لم يخطر ببال عصابة اللصوص الخمسة، والتي يتزعمها مسجل خطر، أن خطتهم الشيطانية سيتم كشفها من قبل رجال المباحث، بعد قيامهم بتنفيذ واقعة سرقة توك توك بالإكراه من قائده وقتله وإلقاء جثته في الشارع، لتبدأ بعدها سلسلة الأحداث المثيرة انتهت بوضعهم في قفص واحد خلف القضبان.
بداية القصة
بدأت تلك القصة المأساوية عندما عثر أهالى المرج على جثة لشخص فى العقد الرابع من عمره، وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية، وانتقل فريق من المباحث الجنائية لمحل البلاغ وتمت معاينة الجثة، وتبين أنها لسائق توك توك يدعى «ه. أ»، 43 سنة، ومقيم بمنطقة المرج الجديدة.
انتقال النيابة
كما انتقل فريق من النيابة العامة والطب الشرعى وبمناظرة الجثة تبين بها عدة طعنات قطعية بالصدر والبطن وكدمات متفرقة بالجسد.
وأمرت النيابة بتشريح الجثة وإعداد تقرير نهائى بالصفة التشريحية، كما أمرت باستعجال تحريات المباحث لكشف ملابسات الواقعة.
الشاهد الصامت
وبإجراء التحريات اللازمة، وجمع المعلومات السرية، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة 5 من البلطجية مجهولى الهوية، وتم التحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة فى موقع الحادث، وبتفريغ الكاميرات تبين وجود 5 أشخاص يستوقفون المجنى عليه، مشهرين باتجاهه الأسلحة البيضاء وأحدهم كان ممسكًا «شومة».
خيط الجريمة
وبمراجعة ملفات مسجلى الخطر السرقة بالإكراه تم التوصل لمرتكبى الواقعة، وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة ألقى القبض على أحد المتهمين، الذى أرشد عن باقى زملائه.
وأُلقى القبض على كل من هم «س. ع»، 37 سنة، مسجل خطر، و«خ. ح»، 33 سنة، عاطل، و«ى. ز»، 25 سنة، عاطل، و«ح. خ»، 24 سنة، و«غ. ك»، 26 سنة، مسجل خطر.
اعترافات
وبمواجهة المتهمين بما أسفرت عنه التحريات، فى بداية التحقيقات حاول المتهمون إنكار التهم الموجهة إليهم ولكن بتضييق الخناق، ومواجهتهم بما كشفته كاميرات المراقبة، إنهار المتهمون الثانى والثالث والرابع والخامس، وأقروا بارتكاب الواقعة، بمعاونة المتهم الأول، بغرض السرقة، الذى هاتفهم ليلة العثور على الجثة، وطلب منهم مقابلته فى أحد المناطق النائية بالمرج، وما إن حضروا حتى أخبرهم أنهم سيقومون بالاستيلاء على مركبة التوك توك الخاصة بالمجنى عليه، وما بحوزته من أموال «إيراد عمله اليومى».
وبالفعل حضر المتهمون للمكان المتفق عليه، وبعد قرابة النصف ساعة ظهر المجنى عليه مستقلا التوك توك الخاص به، فقام 4 من المتهمين بالاختباء فى حين ظهر الأخير واستوقف المجنى عليه بحجة توصيله، وما إن وقف المجنى عليه حتى ظهر باقى المتهمون، مشهرين أسلحتهم تجاهه.
وعندما رأهم المجنى عليه مشهرين أسلحتهم باتجاهه وطالبوه بالنزول وترك التوك توك الخاص به، حاول الهرب، وأثناء محاولة المتهم الأول اللحاق به تعرف عليه، مناديًا عليه باسمه، قائلا: «حرام عليك يا سعيد دا أكل عيشى أنا وعيالى»، الأمر الذى أثار خوف المتهم الأول بانكشاف هويته وافتضاح أمره، فانهال عليه بعدة طعنات، مستخدما سلاح أبيض «سكين متوسط الحجم»، ووجه له عدة طعنات بالبطن والصدر، فى حين قام المتهم الأخير بضرب المجنى عليه من خلال العصا التى كانت بحوزته.
وأمرت النيابة باصطحاب المتهمين الخمسة إلى محل الواقعة لتمثيل الجريمة، والتى تبين من خلالها تعمد المتهم الأول قتل المجنى عليه خوفا من افتضاح أمره بعدما حاول سرقته، وبعد الاستيلاء على المركبة الخاصة بالمجنى عليه، قام المتهمون ببيعها لإحدى الورش لتفكيكها وبيعها خردة مقابل 5 آلاف جنيه، وكذلك استولى المتهمون على 350 جنيها كانت بحوزة المجنى عليه، وهاتفه المحمول.
إعدام ومؤبد
وأمرت النيابة بإحالة المتهمين لمحكمة الجنايات التى وجهت لهم تهمة السرقة بالإكراه تحت تهديد السلاح والقتل العمد للمتهم الأول، وللمتهمين الأربعة من الثانى للخامس تهمة السرقة بالإكراه والاشتراك فى القتل، وقضت المحكمة، بالإعدام على المسجل خطر، والمؤبد لباقي المتهمين الأربعة.