تحل اليوم السبت ذكرى وفاة الروائي السوري حنا مينا الذي توفي في مثل هذا اليوم من العام 2018 احد رواد الادب العصري الحديث ، فكانت كتاباته تميل الى الواقعية فكتب ما يقرب من 40 رواية اجتماعية، من أبرزها "المصابيح الزرق" ، "حكاية بحار"، "الشراع والعاصمة"، "نهاية رجل شجاع" ، وغيرها " وقد لقب مينا وعرب عنه انه " اديب البحر " وذلك لانه تحدث عن البحر في معظم رواياته ليصف حياة البحارة في اللاذقية وصراعاتهم على متن المراكب والسفن ومع أخطار البحر
وفي احد الحوارات الصحفية التي اجريت معه سئل مينا عن ادب البحر هل كان سببا في التقريب بين الامم فأجاب مينا ان ادب البحر تناول بالدرجة الاولى حياة البحارة وصيد الحيتان ومغامرات القراصنة ورحلات المكتشفين والتجار وكل هؤلاء كانوا في المغامرين وكانوا رسل اليابسة الى الماء ومن الطبيعى انهم في رحلاتهم ومغامراتهم واكتشفاتهم قد اسهموا بتعريف الامم بعضها ببعض ، لكن هذا الادب على ضخامته ما كان يولّي البحار الانسان اهتمامه فهو يرصد حياة المكتشفين والتجار والقراصنة والربابنة والعبيد في نقلهم من قارة الى أخرى وفي تمردهم أحيانا وفي الظروف الشاقة التي كان يعمل بها البحارة الذين لا يقلون عن هؤلاء العبيد عبودية ، ولهذا رصد مينا حسب قوله في ادبه البحار الانسان، البحار المغامر ، المغامر الذي يخوض معركة فروسية مع البحر وصلة هذا البحر بالموانئ وما فيها من طيبة ووحشية ورومانتيكية وواقعية والبساطة والشراسة وهذا كله تم تلخيصه في قول " الطروسي " بطل " رواية " الشراع و العاصفة " الذي اوجز تجربته في هذه العبارة " الحياة كفاح في البحر والبر"
ويضيف مينا : لقد تجاوزت في في مادة البحر التي غطيت مساحتها حياة المرافئ الى حياة البحار في اعماق اللجج واظهرت عظمة بحارتنا الذين لا يهابون العواصف بل يطاردونها ايضا واذا كان تجربتي في كتابة ادب البحر تحتمل كل صفات الريادة وكل نواقصها ايضا مهما بلغ شأن هذه الريادة ، فإن آخرين سيتبعونني على طريق هذا العالم المانع الماجد الواسع الذي هو كالحب مادة ازلية ابدية للادب