كلما أطل علينا الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإلقاء كلمة في محفل من المحافل كي يسعدنا خلالها بالأخبار السارة عن الإنجازات العديدة والمتسارعة التي تنفذها الدولة ومؤسساتها المختلفة تحت إشرافه وتوجيهاته، نجد وبعد أقل من لحظات سيل من الإشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة هذا إلى جانب ثورة مخيفة وانقسامات دامية بين متابعي هذه الصفحات لمجرد قراءة شائعة مجهولة المصدر أو خبر كاذب يطلقه البعض أو تنشرها بعض المواقع الاخبارية غير المهنية، بهدف جذب الانتباه ورفع نسب المشاهدة، مع إهمال تام للمعايير المهنية أو أخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي، التي يجب أن يضعها الصحفي نصب عينيه.
ومن هذه الإشاعات التي استفزتني بصفة شخصية والتي تتكرر على فترات متقاربة، الإشاعات الكاذبة التي يتم ترويجها حول رفع الدعم عن سلعة أو خدمة ما، وللأسف البعض وليس بالعدد القليل، من ذوي الأنفس الضعيفة يجري وراء هذه الشائعات ويصدقها دون تفكير ولو للحظة في التحقق من مدى صدقها وصحتها بالتوجه إلى مصدر رسمي موثوق.
ومؤخرًا سمعنا عن ترويج لإشاعة تؤكد رفع الدعم التمويني كليًا، عقب تصريحات الرئيس في كلمته خلال افتتاحه المدينة الصناعية الغذائية "سايلو فودز" في مدينة السادات، الذي تحدث فقط عن رغبته في رفع سعر الخبز الذي يباع حاليًا بخمسة قروش ولم يكن قرار ولم يقصد رفع الدعم التمويني كليةً كما ذكرت الإشاعات المغرضة، حيث قال بالنص "جاء الوقت أن رغيف العيش (الخبز) أبو 5 قروش يزيد ثمنه، مش معقول أدي 20 رغيفا بثمن سيجارة"، متابعًا: "الكلام ده لازم يتوقف ونعيد تنظيمه بشكل مناسب، رغيف العيش بيكلفنا 65 قرشا وهذا الأمر لازم يتوقف، مش هقول أننا هنزوده أوي ولكن هذا الأمر يجب أن يتوقف"، أي كان واضحًا في تصريحه يعيد تنظيم الأمر بحيث يصل لمستحقيه، ولا يكون متاح لجميع المواطنين مدعوم في الوقت الذي يوجد فيه مواطنين قادرة على شراءه بتكلفته.
وبعدها بأيام خلال افتتاح الرئيس لإحدى المدن السكنية بمنطقة بدر، تطرق إلى نفس الموضوع بعد الضجيج على السوشيال ميديا والإشاعات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أوضح أن رغبته هذه لم تكن من فراغ حيث قال إن رغيف الخبز سعره للمواطن 5 قروش ولكن تكلفته الحقيقية 65 قرش، وأن الدعم كان في البداية يقدم إلى 30 مليون مواطن، حاليًا يقدم إلى 60 أو 70 مليون، موضحًا أن هناك نمو وزيادة في الأعباء على قيمة السلعة وحجم المستفيدين، وهذا لن نستطيع مواكبته عندما نصل إلى 120 أو 150 مليون"
وما أثار إعجابي أن الرئيس السيسي في نهاية كلمته هذه، طالب وزير التموين والتجارة الداخلية بدراسة زيادة سعر رغيف الخبز المدعم ليكون في متناول الجميع، أردد مرة أخرى" بعد دراسة الأمر" وليست زيادة بطريقة عشوائية، ثم يتم عرضه على مجلس الوزراء في أسرع وقت، مؤكدًا أن الدولة تعمل على إعادة صياغة فاتورة الدعم بحيث يشمل كافة الجوانب، ألا ترون مدى الوعي لرئيس دولتنا؟، وليس كما يذكر البعض أنه لا يفكر في مصلحة شعبه؟!!
