قال قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، إنه لا يمكن الوثوق بلقاحات فيروس كورونا الأمريكية وليس هناك ما يضمن أن لقاحاتها لن تسبب الشلل حيث وصلت إيران إلى أعلى مستوى من الوفيات اليومية منذ الوباء.
لا يمكن الوثوق باللقاحات الأمريكية
ووفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الإيرانية، اليوم الأحد، توفي 684 مريضًا من فيروس كورونا خلال فترة الـ 24 ساعة الأخيرة وتم تحديد ما يقرب من 36500 حالة جديدة.
وحطمت إيران رقمها القياسي في الوفيات اليومية عدة مرات في الأسبوعين الماضيين. تم تلقيح حوالي 5٪ فقط من السكان البالغ عددهم 83 مليون نسمة بشكل كامل حتى الآن.
وتم نقل أكثر من 5000 من المرضى الجدد الذين تم تحديدهم خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى المستشفى.
وقال سلامي في اجتماع للمسؤولين في كرمان لمراجعة وضع كوفيد -19 في الإقليم: "لا يمكننا الوثوق بالعدو في واردات اللقاحات الأجنبية".
وأضاف: "ما ضمان أن الولايات المتحدة، العدو الأول لهذه الأمة، لا تقدم لنا اللقاحات التي تسبب الشلل".
وقال مسؤولون إيرانيون الأسبوع الماضي إنه تم إصدار تصريح لاستيراد لقاح من فايزر ومودرنا بشرط أن يتم إنتاجهما خارج الولايات المتحدة.
كان سعيد كهل، مدير المقبرة الرئيسية في طهران، أعلن أنه تم دفن 216 ضحية لفيروس كورونا في العاصمة يوم الجمعة الماضية، وهو رقم يلقي بظلال من الشك على الأرقام الإجمالية لوفيات الفيروس القاتل التي نشرتها وزارة الصحة.
غياب الشفافية
وحسبما ذكرت شبكة إيران انترناشيونال الإخبارية باللغة الإنجليزية، ففي الأيام الأخيرة، أعلنت إيران عن وفيات فيروس كورونااليومية في حدود 550-620 شخصًا فقط، وفي حال تم دفن 216 يوم الجمعة الماضية في طهران وحدها، مع 10 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم 85 مليون نسمة، فإن العدد على مستوى البلاد يبدو منخفضًا بشكل واضح.
يأتي هذا في الوقت الذي ترفض فيه وزارة الصحة الإيرانية نشر أي تحليل خاص بالأرقام التي تتعلق بفيروس كورونا، مما يجعل من الصعب التحقق منها.
وقد تجاوز العدد الإجمالي لوفيات فيروس كورونا في إيران حاجز 100 ألف هذا الأسبوع، لكن مركز الأبحاث بالبرلمان العام الماضي قال إن الأرقام الرسمية التي نشرتها وزارة الصحة تبدو أقل بكثير مما يحمله الواقع.
ويشير خبراء الصحة وبعض المسؤولين المحليين والأشخاص النشطين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى نفس النقطة، وقدر البعض أن العدد الحقيقي للوفيات أعلى بمقدار ضعفين.
انتقادات هيومان رايتس
وانتقدت منظمة هيومان رايتس ووتش هذا الأسبوع بشدة الحكومة الإيرانية لافتقارها للشفافية وسوء الإدارة في تعاملها مع الوباء.
كما انتقدت المنظمة الحظر المفروض على استيراد اللقاحات الأمريكية والبريطانية الذي طلبه المرشد الأعلى علي خامنئي في يناير.
كما حظر خامنئي اللقاحات الغربية، تعهدت كيانات حكومية مختلفة بدعم من وزارة الصحة بإنتاج لقاحات محلية، لكن المحاولة فشلت بشكل عام مع انتقادات عامة، حيث تم رفع الحظر على اللقاحات الغربية جزئيًا.
وانتشر نوع دلتا الخطير من فيروس كورونا في إيران خلال شهر يوليو وبحلول أغسطس ظهرت أزمة صحية خطيرة، حيث لم تتمكن المستشفيات من التعامل مع تدفق المرضى من جميع الأعمار.
وأصدر المهنيون الصحيون تحذيرات شديدة من أن النظام الصحي آخذ في الانهيار واشتدت المشاعر العامة ضد السلطات، وخاصة خامنئي، وفرضت الحكومة إغلاقًا وقيودًا على مستوى البلاد لمدة ستة أيام الأسبوع الماضي، والذي انتهي يوم 21 أغسطس.
وتشك وسائل الإعلام المحلية والخبراء المستقلون في ما إذا كان الإغلاق القصير يمكن أن يؤثر على تصاعد العدوى.