تعاني جيبوتي نقصا حادا في مرافق الرعاية الصحية، تضم العاصمة أعلى تركيز للمرافق الطبية في البلاد، ويمثل مجموع تلك المرافق عدد قليل مقارنة بعدد السكان الذين يمثلون حوالي مليون نسمة.
كما لا يمكن للمرافق الطبية سوى تنفيذ عمليات طوارئ محدودة، لذلك فكان إعلان وزيرة الصحة هالة زايد انشاء مصر لمستشفى خاصة بالنساء في جيبوتي أمر محمود، لدولة بشرق أفريقيا تعاني من مشاكل اقتصادية وصحية كبيرة.
الوضع الاقتصادي في جيبوتي
اعتبارًا من عام 2017، كان 17.1٪ من مواطني جيبوتي يعيشون على أقل من 1.90 دولارًا في اليوم - وهو تعريف الفقر المدقع ذاته.
لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتزويد المجتمعات المحلية في جيبوتي برعاية صحية يمكن الوصول إليها وبأسعار معقولة، بحسب ما أعلنته الأمم المتحدة.
مساعي مصر لإعادة التواصل مع جيبوتي
في أواخر مايو من هذا العام كان الرئيس السيسي في زيارة لجيبوتي وصفت بالتاريخية، وصفتها الرئاسة المصرية بـ"التاريخية"، فضلا عن كونها الأولى من نوعها، تلك التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولة جيبوتي، وعقد خلالها قمة مشتركة مع الرئيس عمر جيلة، لبحث ملفات التعاون الأمنية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين.
وثمن خبراء الأمن القومي الزيارة بأن جيبوتي "دولة لها أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لمصر، خصوصا مع إشرافها على حركة الملاحة البحرية من مضيق باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر في اتجاه قناة السويس، فضلا عن أهميتها كأحد دول القرن الإفريقي وشرق إفريقيا، وهو أمر وثيق الصلة بملف سد النهضة الإثيوبي".
وعقب زيارة الرئيس السيسي أقلعت طائرتا نقل عسكريتان من قاعدة شرق القاهرة الجوية محملتين بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية المقدمة من جمهورية مصر العربية إلى دولة جيبوتى الشقيقة.
وأعرب الجانب الجيبوتى عن تقديره للجهود المصرية الكبيرة ومساندتها للشعب الجيبوتى، مؤكدين على أهمية تلك المساعدات فى تخفيف الأعباء عن كاهل مواطنيها ودعم الجانب الجيبوتى في مواجهة التحديات التي يواجهها.
تفاصيل انشاء مستشفى ومعهد تمريض ونقطة اسعاف مجهزة
واليوم خلال مؤتمر صحفي أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، أنه تم الانتهاء من إعداد التصميمات الخاصة بإنشاء أول مستشفى مصري تخصصي بدولة جيبوتي بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتوفير الاحتياجات الطبية للشعب الجيبوتي.
وأضافت وزيرة الصحة، مع وزير صحة دولة جيبوتي الدكتور أحمد عبد الله، وبحضور الدكتور محمد حساني مساعد وزيرة الصحة السكان لشئون مبادرات الصحة العامة، واللواء وائل الساعي مساعد الوزيرة للشئون المالية والإدارية، والدكتور محمد جاد مستشار الوزيرة للعلاقات الصحية الخارجية، والمهندس خالد عبد الرحمن رئيس الإدارة المركزية للمشروعات بالوزارة، والسفير محمد ظهر حرسي سفير دولة جيبوتي بالقاهرة، وعدد من ممثلي الشركات الاستشارية والمنفذة للمستشفى، وذلك للإعلان عن سبل التعاون بين مصر ودولة جيبوتى في مجال الصحة العامة،
وأشارت وزيرة الصحة، إلى أن الشهر المقبل سيشهد بدء تنفيذ الأعمال الخاصة بأول مستشفى تخصصي مصرية بجيبوتى، لافتة إلى أنه من المقرر أن ي
تم إنشاء مدرسة تمريض ونقطة إسعاف بتجهيز مصري بالكامل كملحق بالمستشفى المصري التخصصي بجيبوتى لتقديم كل الدعم الصحي للشعب جيبوتى.
إعادة ترتيب أولوياتنا مع أفريقيا
ويقول الدكتور يسري طاحون، الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة طنطا، إن جيبوتي دولة ذات أهمية خاصة لمصر، خاصة أننا نعيد ترتيب أولوياتنا في افريقيا الآن بسبب ملف سد النهضة، ومساعي مصر هناك سيكون ذو مردود حميد.
وأضاف لـ"البوابة نيوز"، أن جيبوتي تمثل درع الأمان لمصر بسبب حدودها مع أثيوبيا لتامين حوض النيل، موضحا أنه حال تحالف أثيبويا مع السودان في مفاوضات ثنائية، ستكون جيبوتي مع مصر وقتها وخاصة في التصويت داخل الاتحاد الإفريقي.
وأشار طاحون إلى أنه لابد أن تقوم مصر بتقديم كافة الإعانات لجيبوتي من انشاء مدارس ومستشفيات وخدمات لتقوية أواصر العلاقات المصرية هناك.
أفريقيا سوق واعد لمصر
وتابع الخبير الإقتصادي، أن أفريقيا سوق واعد للمنتجات المصرية بتكلفة أقل وتنافس مع عدد من الدول التي تحاول فرض سيطرتها على القارة السمراء، موضحا أنه علينا أن نعيد بناء تلك العلاقات التي تم هدمها في عهد مبارك.
وأكد طاحون أن المصالح المشتركة بين البلدين بخصوص سد النهضة تجعل مصر تقطع الطريق على التدخلات من دول المصالح مثل اسرائيل وتركيا وروسيا والصين التي أنشأت سوقا ضخما هناك؛ لذلك فمن الطبيعي إعادة النظر لاستثمارات مصر هناك.