قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، إن التركيز الرئيسي في أفغانستان الآن هو إجلاء الناس من البلاد، في ظل ظهور تقارير عن العنف والقمع على الرغم من وعود السلام من حركة طالبان.
وأوضح ستولتنبرج: "نحن نعمل على مدار الساعة لإخراج أكبر عدد ممكن من الأشخاص".
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن أكثر من 18 ألف شخص تم إجلاؤهم من أفغانستان منذ نهاية يوليو، و5700 في الساعات الأربع والعشرين الماضية حتى بعد ظهر يوم أمس الجمعة. وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي إن معظم الذين تم إجلاؤهم مواطنون أفغان.
وقال ستولتنبرج، إن العديد من الحلفاء عرضوا في اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي، استقبال لاجئين على أساس مؤقت أو إعادة توطين بعض الأفغان بشكل دائم. وقال إن هذه الدول تشمل بولندا والمجر وكندا و"دول أخرى كثيرة".
ووقعت أفغانستان تحت سيطرة طالبان بعد أن استولت الجماعة الإسلامية المتشددة على العاصمة كابول في وقت سابق في أغسطس. وبدأت حركة طالبان في إحراز تقدم سريع في ساحة المعركة في البلاد منذ أن أعلنت الولايات المتحدة في أبريل أن قوات الناتو والقوات الأمريكية ستنسحب من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر. والآن، أصبحت الأمة بأكملها تحت سيطرة الحركة. ومنذ ذلك الحين، كان الناس يتدافعون لمغادرة البلاد.
وقال ستولتنبرج، إن أعضاء الناتو قلقون بشأن إخراج موظفيهم وغيرهم من العاملين من أفغانستان، لكنهم يريدون أيضًا مساعدة السكان المحليين على المغادرة، حيث دعم الكثيرون من الأفغان الجهود التي تقودها الولايات المتحدة في البلاد على مر السنين. وأضاف: "لقد تمكنا من إخراج الكثيرين بالفعل، ولكن هناك الكثير من الذين يحتاجون للمساعدة".
وتعرض الغرب لانتقادات بسبب الفوضى التي اندلعت في أفغانستان بعد أن استولت طالبان بسرعة على البلاد، بما في ذلك القصر الرئاسي.
وألقى حلف شمال الأطلسي وبايدن باللوم على الحكومة الأفغانية المحلية لفشلها في الوقوف ضد الجماعة الإسلامية المتشددة.
وقال ستولتنبرج، إن الناتو، وهو تحالف عسكري مكون من 30 عضوا، اتخذ "خيارا صعبا للغاية" عندما قرر سحب تلك القوات، وهي خطوة وصفها بعض المراقبين بأن الناتو والولايات المتحدة قد تخلت عن أفغانستان.
وقال لشبكة "سي إن بي سي"، أن هناك "أسئلة جادة وصعبة" يجب طرحها حول كيفية تنفيذ هذا الانسحاب. ولكنه قال أن البقاء في البلاد يعني وجود خطر "صراع عسكري مفتوح مع المزيد من الضحايا والمزيد من العنف، وربما الحاجة إلى إرسال المزيد من القوات،" وأضاف أنه من ناحية أخرى، كانت المغادرة تعني عودة طالبان إلى السلطة.
وقال: "كنا واضحين للغاية بشأن مخاطر إنهاء مهمتنا العسكرية، لكن ما لم نتوقعه، والمفاجأة كانت سرعة انهيار الحكومة الأفغانية وقوات الأمن. لكننا نحتاج أيضًا إلى إلقاء نظرة على حلف الناتو ومشاركتنا والدروس الصعبة التي يجب تعلمها".
وأشار ستولتنبرج إلي أن الهدف الرئيسي لدخول أفغانستان كان منع الجماعات الإرهابية الدولية مثل القاعدة وداعش من ممارسة أنشطتها في البلاد، وشدد علي أن ذلك الهدف قد تحقق بالفعل.
ولفت إلي أن الناتو كان واضحًا في أنه يتوقع أن تلتزم طالبان بـ "التزامها" بعدم السماح لأفغانستان بأن تصبح ملاذًا للإرهابيين.
وقال: "نتوقع منهم أن يفوا بهذا الالتزام، لكننا بحاجة إلى أن نظل يقظين،" مضيفًا أن أعضاء الناتو قالوا إنهم يستطيعون ضرب الجماعات الإرهابية في أفغانستان "حتى بدون آلاف الجنود على الأرض".
وقدمت طالبان صورة تصالحية، لكن ظهرت تقارير عن سقوط قتلى وأحداث عنف خلال الأيام القليلة الماضية. وردا على سؤال عما إذا كان الناتو يعتقد أنه يمكنه العمل مع الحركة، قال ستولتنبرج أن التحالف "سيحكم علي الحركة بناء على أفعالها، وليس من خلال أقوالها". ولكنه أقر بأنه بدون وجود قوات في البلاد، سيكون للناتو تأثير أقل من ذي قبل.
وأوضح أنه "بغض النظر عن نوع الحكومة التي قد تحكم البلاد، فإن الحلفاء مستعدون لاستخدام النفوذ الذي لديهم. وأن ذلك يشمل الأدوات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والمالية التي يمكن استخدامها لدعم تنمية أفغانستان، مع احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة أو الضغط علي حكومة طالبان في حالة قمعها للحقوق والحريات."