تحدث الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن إمكانية تطعيم الطلاب فوق سن 12 عامًا ضد فيروس كورونا، وذلك في ضوء تحذيرات وزارة الصحة المستمرة من الدخول في الموجة الرابعة من فيروس كورونا المستجد، خاصةً في ضوء زيادة أعداد المصابين بالفيروس خلال الفترة الماضية تدريجيًا، والتشديد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والحصول على اللقاح.
وأوضح الدكتور طارق شوقي، أن تطعيم الطلاب لم يتقرر بعد، وذلك وفقًا لتوافر اللقاحات وأولويات التطعيم، حيث أن أعداد الطلاب كبير جدًا، وتطعيمهم قرار لجنة إدارة الأزمة، معلنًا حضور كامل للطلاب مع بداية العام الدراسي الجديد 2021\ 2022، وتفعيل «الحضور والغياب»، وكذلك للمعلمين والإداريين، على أن تكون المصادر الرقمية والتعليم «أونلاين» ليس بديلًا عن حضور الطلاب إلا في حالات الضرورة القصوى والوباء.
وقبل انطلاق العام الدراسي الجديد 2021\ 2022، المقرر بدايته يوم السبت الموافق 9\ 10\ 2021، والذي يستمر لمدة 34 أسبوعًا، شددت وزارة التربية والتعليم على ضرورة تلقي العاملين في التعليم قبل الجامعي لقاح التطعيم ضد فيروس «كورونا» المستجد، وقد أرسلت كتابًا دوريًا إلى جميع المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية، الذي يتضمن أن يتم تشكيل لجنة لمتابعة تلقي اللقاح على جرعتين كما هو مقرر، ومن لم يحصلوا على أي جرعة من اللقاح حتى الآن، حيث لن يسمح بدخولهم للمدارس مع بداية الدراسة إلا بعد تناول اللقاح.
تطعيم الطلاب
حول إمكانية تطعيم الطلاب باللقاح ضد فيروس «كورونا» المستجد، يؤكد الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن التطعيم ضد فيروس «كوفيد 19» على مستوى دول العالم اعتمدته هيئة الدواء والغذاء الأمريكية على الطلاب أكثر من 12 عاما، ومازال هناك مراحل للتطعيم باللقاح لأكثر من 3 سنوات، وكذلك هناك مرحلة أكثر من 3 شهور، وذلك حسب الأبحاث العلمية، ومن الممكن أن يتم تطعيم الأطفال أكثر من 12 عامًا في أمريكا بعد اعتماده رسميًا من الهيئة، ولم تحدث أي أضرار جانبية لهم، والآثار الجانبية تكون مثلها مثل ما تحدث للكبار مثل ارتفاع درجة الحرارة، ولم يتم تسجيل أي أضرار أخرى على الأطفال، والأضرار لن تصل بهم إلى المستشفى وهذا ما يحدث في الخارج.
ويوضح عز العرب، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن تصريحات وزير التربية والتعليم كشفت أن تطعيم طلاب المدارس فوق الـ 12 عامًا ما زال قرارًا يصدر من لجنة إدارة الأزمة، مؤكدًا أن التطيعم له فوائد عدة، فإن كبار السن الحاصلين على اللقاح إن أصيبوا بالفيروس تكون الأعراض أقل حدة، فهناك فئات من كبار السن لم تفارق منازلها على الإطلاق ومع ذلك أصيبت بالفيروس نتيجة الاختلاط بالأقارب أو الأحفاد، فإن اللقاح يحمي الأقارب، وخاصةً من هذه الفئة لأن معظهم من أصحاب الأمراض المزمنة، وهم بحاجة إلى حماية أكبر.
ويشير إلى أن تطعيم الأطفال سيتم من واقع الأبحاث العلمية لاعتماد اللقاحات من المنظمات الدولية، واعتماد نتيجة دراسة تطعيم الأطفال وهو أمر جيد جدًا لحمايتهم، ولأنهم قد يكونوا وسيلة لنقل العدوى، لافتًا إلى أن متحور دلتا من الفيروس يصيب الأصغر سنًا ونسبة الإصابات بها أكثر من المتحورات الأخرى من الفيروس التي يكون فيها كبار السن الأعلى نسبة إصابة، ولكن الأصغر سنًا نسبتهم أكثر في متحور دلتا، كما أن وزارة التربية والتعليم تفرض تطعيم العاملين في المدارس على مستوى الجمهورية سواء المدرسين أو الإداريين، وهو أمر جيد جدًا وجهد مشكور من الوزارة، ولا بد من عمل تجارب بحثية للفئة أكثر من 12 عاما قبل الإقرار.
ويضيف الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن تطعيم العاملين في قطاع التعليم الجامعى والطلبة الجامعيين، وقبل الجامعي من المدرسين والموظفين والعمال بالمدارس إجراء وقائي ممتاز يسمح لمصر بدء العام الدراسي المقبل بأمان والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وسيعود بالنفع على المواطنين حيث يزيد من المناعة المجتمعية ويقلل من احتمالات نشأة سلالات جديدة، ويساهم في استئناف عملية التعليم وعدم تراجعها أمام زحف «كورونا» الذي عطل التعليم في العالم كله.
ويواصل بدران، في تصريح خاص لـ «البوابة نيوز»، أن لقاحات «كورونا» تحول دون تحول العدوى بالفيروس إلى مرض شديد أو حرج، وتحمى من مضاعفات كورونا، والوفاة المبكرة بسببه، وتقلل من انتشار العدوى لو حدثت في المطعمين، لأن كمية الفيروسات فيهم تكون قليلة، وبالتالى يقل تهديدهم للآخرين، مع أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بالفيروس، لكنهم قادرون على نشر العدوى لذويهم، والمجتمع بصور خطيرة، قبل ظهور اللقاحات، بالطبع كان إغلاق المدارس والجامعات بصفة عامة وسيلة فعالة لتقليل انتشار المرض، ولكن هناك ملايين من الطلاب في العالم يعانون من غياب التكنولوجيا، والإنترنت، والتغذية المدرسية، وخدمات رعاية الأطفال، بالإضافة إلى حاجة الطلاب ذوي الإعاقة للتعليم كوسيلة لعلاجهم وعدم تأخرهم.
ويتابع، أن حرمان الطلبة من الانتظام في التعليم يهدد الصحة النفسية لهم، ويؤخرهم ويؤثر على تطورهم، ويرمى بهم في سجون العزلة المنزلية وقلة الحركة وزيادة الوزن والتوتر وقلة المناعة، فإن التطعيم لا يغني عن الاستمرار في استخدام الكمامة في الأماكن العامة والمزدحمة، وتطبيق كل الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.