السياحة في شمال سيناء تعد أحد محاور التنمية الاقتصادية الرئيسية للمحافظة حيث تطل محافظة شمال سيناء على البحر المتوسط بساحل طوله نحو ٢٠٠ كم بدءا من شاطئي قريتي بالوظة ورمانة غربا حتى شاطئ مدينة رفح شرقا؛ حيث تتميز هذه الشواطئ بأنها مناطق بكر لم تتلوث نهائيا حتى الآن، وشواطئ أغلبها خالية من السياحة تماما.
ولم يقترب من أغلبها أي بشر باستثناء بعض الشواطئ في المدن الرئيسية، مثل: بئر العبد والعريش وشاطئ بالوظة ورمانة، وتقتصر حاليا السياحة على هذه الشواطئ الخلابة، معتمدة فقط على السياحة الداخلية للسكان المحليين.
ويقول المهندس قدري يونس الكاشف عضو هيئة التدريس بالمعهد العالى للسياحة والفنادق بالعريش، وخبير مشروع البيئة السياحية بشمال سيناء: إن شمال سيناء صنفت في عدة مؤتمرات بيئية عالمية سابقا، كونها ثاني أفضل منطقة بيئية وصحية في العالم.
ورغم ذلك لم تستثمر الدولة منذ أكثر من ٤٠ عاما هذه السمة لتطوير شواطئ شمال سيناء الساحرة وتحويلها لمناطق جذب سياحية عالمية.
وأكد الخبير السيناوي أن سيناء تضم كل أنواع السياحة المتعارف عليها دوليا عدا سياحة التزحلق على الجليد: فهى تجمع كل مقومات السياحة الدينية لرسالات السماء الثلاث (يهودية-مسيحية- إسلامي) كالمدن القديمة والقلاع والحصون والطرق والدروب التاريخية والمقدسة.
كما تضم شمال سيناء بحر الرمال الساحلى الشمالى العظيم (٤ آلاف كم٢) حيث الزراعات الغذائية النظيفة وحمامات الشمس والتزحلق على رمال مع صحراء تجرى في سهولها ووديانها وجبالها سباقات الهجن في مهرجانات محلية ودولية وعربية تأسس بمقتضاه أول نادى مصرى للهجن، إضافة لمهرجان الخوخ ومهرجان السباحة المفتوحة والماراثونات الرياضية (السياحة الرياضية) وسبق لميناء العريش استقبال يخوت البحر المتوسط (سياحة اليخوت) وغير ذلك من السياح كالعلمية والثقافية وسياحة التأمل.
وتابع الكاشف يحرص مواطنو شمال سيناء على ارتياد شواطئهم صيفا بعد أن حرموا منها ١٠ سنوات كاملة فلقد كانت الشواطئ جزءا من مسرح عمليات ملىء بالأخطار من رصاص ومتفجرات وكر وفر.
ولا شك أن نجاح الدولة في إعادة الأمن لشواطئ شمال سيناء هو بداية مشجعة أعادت الإحساس بالأمان لمواطنى المحافظة فلأول مرة منذ ١٠ سنوات امتلأت الشاليهات والفنادق والشواطئ بالمواطنين. كما تتوافر بمحافظة شمال سيناء الأعشاب الطبية إلى جانب مركز العلاج بالنحل بكلية الزراعة والعلوم البيئية بالعريش، يضاف إلى ذلك السياحة التاريخية حيث تضم شمال سيناء طريق العائلة المقدسة الذي يمتد بمحاذاة البحر المتوسط وسلكته العائلة المقدسة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار، خلال رحلتها التاريخيـة، هربًا من اضطهاد هيرودوس حاكم بيت المقدس، وكذلك طريق الفتح الإسلامي، الذي سلكه القائد عمرو بن العاص لفتح مصر، وكانت بذلك مدينـة رفح ثم الشيخ زويد والعريش والفرما أول مدن مصرية دخلها الإسلام.
متحف العريش
أما متحف العريش للآثار فيقع على الطريق الساحلى الدولـى الشمال بمدينة العريش ويضم مجموعة من الأقسام الأثرية المتخصصة التى تجسد تاريخ سيناء من الإنسان الأول مرورًا بالعصور المختلفة إلى جانب المقتنيات التراثية المحلية الأصيلة بالإضافة إلى مكتبة متخصصة وقاعة عرض وحديقة متحفية.
متحف التراث
يقع بمدينة العريش، ويضم أقسام متخصصـة في تراث محافظـة شمال سيناء في الملبس والمأكل ووسائل الزراعة التقليدية، وأدوات الدفاع عن النفس والفلكلور الشعبى، كما توجد بالمتحف مكتبة وثائقية للتراث المحلى في شمال سيناء.
عيون طبيعية
كما تتميز وسط سيناء بوجود وديان وسهول وجبال وواحات وعيون طبيعية كعين القديرات وعين قديس الساحرة، وهى من بين أقدم عيون المياه التى تتدفق من باطن الأرض كمياه صالحة للشرب، وتم استخدام جزء منها لرى أشجار الواحة كالزيتون والعنب، خلال بحيرة المياه العذبـة المحتجزة خلف السد الرومانى القديم الذى تمت أعمال إعادة إنشائه، وتضم الواحة بقايا قلعة بيزنطية، كما تتيح الواحة للهواة فرصة تسلق الجبال المحيطة بها.
السياحة الشاطئية
أما شواطئ محافظة شمال سيناء التي تتمتع حاليا بالجذب السياحي وإقبال المصطافين عليها من أهالي المحافظة، وقليل من المصطافين من المحافظات الأخري، فنجد شاطئ مدينة العريش العاصمة، يتميز ببعض المقومات السياحية، وكورنيش العريش الذي يتخلله ١٨ (رأس بحرية) يطلق عليها ممشى سياحى تتيح لروادها الاستمتاع بالمناظر الطبيعية المتميزة ومزاولة هواية صيد الأسماك.
ثم تأتي شواطئ أخري بخلاف مدينة العريش أكثر جمالا وروعة مثل شاطئ الرواق بمدينة بئر العبد منها شاطئ الرواق ببئر العبد الذي يمتاز بالهدوء وقلة التيارات المائية، وقد طالب أبناء مدينة بئر العبد المسئولين بالاهتمام بشاطئ الرواق من ناحية الخدمات وعمل كافتيريات وشاليهات، لاستقبال المصطافين من المحافظات الأخرى في محاولة لتنشيط السياحة في المنطقة.
أما شاطئ قرية رمانة التي تقع على مدخل محافظة شمال سيناء فهو يمتد على ساحل البحر المتوسط بمحازاة منطقة رمانة/ بالوظه، ويمتاز بالهدوء وقلة التيارات المائية ووجود الأصداف البحرية على طول الشاطئ.
وكذلك شاطئ رفح الذي يمتد على ساحل البحر المتوسط من بداية الحدود الشرقية لمصر مع قطاع غزة شرقا وحتى منطقة أبوشنار غربا حيث تكثر أشجار النخيل ومزارع الزيتون وحقول الفواكه والخضروات ويبعد عن العريش بمسافة ٥٠ كم.
