عدة سنوات قضتها الهيئة العامة لقصور الثقافة مكبلة بالصمت، لم يستطع خلالها رؤساء الأقاليم الثقافية ورؤساء الإدارات الفنية المختلفة بها أن يتحدثوا للإعلام أو يطرحوا أفكارهم للنقاش العام، أو يعلنوا عن أنشطتهم إلا من خلال المكتب الإعلامى.
دخلت الهيئة الأكبر والأضخم والأهم فى وزارة الثقافة، مرحلة جديدة، بقدوم الفنان هشام عطوة، رئيسًا لها، خاصة بعدما فتح النوافذ الموصدة وأطلق العنان لابتكار أنشطة جديدة وتبنى العديد من المبادرات الجديدة وأجرى بعض التغييرات بين القيادات.
«البوابة نيوز» التقت قيادات قصور الثقافة لاستطلاع آرائهم فيما يحيط بها من هموم، وما يأملون إليه من تطلعات، وما يسعون إلى تقديمه من أنشطة.
قال الفنان جلال عثمان، رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى، إن الإقليم يعمل خلال الفترة المقبلة، على مستوى واسع بكل فروع الإقليم من حيث الأنشطة كلها على مستوى المسرح والموسيقى والفنون الشعبية ونوادى المسرح ونوادى الأدب، وحتى ذوى القدرات الخاصة فخطة الأنشطة كبيرة.
ونحن نسير فى كل الخطط الفنية والأنشطة التى وضعت لها خطة مسبقة، فعلى سبيل المثال قدمنا بعض الأنشطة الثقافية من خلال قافلة المسرح المتنقل فى قرى حياة كريمة، ضمن المبادرة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بقرية الباسل والشواشنة بالفيوم، وبعدها سننتقل بالقافلة إلى محافظة القليوبية، بقرية الأحراز، وبعدها على قرية الشوبك، هذا بالنسبة للشهر الحالى.
وأضاف «عثمان»، أن من ضمن مشروعات الإقليم أيضًا، خلال الفترة المقبلة، المؤتمر الإقليمى الأدبي، الذى سيقام خلال هذا الموسم، فى ديسمبر المقبل، بمحافظة الجيزة، إلى جانب المؤتمر الإقليمى، للتمكين الثقافى فى قصر ثقافة ١٥ مايو فى شهر أكتوبر أو نوفمبر المقبل، حيث لم يتم الاستقرار حتى الآن على الموعد المؤكد.
وأضاف، «قريبا سيتم افتتاح قصر ثقافة ١٥ مايو، وهو قصر ثقافة المستقبل عقب تطويره، وحاليًا نعمل على تجهيز الأساسات والتقنيات، وخلال شهر من الآن سنعلن عن افتتاح القصر فى حضور وزيرة الثقافة، الدكتورة إيناس عبدالدايم، وعدد من النواب والأجهزة التنفيذية، بمدينة ١٥ مايو، وعدد من المفكرين والأدباء والمثقفين، ونواصل الأنشطة الأخرى بالنسبة للمسرح فنستكمل العروض المسرحية بالنسبة للعام المالى الماضى فيما يخص النصاب القانونى للعروض المسرحية.
وأوضح «عثمان» أيضًا أن الإقليم رشّح فرقة الفيوم الشعبية، فهى فرقة وليدة جديدة، لأنه لم تكن هناك فرقة فنون شعبية بالفيوم، لتمثل الإقليم فى «صيف بلدنا»، التى تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بدمياط ورأس البر وجمصة وبلطيم، وإلى جانب ذلك تم اعتماد فرقة جديدة بمركز الجيزة الثقافى وهى فرقة موسيقى وكورال.
وعن النشاط المسرحى والمهرجان القومى للمسرح؛ ذكر «عثمان» أن الإقليم له عروضه المسرحية ولجان، فاللجان تصعد العروض المتميزية، وبعدها تحدث تصفية نهائية من لجان عليا بالهيئة العامة لقصور الثقافة، والتى ترشح العروض للمهرجان القومى للمسرح، فلدينا ثلاثة نماذج، وهى شريحة المسرح الكبيرة والتجارب النوعية ونوداى المسرح ونأمل أن يكون لنا تنصيب بالمسرح المصرى من قبل الهيئة والإقليم فى المهرجان القومى للمسرح هذا العام.
وتابع «عثمان»، أن الإقليم يقدم هذا العام العديد من الإصدارات الأدبية خاصة بالطفل والشعر ومجلة الكرمة الأساسية ففى العدد الماضى كان تحت عنوان ١٢٥ سنة سينما وثقنا من خلاله أن مصر رائدة من رواد السينما بالمقالات والصور، من ضمنها ماكينة سينما موجودة فى قصر ثقافة البدرشين، كانت تدار بالفحم، وهذا دليل قاطع على أن مصر لديها ريادة فى هذا المجال.
