قال أسامة زرعى المحلل الاقتصادى لأسواق الذهب، إن الذهب يتم تداوله بين خوف المتعاملين بداخل السوق من التضخم واتخاذ المجلس الفيدرالى الأمريكى قرارات مفاجئة، وبين تفشي أكبر لفيروس كورونا المتحور "دلتا" من جهة أخرى.
وأضاف زرعي فى تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، اليوم الاثنين تتجه أنظار الجميع خلال حركة تداولات الأسبوع إلى "مؤتمر جاكسون هول" وهو الحدث الرئيسي والاكثر قوة خلال تداولات الأسبوع.
وتسأل زرعى: "هل سيقوم الفيدرالى فى هذا المؤتمر بتقليل المشتريات الخاصة به "التيسير الكمى" والتى تبلغ 120 مليار شهريا، أم سيرفع الفائدة؟ أم سُيلمح عن معدلات التوظيف والتضخم؟".
وأوضح زرعي، أن المجلس الفيدرالى أعلن أن مؤتمره السنوي سيعقد عبر الإنترنت بدلاً من مكان الانعقاد المعتاد في جاكسون هول، في وايومنج وسيعقد المؤتمر خلال الفترة من الخميس إلى السبت، ولكن الحدث الرئيسي المنتظر هو الخطاب الرئيسي لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، المقرر أن يبدأ في الساعة 10 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الجمعة.
ولفت زرعى إلى محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الأسبوع الماضي ، الذى أشار إلى احتمالية بدء تنفيذ التخفيض التدريجي بداية هذا العام، وقد يكون خطاب بأول آخر تلميح قبل البدء في الخطوات التالية للبنك المركزي قبل اجتماع إقرار السياسة المالية في سبتمبر، متسائلاً: لكن هل سيقوم الفيدرالى بتخفيض المشتريات فى وقت تتزايد فيه أعداد الاصابه بفيروس كورونا المتحور وفى وقت يشوبه عدم اليقين بالنسبه إلى الاقتصاد؟.
وقال زرعي، إن أحد المخاطر التى تقلق المتعاملين الآن في سوق الأسهم هو إحتمال أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في تقليص دعمه للإقتصاد في الوقت الذي يبدأ فيه النمو فقدان الزخم مع التهديدات التى يمثلها متغير دلتا وما يمكن أن يؤدى إلى التراجع عن خطط إعادة الإنفتاح في جميع أنحاء البلاد.
وتابع، أنه فى حال حدث أى عملية من عمليات التقليص سيتراجع معه سوق الأسهم فى بدايه الأمر وهذا سيؤدى الى ضعف المراكز ومتطلبات المارجن سيكون على مديري المحافظ الاستثماريه إغلاق مراكز فى الذهب والذي يؤخذ كأداه للتحوط وهذا بكل تأكيد سيعطينا سوق هابط فى الذهب.
ونصح زرعى، بضرورة النظر إلى البيئة المالية والاقتصادية والفنية بعناية هذا الأسبوع، نظرا لوجود الكثير من السيولة في الأسواق المالية والنظام المصرفي هذه الأيام لدرجة أن الشراء المستمر لجميع هذه الأوراق المالية الزائدة سيضع مزيدًا من الضغط على معدل الأموال الفيدرالية ويدفعها إلى المنطقة السلبية منذ 30 ديسمبر 2020، كما أن الاحتياطي الفيدرالي يمتلك ما يقرب من 1.061 تريليون دولار من الأوراق المالية إلى محفظته من الأوراق المالية خلال نفس الفترة الزمنية، وباع الفيدرالي ما يقرب من 1.176 تريليون دولار من الأوراق المالية بموجب اتفاقية لإعادة شرائها في غضون فترة زمنية قصيرة.
وأوضح، أن حساب الإيداع الأساسي لوزارة الخزانة الأمريكية والذي تصدر منه الشيكات موجود في الاحتياطي الفيدرالي وعندما تحصل الخزانة على أموال الضرائب فإنها ستحول هذه الأموال في النهاية إلى الحساب العام في الاحتياطي الفيدرالي كل هذا يقلل من الاحتياطيات في النظام المصرفي التجاري وعندما يكتب الاحتياطي الفيدرالي الشيكات ويتم إيداعها في النظام المصرفي التجاري، نخفض الحساب العام للخزانة، لكن الاحتياطيات تزداد في النظام المصرفي منذ 30 ديسمبر 2020 اى منذ بدايه عام 2021 انخفض الحساب العام لوزارة الخزانة في الاحتياطي الفيدرالي بنحو 1.300 تريليون دولار من هنا جاءت السيولة كان يتم ضخ الكثير من السيولة في النظام المصرفي من خلال مشتريات بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهرية للأوراق المالية ومشاركة وزارة الخزانة لأموال التحفيز.
وأكمل: كان يتم ضخ الكثير من السيولة في النظام المالي ما جعل الفائدة الفعلية على أموال الفيدرالى بالسالب، وبالتالى يظل التساؤل كيف سيقوم الفيدرالى برفع الفائدة إلى المنطقة الإيجابية.
وشرح المحلل الاقتصادي، أنه إذا حارب الفيدرالى بيع الأوراق المالية عبر تفعيل "اتفاقية إعادة الشراء" ستظهر سوق أسهم صاعد فى حال تم سحب أجزاء من السيولة المسئولة عن جزء من وجود سوق أسهم صاعد مما يضر بسوق الأسهم وبالتبيعة سيتضرر سوق الذهب والذي هو أداه التحوط للبنوك وللمحافظ وللمتعاملين، متوقعًا صعود الأسعار الى مستويات 1791 ومن ثم نتوقع الهبوط الى مستويات 1780 ومن ثم 1775 ومن ثم 1770.