أجرى سنودس النيل الإنجيلي المشيخي "المجمع الأعلي للكنيسة الإنجيلية بمصر"، خلال انعقاد الجلسة العامة للدورة (١٣١)، في ٣ أغسطس الجاري، انتخابات على مقعد رئيس السنودس، ونائب الرئيس، والسكرتير الثاني، وعدد من رؤساء المجالس السنودسية.
وبعد تلقي اعتذارات مرشحي المجامع الثمانية؛ أجريت الانتخابات على مقعد الرئيس، بين كل من القس محيي زاهر، راعي الكنيسة الإنجيلية بالتعاون، ومرشح مجمع القاهرة الإنجيلي، القس كمال رشدي، راعي الكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا، ومرشح مجمع المنيا الإنجيلي المشيخي، وذلك بالاقتراع السري خلال الصناديق.
وأعلنت لجنة فرز الأصوات بأن إجمالي عدد الأصوات ٢٩٩ صوتًا منها ٦ أصوات باطلة، وحصل القس محيي زاهر، على ٦٨ صوتًا، والقس كمال رشدي على ٢٢٥ صوتًا، ليصبح الرئيس لهذه الدورة والتى تمتد لسنتين.
وقام بالفعل يوم الخميس الماضي، بتسليم وتسلم من قيادات السنودس الماضي للمقاعد التي تم الانتخاب عليها وبالفعل بدأ عمله رسميًا كرئيس للسنودس يوم الخميس الموافق ١٩ أغسطس، وأجرت "البوابة نيوز"، أول حوار صحفي مع رئيس السنودس الجديد، بعد توليه المنصب.
نص الحوار :
* من هو القس كمال رشدي؟ وما تاريخه الخدمي؟
** ولد القس كمال رشدي حكيم في قرية قوم بدار محافظة سوهاج ٢٧ أكتوبر ١٩٦٤، تخرج فى كلية اللاهوت الإنجيلية عام ١٩٨٦، ثم حصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة عام ١٩٩٩ جامعة المنيا.
ورسم قسا للكنيسة الإنجيلية بقوص، بمحافظة قنا ١ يوليو ١٩٨٨، ثم نصب راعيا بالكنيسة الإنجيلية بطوه في يناير ١٩٩١، ثم قدمت الكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا ليخدم كقسا كارزا بالجهات الكرازية بالكنيسة.
ومشرفا للتهذيب المسيحي بالمدرسة الإنجيلية بالمنيا ١ يونيو ١٩٩٣، ثم أصبح مديرًا للمدرسة في عام ٢٠٠٣، ويخدم بالكنيسة حتى تاريخه، حتى قدمت دعوة رعوية للخدمة كراعي شريك بالإضافة إلى إدارته للمدرسة.
في هذه الفترة تمت إعادة بناء كنيسة قرية المرح وسواده، وترميم كنيسة زاوية سلطان، وتنظيم الكنائس من جهات كرازية إلى كنائس رعوية، وهي: نزلة فرج الله، والمصاص، وزاوية سلطان وسواده.
أيضا عمل كرئيس لمجالس كنائس بني مهدي- أبو حنس- الفكرية الأولي- الطيبة- صفط اللبن.
كما خدم في دائرة مجمع المنيا الإنجيلي كرئيس لجنة التربية المسيحية من ١٩٩٤ حتى ١٩٩٨، وأمين صندوق المجمع في الفترة من ٢٠٠٢ حتى ٢٠١٠. وخدم كنائب رئيس مجلس إدارة المؤسسات التعليمية. وعضو لجنة صناع السلام وحل المنازعات.
تم اختياره كعضو مجلس الأمناء والمعلمين على مستوى محافظة المنيا في عام ٢٠٠١، وتم انتخابه رئيسًا لسنودس النيل الإنجيلي في الدورة (١٣١)، في أغسطس ٢٠٢١.
* ماذا عن سنودس النيل الإنجيلي المشيخي ومما يتكون؟
** السنودس هو المجمع الأعلي للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، ويتكون من ٨ مجامع موزعة جغرافيا على مستوى الجمهورية، بإلاضافة إلى المجالس السنودسية والمؤسسات والهيئات التابعة لها فهناك مثلا: المؤسسات التعليمية، والمؤسسات الطبية، الاجتماعية، الإعلام، التهذيب المسيحي.
* كيف يعمل السنودس على دعم المجتمع في حل قضية البطالة؟
** السنودس يملك مؤسسات وهيئات ومجالس تعمل مع المجتمع، وفيه كالمؤسسات التعليمية التي تشرف على المدارس والمؤسسات الطبية التي تشرف على المستشفيات التابعة لها، وفي هذه المؤسسات لا بد أن يكون بها عاملون من المصريين بمختلف دياناتهم، وأنا لا أميل لفكرة الأديان بقدر إننا مصريون.
فالمواطن المصري يسعى لحب الوطن لأن الله أوصانا بمحبة الأوطان وأوصانا ككنيسة أن نصلي من أجل من هم في منصب وأقصد الذين يحكمون البلاد سواء الرئيس عبد الفتاح السيسي أو الحكومة متمثلة في دولة رئيس الوزراء، والوزراء والمحافظين، فلا فرق بين مواطن ومواطن، الكفاءة هي الأساس.
* كم عدد مدارس السنودس؟ وكم يبلغ عدد طلابها والعاملين بها؟ وهل هناك استراتيجية لزيادة عدد المدارس وامتدادها؟
** ٢٧ مدرسة، بها ما يقرب من 35 ألف طالب وطالبة، ويعمل بها نحو 3400 من العاملين (مدرسين- إداريين- ماليين- خدمات معاونة). كما يوجد لدينا معهد عالى للإدارة والسكرتارية، الأغلبية يتبعون السنودس مباشرة وأقلية يتبعون الكنائس المحلية التابعة للسنودس، فالسنودس يسهم في عملية بناء الإنسان والطفل والاهتمام بالشباب لأنه جزء لا يتجزأ من العبادة.