أما عن العدد الحالى فيتحدث عن فن الفوتوغرافيا وتأثيره على المجتمع وإظهار إبداعات المجتمع الطبيعية والتلقائية ويضم العدد أيضا كبار من الأساتذة الذين يتحدثون عن هذا الفن التى نريد من خلاله تعزيز هذا الفن وتسليط الضوء عليه، وهناك مجموعة إصدارات أخرى مثل مجموعة «سنابل»، وهى لقصر ثقافة وفنون الطفل عبارة عن حكايات وقصص قصيرة للأطفال كما يوجد فى كل فرع كتاب خاص بإصداراته للأدب والشعر فى الخمسة فروع وتم إصدار مجموعة الكتب الخاصة بالخمسة فروع التابعة للإقليم.
وأشار عثمان إلى أن الإقليم يقدم الأنشطة الفنية التى تعبر عن تراث كل قرية وبيئته من خلال اكتشاف المواهب وتعليم وتدريب حرف بيئية وتلقائية وتقليدية، فمثلا محافظة الفيوم لديها تميز فى الفخار وفى الأخشاب، ولذلك يقدم الإقليم هذا التراث، ونقدم أيضا تعريفا للتراث الخاص بالأرض الزراعية والأرض الصحراوية وتراث البدو الموجودين.
فعلى مستوى الأدب والشعر ننشئ نادى أدب فى إطسا خاص بالأدب البدوى خاصة أن إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى يختلف عن الأقاليم الأخرى فتراثه مدنى أى يغلب عليه تراث النيل كما أن المؤتمر الإقليمى الذى سيقام هذا العام سيكون محوره الأساسى النيل.
أما فيما يخص مبادرة حياة كريمة، فأكد وجود حصر كامل لكل قرى المحافظات التابعة للإقليم، ففى القليوبية يتم التوجه إلى قرية الأحراز وقرية الشوبك ثم الجيزة بقرية الأقواز وقرية صول، وفى بنى سويف فى قرية بهبشين ومركز ناصر وقرية صفط راشين وببا، وفى القاهرة لدينا أماكن خاصة بأهالينا وزرايب بمدينة ١٥ مايو، فبرنامج الإقليم بالنسبة لحياة كريمة هو نبدأ بقريتين فى كل محافظة، وننتقل للمحافظة التى تليها.
وبعدها نعيد الدورة على مدى السنة من جديد فى المحافظات فكل شهر لدينا موقعان إلى ثلاثة، ولذلك نغطى على مدى السنة ما يقرب من ٣٠ إلى ٣٦ قرية على مدى العام منها مسرح متنقل نقدم فيها أنشطة فنية تعرض من خلالها الفرق الفنية على مدى ثلاث ليال وورش تعليم ورسم وخامات بيئية ومحاضرات توعوية وتثقيفية لتأكيد الهوية وتراثنا لتغيير نمط وسلوك المواطن.
وعن تطوير الأقاليم أوضح عثمان أن الإقليم يعمل على تطوير البنية التحتية والأساسية الخاصة بالمواقع، فالإقليم لديه ما يقرب من ٦٠٠ موقع من المستحيل تطويره كلها فى وقت واحد، ففى حدود المتاح بالنسبة للميزانية والهيئة العامة لقصور الثقافة نقدم دراسة مع وزارة التخطيط لتطوير أكبر عدد من المواقع الثقافية، وتأسيس بيوت ثقافة والمكتبات.
فلدينا قصر ثقافة ١٥ مايو وقصر ثقافة الريحانى، أوشك على الانتهاء وقصر ثقافة القناطر، وبعض الصيانات فى مركز الجيزة الثقافى، وتطوير قصر ثقافة روض الفرج وقصر ثقافة البدرشين وكل المواقع تقدم كل الأنشطة التى تلبى احتياجات المواطن حتى ولو مقترح والأهم تأسيس فرق تمارس فيها إبداعاتها.
ونقدم لهم ورش تعليم على مستوى الموسيقى أو الفنون الشعبية أو الشعر مجانا ومشروع «ابدأ حلمك» نعمل عليه فى الفيوم يضم ما يقرب من ٧٠ شاب وفتيات فى تخصصات كثيرة ومحافظة الجيزة وبنى سويف وعروض مسرحية يتم اعتمادهم كفرق نوعية كما نعمل على تزويد الفرق الفنية بالقصور.
وتابع عثمان: أنتجنا ٥٣ عرضا مسرحيا من شرائح مختلفة من نوادى مسرح وتجارب نوعية وشباب مخرجين وغيرها وهذا العام انتجا نفس العدد من المسرح وأدخلنا نشاطا مسرحيا فى مكان لأول مرة ينتج مسرح وفرقة مسرحية فى قصر ثقافة الأسمرات بأبنائه عن موضوع يحاكى أبناء الحى فى بعض القضايا الخاصة بهم وكذلك فى بيت ثقافة كرداسة وفى أكتوبر المقبل نبدأ خطة النشاط المسرحى للعام المالى الجديد
