأت العمل على العرض من جديد.
ويجسد الفنان يحيي الفخراني، خلال العمل، شخصية تدعى شحاتة، وهو محتال خفيف الظل لديه طموح وتطلع بغض النظر عن الوسيلة، سواء كان الوسيلة الشحاتة أو السرقة أو القتل، على الرغم من كل هذا هو شخص عاطفي جدا وإذا تعلق الأمر بابنته الوحيدة.
قالت الفنانة كارمن سليمان، إنها اعتذرت عن العمل أول مرة، بسبب انشغالها بعدد من الأعمال الفنية، وأضافت: عندما عرض عليّ العمل للمرة الثانية، وافقت على الفور، للوقوف أمام الفنان الكبير يحيى الفخراني، وأن تكون أولي تجاربي على المسرح معه، حيث تعلمت منه الكثير.
وتابعت: نصحني كثيرا أثناء وقوفي معه، وأوضح لي أن المسرح مختلف عن الأنواع الأخرى من الفن، ويجب أن يكون صوتي واضحا ومسموعا لكل الجمهور، حتى الغناء قمت بتقديمه بشكل مختلف. وأضافت: كانت تجربة جديدة عليّ تماما، لكني استفدت منها كثيرا، فأنا لم أشاهد النسخ المسرحية التي تم تقديمها من قبل، ولكني سمعت العمل الذي أذيع في الراديو، وحاولت الاجتهاد كثيرا لكي أخرج في أفضل صورة.
وأشارت إلى أنها لم تجد صعوبة في الوقوف على خشبة المسرح، وقالت: لم أجد صعوبة في تجسيد الشخصية، بسبب مساعدة الجميع لي، وعلى رأسهم المخرج مجدي الهواري، والفنانة لبني ونس، التي كانت تقوم معي بعدد من البروفات، بعيدا عن المسرح لكي أكون جاهزة.
وتابعت: ربما يقول البعض إني وقفت على المسرح كثيرا كمطربة، لكني أؤكد أن الوقوف كممثلة أمر مختلف تماما، فلكل منهم إحساسه، والوقوف كمطربة أمر سهل جدا، لأني أقوم به منذ الصغر، أما كممثلة فهو مرعب جدا.
وقالت كارمن: أجسد خلال العمل شخصية تدعي «نجف»، ابنة «شحاته» الذي يجسد شخصيته الفنان الكبير يحيى الفخراني، وهى فتاة بسيطة رومانسية حالمة، ليست فخورة بعمل والدها، فهي تعمل لتكسب قوتها من عمل يديها.
أعرب الفنان محمد الشرنوبي عن سعادته بالعمل مع الفنان يحيى الفخراني، خلال مسرحية "ياما في الجراب يا حاوي"، وقال: العمل مع الفنان يحيي الفخراني ممتع، وهو أمر كبير جدا بالنسبة لي، فيوجد أشخاص يعملون لسنين طويلة لكي يقفوا وقفتي هذه.
وأضاف الشرنوبي: كان من حسن حظي القيام بذلك في سن صغيرة، أي بني آدم عاقل يعرض عليه العمل مع الفنان يحيي الفخراني سيوافق على الفور، وأي ممثل يتمني المشاركة في العمل، فلم أكن أصدق أني أقف أمام الفخراني وأتناقش معه.
وتابع: العمل يقدم مجموعة من أغاني التراث، وأنا أفخر دائما بتراث بلدي، وتربيت على الأغاني الأصيلة التي بها موسيقى شرقية، وما أقوم به في المسرحية هو أكثر شيء سعيت إليه في حياتي، وهو تقديم أغان تراثية بشكل جديد يتناسب مع عام ٢٠٢١.
وأشار الشرنوبي، إلى أنه يجسد خلال العمل شخصية خليفة المسلمين الذي يأتي بعد عمه، وهو الشاب العادل المحب لشعبه، المتواضع، ويحب نجف ابنة شحات ويخفي عنها شخصيته حتى يتأكد من صدق حبها.
وأوضح أن هذه النسخة من المسرحية مختلفة عما تم تقديمه من قبل، لذلك لم نخش من المقارنة مع النسخ السابقة، وقال: هذا يعد عملا جديدا تماما من كل العناصر، لم يقدم من قبل، فالإعداد الدرامي والموسيقي جديد، والتقنيات التي يتم استخدامها وكل شيء.
وبسؤاله عن تعطيل المسرح له عن مشاريعه الفنية؛ قال: المسرح لا يعطل الفنان، بل يمنحك الطاقة لتعمل أكثر، والمسرح يأخذ وقتا أطول في فترة التحضير فقط، والحمد لله انتهينا منها خلال الفترة الماضية، ونحن في مرحلة العرض، وحققنا أيضا ردود أفعال جيدة في الإسكندرية وننتظر عرض القاهرة.