كما يسعى السنودس من خلال مجلس المؤسسات التعليمية جاهدا لزيادة عدد من المدارس الجديدة لكي تغطي كل المحافظات، ويأتي ذلك نظرا لإيمان الكنيسة بأن الاهتمام بالتعليم وبناء الإنسان مهم جدا.
* خلال انعقاد الدورة السنودسية الـ"١٣١" أجريت انتخابات المجلس الإنجيلي العام فما هو وما دور المجلس وتشكيله؟
** المجلس الإنجيلي يتكون من كل المذاهب الإنجيلية وعددها ١٨ مذهبا، وبالنسبة للكنيسة المشيخية لها أغلبية المقاعد وباقي المقاعد لباقي المذاهب، ويقوم المجلس الإنجيلي العام "رئاسة الطائفة"، بعمل رائع في خدمة الكنائس وكذلك المجتمع لأنه حلقة الوصل بين الكنيسة والدولة.
وبهذه المناسبة أشكر الدكتور القس أندرية زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، لأنه رجل مجتمع، فهو رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، التي لها دور بارز في هذا المجال، وأقدم الشكر أيضا لنائب الرئيس الدكتور القس جورج شاكر، وسكرتير الطائفة الدكتور القس اسطفانوس زكي مع كل أعضاء المجلس الإنجيلي.
* ماذا عن خطة تطوير أوضاع القسوس؟ واستراتيجية إدارة الأزمة في الوقت الحاضر ووقت كورونا؟
** بهذه المناسبة أقدم الشكر للفاضل القس نادي لبيب، رئيس السنودس السابق، وكذلك الأمين العام القس رفعت فتحي، والقس أمير صادق، رئيس الإدارة المالية، ومكتب السنودس واللجنة التنفيذية ولجنة الطوارئ، لأنهم قدموا نموذجا رائعا ليس فقط لمساعدة القساوسة، لكن أيضا لتقديم مساعدات للأسر الفقيرة وهذا هو دور ورسالة الكنيسة.
أما بشأن تحسين أوضاع القساوسة فهناك لجنة قدمت دراسة، وتنفيذها على أساس ثلاث سنوات، بدأت وتستمر من خلال البدلات، كما يقدم السنودس من خلال مجلس شئون القسوس والإدارة المالية، الرعاية الصحية والمساعدات في حالات الطوارئ.
* ماذا عن الدور التنموي والخدمي الذي يقوم به السنودس؟
** يوجد للسنودس مجلس تم إنشاؤه عام ١٩٨١ يعمل على خدمة المجتمع "العمل التنموي والخدمي"، من خلال الكنائس المحلية التي يبلغ عددها ٤٠٠ كنيسة تابعة للمجامع السنودسية الـ٨، وهذا جزء رئيسي بجوار خدمتها الروحية.
* الكنيسة المشيخية لها دور محوري في خدمة منطقة الشرق الأوسط والسودان وإثيوبيا وكل أفريقيا فنريد الحديث عن هذا الدور؟ وما موقفكم تجاه سد النهضة؟
** الكنيسة كانت وما زالت لها دور في تلك المناطق المشار إليها من منطلق إيمان الكنيسة بخدمة الإنسان والمجتمعات من خلال مجلس العمل الرعوي والكرازي تم إرسال عدد من القساوسة ليقدموا خدمات روحية وإنسانية.
أما بشأن قضية سد النهضة وإثيوبيا أنا لست متخصصًا في المجال السياسي حتى أجيبك لكنني في ذلك الوقت أثق في حكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس بلدنا، والذي ندعمه ككنيسة في كل شيء يقوم به بالشكل العام من ملفات خارجية وداخلية ومشروعات قومية وعلاقات دولية، وأثق في قوله "اطمئنوا"، وهذا كلام شخص مسئول عن شعبه، وواجب على أن اقول إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يوفي بكل ما يقوله.
* ماذا عن الكنيسة الإنجيلية والعمل المسكوني؟
** هذا الأمر في يد مجلس كنائس مصر، والأحباء القائمين عليه من قياداتنا الكنسية، قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الدكتور القس أندرية زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، الأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الأقباط الكاثوليك.
وكذلك قيادات من الطوائف المختلفة، ويمثلنا كسنودس في هذا الأمر الأمين العام القس رفعت فتحي، وأشكر الله من أجله، وأؤيد هذا العمل بكل قوة، هذا بالإضافة أن هناك مجلس متخصص في الحوار والعلاقات المسكونية، ويرئسه القس رفعت فكري، وهو في ذاك الوقت الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
ومجلس الحوار التابع للسنودس له دور دور متميز وعمل لقاءات مسكونية بين ٣ طوائف هذا بالإضافة للدور المتميز مع شركاء الوطن من الأحباء المسلمين وهذا دور نحتاج إليه باستمرار.
* نريد الحديث عن دور السنودس وعلاقته بالأزهر الشريف؟
** الحقيقة علاقة السنودس بالأزهر الشريف قوية جدا، وبالأخص بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، كما لنا علاقات طيبة بمؤسسات الأزهر وباقي المؤسسات الإسلامية الأخري، لأننا شعب واحد، ومصيرنا واحد، ووحدة بلدنا أمر أساسي، والأمر الذي أؤكد عليه هو أننا فعلا نقدم الحب والتقدير بعضنا لبعض.