وهل تعلم عزيزي المواطن بعدما تحققت كعادتي من المعلومة من مصدر موثوق منه وجدت أنه طبقًا لتصريحات وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور/ على مصيلحي، أوضح أن الدولة تدعم رغيف الخبز بقيمة 53 مليار جنيه، مضيفًا أنه تقديرات السنة المالية الجديدة 2021/2022 تشير إلى أن دعم الخبز يبلغ نحو 50.62 مليار جنيه.
كما صرح أحمد يوسف_ نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية في أحد المواقع الاخبارية، أن عدد المستفيدين من دعم الخبز يبلغ نحو 72 مليون مواطن، فيما يستفيد 64 مليون مواطن من دعم السلع الغذائية بالتموين، لافتًا إلى أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أكد أن المستفيدين من دعم الخبز ودعم التموين يضم نحو 90% من أطفال مصر، ما يعني أن 90% من أطفال مصر تحت مظلة الدعم التمويني.
وقد تضمنت أيضًا إنجازات الدولة في عهد السيسي في هذا النطاق انطلاقة كبيرة وارتفاع الدعم إلى 89 مليار جنيه لمستحقى الدعم، ليس هذا فقط بل تم توفير السلع الغذائية الأساسية باحتياطي 9 أشهر وتنقية البطاقات وإضافة مواليد الفئات الأكثر استحقاقا واستكمال مشروعات المستودعات العملاقة والمناطق التجارية، وذلك وفقًا لبيان وزارة التموين والتجارة الداخلية في يونيو 2021.
ومع كل هذا الإنجاز عزيزي القارئ نرى تصديق لهذا النوع من الشائعات التي هدفها التشويش على ما يتم تنفيذه من إنجازات في جميع المجالات، والمثير للتعجب هو قيام العديد من المثقفين على مواقع التواصل الاجتماعي بإعادة نشر هذه البوستات دون تفكير في مدى صحتها مما يترتب عليه انتشارها وترديدها وترسيخ ما بها وهو ما يحقق هدف ناشريها من زعزعة ثقة المصريين في قائدهم وحكومتهم ووطنهم.
وأؤكد على أن هناك خطورة في انتشار هذه الظاهرة الذي يترتب عليها إحداث بلبلة واضطراب للأمن المجتمعي إضافة إلى إضعاف قيم الانتماء والمواطنة، حيث أن من أهدافها التدمير النفسي والمعنوي للأفراد ونشر ثقافة الفوضى والعنف والإرهاب والتفكك وإيجاد أزمات في المجتمع بهدف إسقاط الدولة.
وللأسف عزيزي القارئ ما زال مروجيّ الشائعات يترصدون لنا في كل زمان ومكان، بهدف زعزعة إستقرار وطننا الحبيب، التي نريد جميعًا النهوض به، كما يريدون هدم فرحتنا وتشتيت ذهننا عن الإنجازات التي يتم إنجازها على مستوى الجمهورية في كل المجالات.
لذا أطالب المؤسسات المعنية في الدولة بمتابعة مصادر هذه الشائعات ومعاقبة مروجيها، ورسم استراتيجية متكاملة للقضاء عليها، كما أتمنى تكثيف جهود المركز الإعلامى لمجلس الوزراء الذي يقوم بالرد السريع على هذه الشائعات ومتابعة ردود الفعل وتحليلها بهدف توضيح الحقائق من خلال القنوات الفضائية المختلفة، أو النشر على صفحات التواصل الإجتماعي المختلفة، حتى لا يعطي الفرصة لينال هؤلاء هدفهم في زعزعة إستقرار دولتنا.
وأؤكد أنني مع حرية التعبير عن الرأي، ومع احترام الرأي والرأي الآخر، كما أنني أشجع الجميع على طرح آرائهم وإبداء الرأي، ولكن مع الأخذ في الإعتبار أخلاقيات حرية الرأي وأخلاقيات الصحافة فالحرية لا تساوي نشر الإشاعات وهز ثقة المواطنين في حكومة دولتهم.
وأخيرًا أطالب وبشدة كل مواطن مصري بعدم الانصياع وراء هذه الشائعات وعدم تصديقها، بغلق كل باب يقوم بنشرها حتى نفوت الفرصة لتحقيق هدفهم الخبيث، وأن يبحث بنفسه عن المعلومة الصحيحة لا يترك نفسه فريسة لما يتم نشره دون تحقق.