صدرت مؤخرا المتتالية السردية "يحتضر"، جديد الكاتبة والمترجمة "ولاء فتحي" التي تخوض تجربة السرد الوامض المتدفق للمرة الأولي بعد تجارب ناجحة في مجالي الكتابة الروائية والمسرحية، وذلك عن مؤسسة "كتبنا" للنشر.
في تقدمتها للمتتالية كتبت الناقدة الشابة مني أبو النصر عنها:" إنها تحوم في فلك حصار العمر، وتعثُر المشاعر، تُطل فلسفتها الخاصة عبر صور بصرية وسمعية يمكن رؤيتها أحيانًا بالألوان، تتدرج من النصوع للانطفاء، ويمكن أن تسمع فيها صدى المتنبي، وأنت مُحاصر برائحة القهوة، في حسّية تصنع بها الكاتبة عالمًا من المقاربات، التي تجعل قصصها المُكثفة تُحاكي "سرسبة" العمر ومشاعره كحبات رمل في ساعة رملية عتيقة، سواء مضى العمر داخل غُرف بالغة الضيق، أو على مدى بحر وسيع."
متتالية "يحتضر" تصدر في نسخة إلكترونية وأخري صوتية فضلا عن نسخة جاهزة للطباعة "حسب الطلب" وهي تقنية مستحدثة ــ نسبيا ــ في مجال الطباعة توفر نسخة ورقية للراغبين.
كانت ولاء فتحي قد أصدرت رواية "قطط" بمنحة من الصندوق العربي للثقافة والفنون قبل سنوات، ثم ركزت جهودها في الكتابة المسرحية فأصدرت "مر" النص الفائز بجائزة ألفريد فرج للكتابة المسرحية، ونصا بعنوان "لماذا" أيضا بدعم من الصندوق العربي، فضلا عن ترجمة عدة دراسات في مجال المسرح. ومجمل أعمالها متوافر على منصات النشر الرقمي الحديثة، مثل أمازون ولولو، وكتبنا، فضلا عن منصتها الخاصة التي تحمل اسمها.
وتطرح مني أبو النصر تساؤلا مطولا في رؤيتها للعمل عبر تقدمتها له قائلة:" تقتفي "يحتضر" أثر شرود الوقت، وشذرات الألم المنسية على أرفف الذاكرة، سواء الذاكرة الشخصية لأبطالها، أو ذاكرتهم الجمعية، يقبع الاحتضار هنا كثيمة تُظلل على الأجواء برعبها وثقلها، حتى على العلاقات العاطفية، تلك التي يقتلها الانتظار ببطء غير رحيم، احتضار يصل بين الأجيال، ويجمعهم في دائرة من التساؤلات المُربكة، فمن يعرف أكثر عن الحياة؟ وهل تستوعب تلك الحياة كل هذا الاحتضار في وقت تفصلنا فيه سنوات ضوئية عما نشعر؟