لم يستبعد ألكسندر غروشكو، نائب وزير الخارجية الروسي أن يدفع خروج الناتو من أفغانستان قيادة الحلف إلى مزيد من الدأب في إشهار فزاعة "التهديد الروسي" المزعوم.
وفي تصريحات لصحيفة "كومرسانت" الروسية، اليوم الأحد، ذكر الدبلوماسي أن حلف شمال الأطلسي، كان مشغولا طيلة تاريخه بالبحث عن معنى وجوده. أما بعد خروج الاتحاد السوفيتي من الحرب الباردة وإنهاء وجود حلف وارسو، شعر الناتو بأنه أصبح عديم القيمة واتخذ خطوات معينة لإثبات ضرورة بقائه. من هنا فتح الحلف أبوابه أمام قبول عضوية دول جديدة من الجمهوريات السوفيتية السابقة، وذلك في مخالفة الوعود التي أعطاها الزعماء الغربيون للرئيس السوفيتي الأخير ميخائيل غورباتشوف.
ولفت غروشكو إلى أن المرحلة التالية على توسعة الناتو تمثلت في تدخلات "إنسانية" وحملات عسكرية ضخمة في كل من يوغوسلافيا السابقة وأفغانستان وليبيا، "غير أن فراغا معنويا ما فتئ أن ظهر مجددا على خلفية العواقب الكارثية لهذه العمليات، وكان لا بد من ملئه عبر العودة إلى الأصول"، أي إلى مفهوم "التهديد من الشرق".
وأشار غروشكو بهذا الصدد إلى أن الانقلاب في أوكرانيا وما تلاه من الأحداث التي لم تمس من قريب ولا من بعيد مصالح الناتو الجوهرية، تم استغلالها كمبرر للعودة إلى مغزى إنشاء الناتو في العام 1949، "وفي هذا الضوء فإن نهاية القصة الأفغانية التي تغلق صفحة الحملات الضخمة - في الأفق المنظور على الأقل - قد تؤدي إلى بذل مزيد من الجهود لتضخيم التهديد الروسي".